هجوم الجفرة التخطيط قطري والتمويل تركي

القوات المسلحة الليبية تبرهن على قدرتها في التعامل مع ثلاث تهديدات إرهابية مختلفة على الجفرة أفشلتها قبل أن تبدأ ثم تحولت مباشرة للهجوم على الميليشيات المعادية.
الجيش الليبي يحبط هجمات إرهابية على الجفرة
رد سريع للقوات الليبية على هجمات إرهابية على قاعدة الجفرة
قاعدة الجفرة لم يمسسها أي ضرر ومستمرة في عملها
معركة تحرير طرابلس متواصلة حتى دحر الميليشيات الإرهابية

بنغازي - أعلن الجيش الوطني الليبي اليوم الجمعة إفشال ثلاث اعتداءات إرهابية برية وجوية على قاعدة الجفرة الجوية وسط الصحراء، مؤكدا أنه تم التخطيط لهذه الاعتداءات في تركيا وبتمويل قطري سخي للميليشيات الإرهابية، وفق بيان تلاه أحمد المسماري الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية.

وأكد المسماري أن قاعدة الجفرة الجوية لم يمسسها أي ضرر وأنها مستمرة في مهامها وهي "أقوى مما سبق بدرجات كبيرة"، مضيفا "ندافع عنها (القاعدة) بكل الأسلحة الجوية والبرية  ونعلم كل خططهم الفاشلة. لدينا السيادة الجوية الكاملة على كل الأراضي الليبية".

وقال أيضا "لقد برهنت القوات المسلحة على قدرتها على التعامل مع ثلاث تهديدات إرهابية مختلفة على الجفرة وأفشلتها قبل أن تبدأ ثم تحولت مباشرة للهجوم بفضل سلاح الجو"، معلنا أن الجيش الوطني الليبي مستمر في معركة تحرير طرابلس.

وتابع "صدت قواتنا المسلحة هذا الهجوم حتى قبل أن يبدأ وقبل أن تصل طائراتهم إلى محيط القاعدة"، مؤكدا أن القوات الليبية "أسقط ثلاث طائرات مسيرة تركية حاولت الإغارة على القاعدة". كما تم استهداف "تجمع إرهابي في سرت كان يحاول الاقتراب من القاعدة بـ 19 آلية تم تدميرها".

وتحدث المسماري عن استهداف 15 آلية أخرى وتدميرها في منطقة أبو النجيم وشن هجوم على الكلية الحربية في مصراتة التي أقلعت منها الطائرات التركية المسيرة.

وأضافت القيادة العامة للقوات الليبية في بيانها حول هجوم الجفرة أن "أصوات الانفجارات التي سُمع دويها في الجفرة كانت ناتجة عن تدمير طائرتين تركيتين مُسيرتين وتحديدا في شمال الجفرة"، مؤكدة أن "كامل منطقة العمليات خاضعة لسيطرة سلاح الجو الليبي" .

وقالت قوات الجيش الوطني الليبي التي يقودها المشير خليفة حفتر إن الطائرات التركية المسيرة حاولت استهداف قاعدة الجفرة جنوب مدينة سرت دون أن يلحق بالقاعدة أي ضرر من محاولة ما وصفه بـ"العدو"، مشيرا إلى أنها باءت بالفشل.

وتقع الجفرة الصحراوية على بعد 650 كلم جنوب شرق طرابلس وتتخذها قوات حفتر قاعدة عمليات وإمداد رئيسية.

وأوضحت قوات حفتر أنها "دمرت كافة ثكنات الطائرات التركية المسيرة بمدينة مصراتة بعد استهداف عدة مواقع في المدينة من قبل سلاح الجو".

وغير الجيش الليبي محاور هجومه لتحرير طرابلس، حيث يسعى لتطهير المناطق الرئيسية التي تعتمدها الميليشيات لتقديم الدعم للإرهابيين في العاصمة منها الميليشيات المسيطرة على مدينة مصراتة المتاخمة لطرابلس.

