هجوم انتحاري يختبر قدرة قوة الساحل على مواجهة الإرهاب

الرئيس الموريتاني يتحدث عن ثغرات أمنية كثيرة على إثر تعرض مقر قيادة القوة المشتركة لمجموعة دول الساحل إلى هجوم إرهابي يوم الجمعة الماضي أسفر عن مقتل 3 من عناصرها، فيما أعلنت مالي مقتل جنديين فرنسيين من قوة برخان وإصابة 12 آخرين في هجوم آخر منفصل.

القوة المشتركة لدول الساحل تتعرض لأول هجوم ينفذه متطرفون
موريتانيا تعتبر الهجوم رسالة لقمة الاتحاد الافريقي
نواكشوط تشكو من أبواب أممية مغلقة في وجه القوة المشتركة
هجوم بسيارة ملغومة يستهدف قوة عملية بارخان في مالي

نواكشوط/باماكو - أعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز الذي تستضيف بلاده قمة الاتحاد الإفريقي الأحد، أن الاعتداء الانتحاري الذي استهدف الجمعة مقر قيادة القوة المشتركة لمجموعة دول الساحل يثبت أن "كثيرا من الثغرات ما زالت موجودة" على الصعيد الأمني.

وقال الرئيس الموريتاني لشبكة فرانس 24 إن الهجوم الذي أسفر عن ثلاثة قتلى، منهم عسكريان من القوة المشتركة لمجموعة دول الساحل الخمس، "يصيب قلب نظامنا الأمني، ورئاسة أركان القوة المشتركة لمجموعة دول الساحل التي تتخذ من سيفاري في وسط مالي مقرا. إنه رسالة بعث بها الإرهابيون في هذه اللحظة التي ننظم فيها أنفسنا من أجل الاستقرار وبسط الأمن في منطقتنا".

وأضاف أن "تعرض رئاسة الأركان للهجوم يعني وجود عدد كبير من الثغرات التي يتعين علينا تصحيحها إذا أردنا بسط الاستقرار في منطقة الساحل".

وتبنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، أكبر تحالف جهادي في منطقة الساحل، الاعتداء في اتصال هاتفي أجراه أحد المتحدثين باسمها مع وكالة الأنباء الموريتانية الخاصة "الأخبار" التي تبث عادة بيانات لهذا التيار.

والهجوم هو الأول على مقر قيادة القوة المشتركة التي تشكلت في 2017 وجاء قبل ثلاثة أيام من لقاء في نواكشوط على هامش قمة الاتحاد الإفريقي بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يدعم هذه المبادرة ونظرائه في القوة المشتركة لمجموعة دول الساحل الخمس (موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد).

وأضاف الرئيس الموريتاني أن "مجموعة دول الساحل الخمس هي أولا الساحل، منطقة الساحل. فرنسا تساعدنا عمليا، تؤازرنا، لكن مجموعة دول الساحل الخمس هي قبل كل شيء مبادرة لدول الساحل التي تتقاسم كثيرا من المشاكل وتعيشها. إنها مشاكل لا تقتصر على الأمن بل تشمل أيضا الجفاف والفقر والبطالة والتجارة".

وقال "لسنا راضين على الإطلاق عن التفهم والمساعدة اللذين نحصل عليهما. ونعتقد أيضا بوجود أبواب مغلقة في وجوهنا على مستوى الأمم المتحدة".

وحول مسألة الهجرة، اعتبر أن "ما يحصل في ليبيا سببه تدمير هذا البلد بالضربات التي وجهها الغرب". و

وأضاف "لا أقول مع ذلك إن كامل المسؤولية تقع على عاتق أوروبا، لكن يتعين معالجة المشكلة في ذروتها".

من جهة أخرى، أعاد ولد عبدالعزيز التأكيد على أنه لن يترشح لولاية ثالثة.

وكان الجنرال السابق الذي وصل إلى الحكم بانقلاب في 2008، انتخب في 2009 وأعيد انتخابه في 2014.

وفي تطور آخر، قال أبوبكر ديالو المتحدث باسم وزارة الدفاع في مالي إن جنديين فرنسيين قتلا في شمال البلاد فيما أصيب 12 آخرون منهم جنود فرنسيون بعد أن صدمت سيارة ملغومة دورية في مدينة جاو اليوم الأحد.

وقال ديالو "أستطيع تأكيد أنه كان هجوما بسيارة ملغومة صدمت دورية عسكرية مشتركة" لجنود من مالي وفرنسا.

وأضاف "حتى الآن تأكد مقتل اثنين من القوات الفرنسية وإصابة 12 منهم ما يتراوح بين أربعة وثمانية جنود فرنسيين".