هجمات على نواد ليلية تشكك بنوايا ادارة الشرع في ضبط المتشددين
دمشق – قُتلت امرأة خلال هجوم شنّه مسلحون فجر الاثنين على ملهى ليلي ذائع الصيت في العاصمة السورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان والسلطات وشاهد عيان، في ثاني حادثة من نوعها خلال أسبوع، تعهدت دمشق محاسبة المسؤولين عنها، غير أن الشكوك تتزايد بشأن عزم السلطات وضع حد لمثل هذه الحوادث التي تستند الى دوافع دينية متشددة.
ولم تتضح خلفيات الهجوم أو الجهات المنفذة له وما إذا كانت مرتبطة بالسلطة الجديدة المتهمة منذ وصولها الى الحكم بمحاولة فرض قيود متشددة على السلوك العام، حيث يقول البعض من السكان أنهم تعرضوا لمضايقات بخصوص الحريات الشخصية.
وأورد المرصد أن "مسلحين مجهولين هاجموا بالأسلحة الرشاشة ملهى الكروان الليلي في منطقة الحجاز وأطلقوا الرصاص، ما أدى إلى مقتل امرأة وإصابة آخرين".
وقال شاهد عيان من دون الكشف عن هويته خشية على سلامته، "سمعت إطلاق رصاص فجرا، ولم أجرؤ على دخول الملهى الا بعد وقت" من توقف صوت الرصاص. وأضاف "رأيت جثة امرأة وبقع دماء على الأرض وحالة من الفوضى".
وفي وقت لاحق، استنكرت محافظة دمشق ما وصفته بـ"الحادث المؤسف" الذي "أسفر عن مقتل فتاة".
وتعهد محافظ المدينة ماهر مروان في بيان "محاسبة العابثين بأمن المدينة مع اتخاذ الإجراءات اللازمة"، مؤكدا في الوقت ذاته سعي السلطات الى "ضبط المخالفات غير القانونية".
وصباح الإثنين، بدا الملهى مغلقا بأمر من قوات الأمن، وفق ما قال حارس أحد الابنية المجاورة.
وقال أحد الباعة في جوار المبنى "أعمل هنا منذ خمس سنوات ولم يسبق أن حصل أي إشكال في الملهى الذي يغلق أبوابه نهارا".
ويقع الملهى في الطابق الأرضي من مبنى يقع في منطقة تجارية في قلب دمشق، حيث العديد من الملاهي والنوادي الليلية المرخصة منذ عقود. وقال أحد القاطنين في الشارع إن سيارة أمن تضم مسلحين تابعين للسلطة، كانت تراقب المكان منذ أيام وتتوقف عند ناصية الشارع.
وفي حادثة أخرى في نفس الأسبوع تداولت مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن تعرّض الناشط عبد الرحمن كحيل لعدة إصابات جراء اعتداء من قبل قوات الأمن العام في حمص، وذلك بسبب عدم حيازته وثائق رسمية تثبت أن السيدة التي كانت برفقته هي خطيبته. وقبل الإفراج عنه، تم تهديده بأنه في حال نشر خبر اعتقاله، سيتم تلفيق تهمة له بالتهجم على دورية للأمن العام وسجنه لخمس سنوات، وفق الانباء المتداولة.
وجاء الهجوم على الملهى بعد ساعات من تداول مقطع فيديو التقطته كاميرا مراقبة وفيه تظهر مجموعة من المسلحين تهاجم ملهى ليليا آخر في المنطقة ذاتها، تبيّن أنه جرى فجر الثلاثاء الماضي.
وبدا في مقطع الفيديو الذي تحققت فرانس برس من صحته، مسلحون وهم يتوجهون الى الملهى، قبل أن يظهروا في مشاهد أخرى وهم يضربون بأعقاب بنادقهم رواد الحانة من نساء ورجال أثناء فرارهم مذعورين. وبدت امرأة وهي تتعثر مرتين جراء الضرب.
وأعلن المكتب الاعلامي لوزارة الداخلية، وفق ما نقلت الإخبارية السورية الأحد، توقيف العناصر الذين نفذوا الاعتداء.
وأورد "تم تداول مقطع فيديو التقطته إحدى كاميرات المراقبة على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر اعتداء عدد من العناصر العسكريين على مجموعة من الأفراد بأحد أحياء مدينة دمشق". وأضاف "بعد التحقيقات الأولية ومراجعة التسجيلات، تم التعرف على العناصر المتورطين بالاعتداء واعتقالهم وتحويلهم على القضاء لينالوا جزاءهم العادل".
وشددت الداخلية، وفق المصدر ذاته، على أن "أي تجاوز أو اعتداء يمس المواطنين أو المرافق العامة سيقابل بإجراءات قانونية صارمة".
منذ وصولها الى الحكم، يحضّ المجتمع الدولي السلطات الجديدة على احترام الحريات الشخصية والعامة وحماية مواطنيها خصوصا الأقليات وإشراك كافة المكونات في إدارة المرحلة الانتقالية.