نيودلهي الأكثر تلوثا في العالم بالجسيمات الدقيقة

 الصين والهند ترزحان تحت وطأة التلوث بالجزيئات الدقيقة القاتلة المسؤولة عن الكثير من الوفيات المبكرة والمتسببة في الإصابة بالربو أو سرطان الرئة أو أمراض القلب.
بولندا وإيطاليا الأكثر تلوثا في أوروبا بالجسيمات الدقيقة
صعوبة تقويم الوضع في إفريقيا والشرق الأوسط بسبب النقص في البيانات
الجزيئات الدقيقة تنتجها العواصف الرملية وحرائق الغابات والوقود الأحفوري

باريس– من بين المدن الضخمة التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة وما فوق، كانت العاصمة الهندية نيودلهي الأكثر تلوثا في العالم بالجسيمات الدقيقة في العام 2019، تليها لاهور في باكستان ودكا في بنغلادش وكالكتا في الهند.
وتضم الصين والهند نسبة عالية جدا من أكثر المدن تلوثا بالجزيئات الدقيقة المسؤولة عن الكثير من الوفيات المبكرة كما بيّن تقرير نشرته منظمة "غرينبيس" وشركة "آي كيو إير" السويسرية المتخصصة.
ويضم هذان البلدان ما يقرب من 90% من 200 مدينة تعاني من مستويات عالية من تلوث الهواء بالجزيئات الدقيقة دون 2,5 ميكرومتر، على ما أظهر هذا التقرير الذي يستند إلى بيانات من حوالى خمسة آلاف مدينة حول العالم. وأضاف التقرير أن نسبة الـ10% المتبقية تتركز في شكل رئيسي في باكستان وإندونيسيا.
ومع أخذ نسبة تعرض السكان في الاعتبار، يتبين أن بنغلادش هي أكثر البلدان معاناة جراء التلوث بهذه الجزيئات الدقيقة التي دخل جراء حجمها الصغير الدم عن طريق الرئتين ما يؤدي إلى الإصابة بالربو أو سرطان الرئة أو أمراض القلب.
وتلي بنغلادش في هذا السياق باكستان ومنغوليا وأفغانستان والهند، أما الصين فتحتل المرتبة الحادية عشرة.
ونسبت منظمة الصحة العالمية معظم حالات الوفيات المبكرة العائدة إلى تلوث الهواء والبالغ مجموعها سبعة ملايين في أنحاء العالم، إلى الجزيئات الدقيقة التي تنتجها العواصف الرملية وحرائق الغابات والزراعة والصناعة والوقود الأحفوري.
توصي منظمة الصحة العالمية بعدم تجاوز تركيز الجزيئات الدقيقة 25 ميكروغراما في كل متر مكعب من الهواء يوميا.
وقدّرت دراسة نشرت في العام 2019 بأن تلوث الهواء قد يكون قاتلا أكثر بمرتين مما كان يعتقد مع حوالى 800 ألف حالة وفاة سنويا في أوروبا و2,8 مليون حالة في الصين و8,8 ملايين حالة في العالم.
في منطقة شاسعة من شمال الهند إلى وسط الصين، من شأن تلبية توصيات منظمة الصحة العالمية أن تزيد متوسط العمر المتوقع ست إلى سبع سنوات، وفقا لمؤشر وضعه باحثون من معهد سياسة الطاقة في جامعة شيكاغو.
ومن بين 36 دولة عضو في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، تعتبر كوريا الجنوبية أكثر الدول تلوثا بالجزيئات الدقيقة، إذ ضمت 105 من بين ألف مدينة من المدن التي ذيّلت التصنيف. وفي أوروبا، اعتبرت بولندا وإيطاليا الأكثر تلوثا بحيث ضمتا 39 و31 مدينة على التوالي.
وكان من الصعب تقويم الوضع في إفريقيا والشرق الأوسط بسبب النقص في البيانات.
وقد بدأت ظاهرة تغير المناخ زيادة الأخطار الصحية المرتبطة بهذه الجسيمات الدقيقة مع تكاثر حرائق الغابات واشتداد العواصف الرملية بسبب التصحر، وفقا لهذا التقرير.
ويعود السبب وراء التغير المناخي والتلوث بالجسيمات الدقيقة إلى العامل نفسه وهو احتراق الفحم والنفط والغاز.
وفي حين أنه تم الربط بين تلوث الهواء وسرطان الرئة، أظهرت دراسة حديثة أن معظم الوفيات المبكرة سببها النوبات القلبية والسكتات الدماغية وأنواع أخرى من أمراض القلب والأوعية الدموية.