هجوم بطائرة مسيرة وقذيفة هاون يستهدف منزل مقتدى الصدر

مصدر مقرب من الصدر أكد أن قذيفة الهاون سقطت عند الجدار الخارجي لمنزل الصدر، لافتا إلى أن الهجوم جاء ردا على تدخل سرايا السلام الجناح العسكري لتيار الصدر في حماية المحتجين في بغداد والنجف.
ارتفاع حصيلة قتلى الهجوم الذي استهدف المتظاهرين في بغداد الجمعة إلى 17
قيادات في التيار الصدري تدعو لتظاهرة مليونية "سلمية" مساندة لمطالب المتظاهرين

النجف (العراق) - استهدفت طائرة مسيّرة السبت بقذيفة هاون منزل رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر في النجف، الذي نزل عناصر تياره إلى الشارع لـ"حماية" المتظاهرين المناهضين للسلطة بعد ليلة دامية في بغداد، بحسب ما أكد مصدر في التيار الصدري.

وقال المصدر إن "القذيفة سقطت عند الجدار الخارجي لمنزل الصدر، الذي يتواجد حالياً في إيران وفق ما أكدت مصادر عدة".

وأضاف إن "طائرة مسيرة استهدفت المكتب أولا، ولكن دون سقوط ضحايا ، مشيرة إلى أن الاستهداف الثاني تم عندما اقتربت سيارتان بيك آب من مقر المكتب وأطلق المسلحون من داخلهما النار باتجاه الطائرة".

ووفق ذات المصدر، أطلقت عناصر من السيارتين رشقة رصاص حي وردت قوة حماية المقر بالمثل، قبل أن يلوذ منفذو الهجوم بالفرار.

وذكر أن منطقة الحنانة التي يقع فيها منزل الصدر تشهد الآن استنفارا كثيفا من سرايا السلام ومن أتباع الصدر، لافتة إلى أن ما جرى جاء رداً على خلفية التدخل بحماية المتظاهرين في السنك الليلة الماضية.

وكان مقرب من الصدر صرح في وقت سابق اليوم بأن طائرة مسيرة قصفت أهدافا في الحنانة.

وقال صالح محمد العراقي في بيان صحفي "تعرضت الحنانة فجر اليوم إلى قصف من طائرة مسيرة، وذلك ردا على الأوامر التي صدرت من مقتدى الصدر للقبعات الزرق بحماية الثوار ليلة البارحة في بغداد والنجف سابقا".

وأضاف "هنا يقول قائدي مقتدى الصدر إن المهم هو حماية المتظاهرين وأمنهم ، وكما قال الوالد /لست مهما بوجهي ولا بيدي ولا بعيني انما المهم سلامة

ويأتي هذا الهجوم بعد ليلة دامية شهدتها العاصمة، إذ شن مسلحون مجهولون هجوماً على المتظاهرين في بغداد سيطروا لفترة وجيزة على مبنى يحتله المحتجون منذ أسابيع قرب جسر السنك، ما أسفر عن مقتل 17 شخصاً على الأقل جميعهم من المحتجين وإصابة نحو مئة بجروح، بحسب ما أكدت مصادر طبية.

وازداد عدد القتلى بعد وفاة خمسة متظاهرين متأثرين بجروحهم في مستشفيات بغداد، بحسب المصادر نفسها.

ووسط حالة الهلع، دعا المتظاهرون من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الناس إلى الالتحاق بهم والتجمع في ساحة التحرير المركزية بوسط العاصمة بغداد. وبالفعل، وصل المئات إلى الساحة قبل بزوغ فجر السبت.

ويشتبه في أن يكون الوافدون الجدد إلى الساحة هم من أصحاب "القبعات الزرقاء" العزل، التابعين لـ"سرايا السلام" الجناح العسكري لتيار مقتدى الصدر.

وسبق للصدر أن أعلن تأييده للاحتجاجات التي تطالب بكفّ يد النفود الإيراني في البلاد.

وكان الصدر أول المؤيدين لمطلب المحتجين باستقالة حكومة عادل عبدالمهدي.

ومعروف أن للصدر علاقات معقدة مع طهران، التي انتقدها على مدى السنوات الماضية خلال تظاهراته التي تدعو إلى استقلالية القرار العراقي، لكنه رغم ذلك لم يقطع علاقته بشكل نهائي مع الجمهورية الإسلامية التي يزورها مراراً.

لكن العديد من المتظاهرين الذين يتفاخرون بأن حراكهم عفوي وغير مرتبط بأي جهة سياسية، كانوا حذرين من دعمه.

وكانت حشود من مؤيدي أحزاب وفصائل الحشد الشعبي في العراق الموالية لإيران، قد توافدت أمس الجمعة على ساحة التحرير ببغداد معقل المتظاهرين المناوئين للنخبة السياسية وللنفوذ الإيراني، في تحرك جديد يأتي على وقع اتساع دائرة الاحتجاجات.

وللمرة الثانية على التوالي تلقي ميليشيات الحشد بكل ثقلها في الساحة العراقية، في محاولة يبدو أنها لقلب الوقائع على الأرض والتغطية على موجة الغضب السائد من التدخلات الإيرانية.

ودخل الجمعة آلاف من مؤيدي فصائل الحشد الشعبي عبر مسيرات وهم يلوحون بالأعلام العراقية وتجمعوا وسط المتظاهرين المعتصمين في الساحة منذ أسابيع.

وتساءل نشطاء عراقيون عن سبب تجمعهم وسط الاحتجاجات في ساحة التحرير مع أنهم يعلمون أن الحراك خرج ضد أحزابهم "الفاسدة" التي يحملونها مسؤولية سوء الأوضاع في العراق.