هايلي تروّج لخطة سلام أميركية بلا ملامح واضحة

نيكي هايلي تثني أمام مجلس الأمن الدولي على خطة السلام الأميركية التي من المرتقب الإعلان عنها في مطلع 2019 من دون أن تقدم أي تفاصيل واضحة عن مضمونها، لكنها قالت إنها لن ترضي جميع الأطراف.

واشنطن تضفي المزيد من الغموض على صفقة القرن
الأوروبيون يتمسكون بـ"المعايير المتفق عليها" لتسوية الصراع في الشرق الأوسط
هايلي: خطة السلام الأميركية تعترف بالحقائق على الأرض في الشرق الأوسط

نيويورك - دعت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي الثلاثاء الفلسطينيين والإسرائيليين والمجتمع الدولي إلى دعم خطة السلام الأميركية المرتقبة مطلع 2019 وهي الخطة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمعروفة بصفقة القرن، فيما أكد الأوروبيون تمسكهم بـ"المعايير المتفق عليها".

وقالت هايلي خلال الاجتماع الشهري لمجلس الأمن حول الشرق الأوسط "لقد قرأتها. خلافا للمحاولات السابقة الرامية إلى تسوية النزاع هذه الخطة لا تقع في بضع صفحات مع توجيهات غير محددة ومملة".

وأضافت "ستكون مختلفة عن الخطط الأخرى" دون كشف مضمون الخطة. وستترك هايلي منصبها في 31 ديسمبر/كانون الأول، مضيفا "السؤال الحاسم هو معرفة ما إذا سيكون الرد مختلفا".

وأكدت هايلي أنه "ستكون في الخطة أمور ستروق وأخرى لن تروق بالنسبة إلى الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، بل أيضا لكل دول العالم المهتمة بالموضوع".

وتابعت "سيكون لكل بلد أو طرف خيار مهم يقوم به. التركيز على أجزاء الخطة التي لا تروق، أو التركيز على أجزاء الخطة التي تروق والتشجيع على مواصلة المفاوضات".

وقالت، إن خطة بلادها للتوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين "تضم عناصر جديدة للنقاش وتستفيد من عالم التكنولوجيا الجديد الذي نعيش فيه".

وأضافت هايلي أمام مجلس الأمن الدولي أن الخطة التي قالت إنها اطلعت عليها "أطول كثيرا وتحتوي على المزيد من التفاصيل المدروسة وتعترف بأن الحقائق على الأرض في الشرق الأوسط تغيرت بصور كثيرة ومهمة".

غير أنها لم تدل بتفاصيل محددة عن محتوى الخطة التي طال انتظارها والتي أعدها جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وتهيمن الريبة على الفلسطينيين واتهموا إدارة ترامب بالانحياز إلى إسرائيل فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية المرتبطة بالصراع الممتد منذ عشرات السنين. ورفض الفلسطينيون المشاركة في المساعي الأميركية منذ ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي حين اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ثم نقل السفارة الأميركية إليها.

وقالت هايلي "ستكون مكاسب الفلسطينيين كبيرة للغاية إذا انخرطوا في مفاوضات السلام"، مضيفة "هذه الخطة ستكون مختلفة عن كل الخطط السابقة. السؤال المهم هو هل ستكون الاستجابة لها مختلفة. هناك أمور في هذه الخطة ستأتي على هوى كل من الطرفين وأمور أخرى لن تكون كذلك"، متهمة الدول العربية بعدم إبلاء الشعب الفلسطيني أولوية.

وقالت لأنهم لو كانوا كذلك "لاجتمعتم كلكم في غرفة لمساعدة الجانبين على الجلوس إلى الطاولة".

ورحبت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة كارين بيرس بحديث هايلي قائلة إنه يؤكد أن خطة السلام الأميركية صارت جاهزة.

وتطالب دول أوروبية واشنطن منذ وقت طويل بالكشف عن خطتها للسلام. وقال السفير السويدي في الأمم المتحدة أولوف سكوج أمام مجلس الأمن اليوم الثلاثاء "الآمال تتبدد في ظل عدم وجود عملية سلام في الأفق".

وقال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، إن واشنطن تحدثت مع إسرائيل عن تقديم الخطة في بداية العام المقبل.

وأظهر استطلاع للرأي نشره المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية اليوم الثلاثاء أن 74 ابلمئة من الفلسطينيين يرون ضرورة أن ترفض القيادة الفلسطينية خطة ترامب للسلام، إن عُرضت، فيما قال 21 بالمئة فقط إن عليها قبولها.

وهذه آخر مشاركة لهايلي في اجتماع مجلس الأمن الشهري بشأن الشرق الأوسط. وعلى مدى العامين الماضيين استغلت المندوبة الأميركية هذا الاجتماع بوجه عام في استهداف إيران بسبب اتهام الولايات المتحدة لها بالتدخل في شؤون المنطقة.

وفي إعلان نشر قبل بدء الاجتماع شددت الدول الأوروبية الأعضاء حاليا أو مستقبلا في مجلس الأمن الدولي على أن أي خطة يجب أن تستند إلى "معايير متفق عليها" دوليا والقرارات الدولية السابقة والاتفاقات المبرمة.

وحذّر الأوروبيون (بلجيكا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وبولندا والسويد وبريطانيا) من أن "أي خطة سلام لا تعترف بهذه المعايير المتفق عليها دوليا قد يكون مصيرها الفشل".