هجمات العشائر على قسد في شمال سوريا تستنفر القوات الأميركية

هاجس الأمن يسيطر على الجيش الأميركي في أماكن انتشار قواعده على امتداد مناطق نفوذ قسد لحماية حقول النفط.

دير الزور (سوريا) – شن مقاتلون من العشائر العربية هجوما على عدة مواقع لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، بريف دير الزور شمال سوريا، بالتوازي مع تحركات للقوات الأميركية في المنطقة لحماية حقول النفط من تأثير التصعيد.

ويشهد ريف ديرالزور احتجاجات وحالة غليان شعبي على خلفية تصاعد حدة المواجهات بين قسد وقوات العشائر، واعتقال قسد عشرات من المدنيين بحجة انتمائهم لتنظيم الدولة الاسلامية وقوات العشائر.

وقالت مصادر مطلعة إن هجمات قوات العشائر طالت مقراً لقسد بالأسلحة الرشاشة عند ضفة الفرات ببلدة زغير جزيرة، لتندلع على إثرها اشتباكات متفرقة، كما طالت الهجمات عدة نقاط لقسد متمركزة على ضفة الفرات ببلدات الشحيل والشنان الجرذي، وردت قسد على مصادر الاستهداف دون معرفة حجم الاضرار الناجمة عن الهجوم.

ونوهت المصادر أنه منذ مطلع سبتمبر /أيلول الفائت تشهد دير الزور تسللاً لمسلحين تقول “قسد” إنهم ينتمون لمليشيا الدفاع الوطني وتشكيلات أخرى ضمن قوات النظام والفصائل الإيرانية.

وتأتي التطورات بعد أن قويت شوكة قوات العشائر العربية، إثر توحيد ألويتها وفصائلها تحت "قيادة عسكرية" موحدة قبل نحو أسبوعين، ما جعلها تبدأ بشن هجمات مكثفة طاولت نقاط وحواجز "قسد" في محيط بلدة الشحيل شرقي دير الزور، وحققت فيها إصابات مؤكدة، وذلك بعد يوم من هجمات مماثلة ضربت قسد في بلدتي الجرذي والحوايج.

نشاط لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يستغل الفوضى والاضطرابات لشن هجمات متفرقة ضد الجيش السوري والميليشيات التابعة لإيران وروسيا.

وذكرت صحيفة الوطن السورية المقربة من الحكومة، نقلا عن مصادر محلية بريف دير الزور الشرقي، أن هاجس الأمن بات مسيطراً وبشكل ضاغط، على الجيش الأميركي، في أماكن انتشار قواعده على امتداد مناطق نفوذ مناطق "قسد" في محافظتي الحسكة ودير الزور، وخصوصاً في الأخيرة التي يمكن الوصول إليها، لأنها قريبة من هجمات قوات العشائر العربية، التي تهدف لطردها من المنطقة ذات ثقل المكون العربي فيها.

وشهد المنطقة الاثنين تسيير دورية عسكرية من الجيش الأمريكي، وللمرة الثانية في غضون أسبوع، في بلدات ذيبان والطيانة والشحيل، والتي تشمل مثلث حاد الزوايا وحاد الخطورة لجهة الهجمات الشرسة والفاعلة التي تشنها قوات العشائر باتجاه حواجز ونقاط "قسد" في شرقي دير الزور، وعلى مسافة لا تبعد في بعض المناطق مئات الأمتار عن خط تماس الفرات، والذي تدعي قسد أن الضربات الموجعة التي تتلقاها تنطلق من ضفته الغربية.

وأشارت المصادر إلى أن الدورية العسكرية الأميركية، وبرفقة مسلحي "قسد" وتحت غطاء جوي كثيف من طائرات حربية وأخرى دون طيار، ضمت 14 عربة مصفحة، تعد الأضخم من نوعها، بعد أن حوت الدورية السابقة 12 عربة مدرعة وجابت الشحيل فقط.

وتوقعت تسيير دوريات مماثلة في الأيام المقبلة لمراقبة الوضع العسكري المتأزم في المنطقة والتدخل عسكريا إلى جانب قسد عند خروج الأمور عن سيطرتها، كما حدث في مرات سابقة حين فقدانها السيطرة على أجزاء من بلدات حيوية في الصفة الشرقية للفرات، كما في الطيانة وذيبان.

وأعادت قوات الجيش الأميركي تموضع قواتها مع قوات "قسد" في محيط قاعدتي العمر وكونيكو، بعد استقدام تعزيزات عسكرية ضخمة إليهما من العراق في وقت سابق، كما عززت وجودها في قاعدة الشدادي في الحسكة، والتي تعرضت الاثنين لهجوم صاروخي دون معرفة نتائجه، بالتوازي مع استنفار القوات الأميركية في مركز استراحة الزير الذي يضم قاعدة أميركية شمال الحسكة وفي قاعدة الجير شمال الرميلان.

وبدا أن إجراءات الجيش الأميركي في المنطقة أخيراً، سواء باستقدام التعزيزات العسكرية والعتاد اللوجستي أو إعادة انتشارها أو تسيير دوريات مراقبة برفقة حليفته قوات سورية الديمقراطية- قسد، تهدف إلى توفير المزيد من هامش الحماية لقواعده العسكرية حقول النفط، بعد تعرضها لهجمات متتالية بالطائرات المسيرة وبالصواريخ الموجهة خلال الشهر الأخير.

وأرسل الجيش الأميركي الأحد قوات عسكرية من قاعدتي العمر وكونيكو إلى خط المواجهة على طول القرى السبع، الوحيدة الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري بريف دير الزور الشرقي والتي هي منطقة نفوذ للقوات الروسية، حيث انتشرت بالقرب من خطوط تماس تلك القرىوالتي سبق أن شهدت أعمال تسوية للمطلوبين في يناير/ كانون الأول 2021 داخل مركز المصالحة الروسي- السوري.

وتشهد المنطقة أيضا نشاطا لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يستغل الفوضى والاضطرابات لشن هجمات متفرقة، فقد تحدثت وسائل إعلام محلية عن مقتل وجرح عناصر من الميليشيات المدعومة من إيران وروسيا الإثنين، إثر انفجار لغم أرضي وهجوم من قبل مسلحين استهدف سيارتين عسكريتين في باديتي الرقة وحمص، شرق سوريا.

وأوضحت إن عنصرين من "الدفاع الوطني" المدعوم من روسيا قُتلا الإثنين، بالإضافة إلى إصابة عنصر ثالث بجروح خطيرة، إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب بسيارة عسكرية لقوات الدفاع في بادية الرصافة بريف محافظة الرقة الجنوبي الغربي.

وأكدت المصادر، مقتل عنصر من الميليشيات الإيرانية وجرح 4 آخرين على الأقل، إثر هجوم نفذه مسلحون مجهولون يُرجح أنهم خلايا تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية استهدف سيارة عسكرية للميليشيات الإيرانية على طريق بادية تدمر بريف محافظة حمص الشرقي.

وكان عنصران من قوات "الفرقة 25 مهام خاصة" قد قُتلا يوم الجمعة الفائت، بالإضافة إلى إصابة عناصر آخرين بجروح متفاوتة، إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب بسيارة عسكرية تابعة للفرقة في بادية أثريا بريف محافظة الرقة الغربي.