هجوم الأحواز يهزّ أكبر قوة تتباهى بها إيران

الحرس الثوري الإيراني سيستغل الهجوم على عرض عسكري في الأحواز لإسكات منتقديه ومن ضمنهم الرئيس حسن روحاني، فيما كشف الهجوم أن القوة التي طالما تباهت بها طهران غير عصيّة على الاختراق والتعرض لضربات مؤلمة.

الحرس الثوري يتوعد بالرد على الهجوم الدموي في الأحواز
هجوم الأحواز فرصة للثوري الإيراني لتعزيز قبضته وقمع معارضيه
توقعات بشن الحرس الثوري هجمات عنيفة على الأقليات المتمردة
لدى جماعات عربية معارضة قائمة طويلة من المظالم ضد زعماء إيران
قمع وتهميش الأقليات يرتد عنفا على إيران

طهران - وجه هجوم دام على عرض عسكري للحرس الثوري الإيراني ضربة قاسية للمؤسسة الأمنية في إيران التي دأبت على القول إن باستطاعتها التصدي لأي تهديد بغض النظر عن حجمه حتى إن كان من الولايات المتحدة وحليفتها الرئيسية في الشرق الأوسط إسرائيل.

وقد هزّ الهجوم الدموي الحرس الثوري القوة التي طالما تباهت بها إيران في مواجهة من تصفهم بـ"الأعداء" والتي طالما استخدمته في قمع الاحتجاجات الشعبية والمعارضين في الداخل.

وأظهر هجوم السبت وهو أحد أسوأ الهجمات التي يتعرض لها الحرس الثوري، أن هذه القوة الإيرانية التي تقع تحت إمرة الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي مباشرة يمكن أن تكون عرضة لعمليات على طريقة حرب العصابات.

وتمتعت إيران باستقرار نسبي مقارنة بجيران عرب لها عانوا اضطرابات سياسية واقتصادية بعد انتفاضات شعبية عام 2011.

وتوعد الحرس الثوري الإيراني بالرد على الهجوم، فيما ألقت إيران باللوم في الهجوم على الولايات المتحدة وجيران عرب لها في الخليج، لكنها لم تقدم أدلة.

وأعلنت حركة معارضة من أصول عربية في إيران تدعى منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية، مسؤوليتها عن الهجوم. وتسعى المنظمة لتأسيس دولة مستقلة في إقليم خوزستان الغني بالنفط.

كما تبنى تنظيم الدولة الإسلامية هجوم السبت وأعلن في السابق مسؤوليته عن هجوم على البرلمان الإيراني وضريح آية الله روح الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية في 2017 مما أسفر عن سقوط 18 قتيلا.

ولم تقدم الحركة والتنظيم دليلا على ضلوعهما في هجوم العرض العسكري. ولدى جماعات عربية معارضة قائمة طويلة من المظالم ضد زعماء إيران ويتنامى شعورها بالإحباط.

الحرس الثوري قد يشنّ هجمات عنيفة بالصواريخ على المتمردين في الأحواز وخارجها
الحرس الثوري قد يشنّ هجمات عنيفة بالصواريخ على المتمردين في الأحواز وخارجها

ووقع الهجوم في مدينة الأحواز عاصمة إقليم خوزستان المتاخم للعراق ويعيش فيه معظم أبناء الأقلية العربية في إيران.

وتشعر هذه الأقلية بالإهمال منذ وقت طويل من قبل الحكومة المركزية التي يهيمن عليها الفرس في طهران.

وتعاني المنطقة كثيرا وعلى نحو خاص من المشاكل الاقتصادية التي تواجه الجمهورية الإسلامية ككل ويصل معدل البطالة في خوزستان إلى 14.5 بالمئة أي أعلى من المعدل الوطني وهو 11.8 بالمئة.

وتفاقمت ظروف المعيشة المتدنية بسبب انقطاع الكهرباء وجفاف حاد وهو ما يلقي السكان باللوم فيه على سوء الإدارة من قبل الحكومة المركزية.

واضطر سكان الأحواز إلى البقاء في منازلهم خلال بعض الأيام بسبب عواصف رملية عاتية مرتبطة بالجفاف خلال العام الماضي.

واستفادت جماعات معارضة مسلحة من هذا الاستياء في محاولة لحشد التأييد لأفعالها التي اشتملت على مهاجمة خطوط أنابيب للنفط في المنطقة.

ويقول نشطاء في مجال الحقوق المدنية إن هذه الهجمات العنيفة تقوض جهودهم السلمية لمساعدة السكان المحليين وتؤدي إلى اعتقالات على نطاق واسع.

وتشكو أقليات كالأكراد في غرب إيران والبلوخ في جنوب شرق البلاد من إهمال الحكومة المركزية.

واشتبكت جماعات كردية معارضة مسلحة مع الحرس الثوري في منطقة الحدود مع العراق خلال الشهور القليلة الماضية مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين.

وفي مطلع سبتمبر/أيلول، أطلق الحرس الثوري سبعة صواريخ على قاعدة لجماعة كردية معارضة في شمال العراق مما أسفر عن سقوط 11 قتيلا على الأقل.

ومثل هذه الهجمات توحد الإصلاحيين والمحافظين في إيران رغم الخلافات الحادة بشأن السياسات الداخلية والخارجية.

ودفع الرئيس حسن روحاني النفوذ الاقتصادي والسياسي للحرس الثوري إلى التراجع خلال السنوات الأخيرة، إلا أنه بعد هجوم الأحواز، سيكون من الصعب على روحاني تحديهم.

ويقول محللون إن العنف عزز الدعم للحرس الثوري وهو ما سيستغله على الأرجح لإسكات منتقديه وبينهم روحاني.

تشكو أقليات كالأكراد في غرب إيران والبلوخ في جنوب شرق البلاد من إهمال الحكومة المركزية

وسيقوي قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، المبرم بين إيران وقوى عالمية، شوكة المحافظين إذ أنهم طالما قالوا إنه لا يجب الثقة في الولايات المتحدة.

وقال قادة كبار إن هجوم الأحواز نفذه متشددون دربتهم دول خليجية عربية وإسرائيل ودعمتهم الولايات المتحدة، لكن من غير المرجح أن يرد الحرس الثوري على هؤلاء الخصوم بشكل مباشر.

وسيلجأ على الأرجح لاستعراض القوة بإطلاق صواريخ على جماعات تنشط في العراق أو سوريا ربما تكون على صلة بالمسلحين الذين نفذوا الهجوم.

وبعد أيام من الهجوم الذي نفذه تنظيم الدولة الإسلامية في طهران عام 2017، أطلق الحرس الثوري صواريخ على جماعات متشددة في شرق سوريا.

وعقب سلسلة من الاشتباكات مع جماعات معارضة كردية في الشهور الأخيرة أطلق الحرس الثوري صواريخ على قاعدة للمعارضة الكردية في شمال العراق في بداية سبتمبر/أيلول.

ومن المرجح أن يطبق سياسة أمنية صارمة في إقليم خوزستان في المستقبل القريب ويعتقل أي معارضين محليين محتملين بما في ذلك نشطاء الحقوق المدنية.