وقالت مصادر ليبية مطلعة إن "سيارات مسلحة تابعة لمليشيات مصراتة (كتيبة حطين) دخلت ليل الخميس إلى الحدود الإدارية لمدينة سرت في محاولة لاستهداف قاعدة الجفرة وشن هجمات على الموانئ النفطية.

وتتهم قوات الجيش الوطني الليبي تركيا بتسليح ميليشيات الإخوان وقوات حكومة الوفاق. وهذا لم يعد سرّا بعد أن انكشف الغطاء عن التمويل القطري وشحنات السلاح التي كانت تصل لميليشيات طرابلس.

وهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها طائرات تركية مسيرة قاعدة الجفرة، ففي أغسطس/آب الماضي قصف الجيش الليبي قاعدة مصراتة العسكرية التي تستخدم لإقلاع الطائرات التركية ردا على غارات شنتها طائرات مسيرة على نفس القاعدة.

قوات الجيش الليبي تلحقث هزيمة مذلة بميليشيات الاخوان
قوات الجيش الليبي تلحقث هزيمة مذلة بميليشيات الاخوان

كما أعلن الجيش الليبي الشهر الماضي عن تدمير طائرة شحن من طراز "إل يوشن 76" فور هبوطها في قاعدة مصراتة قادمة من أنقرة وعلى متنها شحنة أسلحة وصواريخ موجهة يستخدمها سلاح الجو التركي المسير انطلاقا من القاعدة.

وأصبح الجيش الليبي في الآونة الأخيرة يتعامل مع مطار مصراتة كهدف إستراتيجي، بعد أن تحول إلى مقر أساسي لتلقي وسائل مختلفة من الدعم التركي بتمويل قطري، ويمثل تدميره نقطة مهمة في شل قدرة الميليشيات الاخوانية.

ويتبع الجيش الليبي طريقا مزدوجا، يعتمد على توجيه المزيد من الضربات القوية لمراكز تجمع الإرهابيين في طرابلس وخارجها لخلخلة توازنهم بعد تلقيهم مساعدات عسكرية من تركيا وفتح قنوات تواصل سياسي مع قيادة بعض التنظيمات المسلحة لإبعادهم عن معادلة الصراع وكشف الغطاء تماما عن حكومة الوفاق، وتجنب حدوث خسائر في أوساط المدنيين، بعد لجوء العصابات المسلحة لاستخدامهم كدروع بشرية.

وتسعى قوات المشير خليفة حفتر إلى تحرير العاصمة من قبضة الجماعات الإرهابية والمتطرفين عبر إحكام السيطرة أولا على مصراتة والتخلص من الميليشيات التي تسيطر عليها وهو ما سيسهل عملية تحرير طرابلس.

ويركز الجيش الليبي حاليا تركيزه على مدينة سرت الساحلية القريبة من مدينة مصراتة للتخفيف من وطأة العمليات العسكرية وهو ما يساهم في إرباك تحرك ميليشيات مصراتة.

وأصبحت حكومة الوفاق تعول على الطائرات التركية المسيرة في معركتها الجوية ضد الجيش الوطني الليبي الذي نجح في تحجيم قوة سلاح الجوي لحكومة الوفاق.

وتعج مدينة مصراتة الساحلية بعدد من الميليشيات الموالية لتنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا وتخضع لأوامر مرشدها مفتي ليبيا السابق الصادق الغرياني المقيم في إسطنبول.

وتشارك مصراتة في معارك طرابلس بعدة ميليشيات منها الصمود التي يقودها صلاح بادي المصنف على قوائم الإرهاب الدولية وكتيبة الحلبوص بقيادة المتشدد عبدالسلام الروبي، والقوة الثالثة لمحمد الفلاو وميليشيا 166 لمحمد عمر الحصان وميليشيا الطاجين لمختار جحاوي والمتحركة لمحمد سالم دمونة وميليشيا شريخان وقائدها محمـد بعيو.