هجوم جديد بسبعة صواريخ على قاعدة أميركية في العراق

الميليشيات العراقية الموالية لإيران لا تتحرك إلا بأوامر من إيران ولا تهاجم إلا بضوء أخضر منها وسبق للكاظمي أن أوفد مبعوثا خاصا لطهران يطلب منها منع الهجمات الصاروخية على القوات والمصالح الأجنبية.
إيران تحرك ميليشياتها مجددا للضغط على واشنطن
الهجوم الصاروخي يأتي في خضم شد وشذب بين واشنطن وطهران
لا أضرار ولا خسائر بشرية لكن الرسالة وصلت لواشنطن

سامراء (العراق) - استهدفت سبعة صواريخ مساء الاثنين قاعدة بلد الجوية العسكرية التي تضمّ أميركيين والواقعة شمال بغداد، وفق ما أفاد مصدر أمني في آخر هجوم من سلسلة هجمات مماثلة تنسبها واشنطن عادة لفصائل شيعية عراقية موالية لإيران.

ويأتي الهجوم الصاروخي الجديد في خضم تجاذبات بين واشنطن وطهران حول العودة للاتفاق النووي، فإيران تطالب أولا برفع كامل للعقوبات المفروضة عليها وبأن تبادر الإدارة الأميركية أولا بالعودة للاتفاق، بينما تصرّ أميركا على أن تعود الجمهورية أولا للاتفاق.

وتحتفظ إيران بورقة ضغط تشهرها كلما وجدت نفسها عالقة في المأزق النووي. والميليشيات العراقية الموالية لها واحدة من بين الأوراق التي تستخدمها في الضغط على الولايات المتحدة وتحركها كلما استدعت الضرورة ذلك.

وتؤكد مصادر عراقية أن تلك الميليشيات لا تملك سلطة قرار وأنها لا تنفذ أي هجوم إلا بأوامر من إيران.

وسبق لرئيس الوزراء العراقي أن أوفد مبعوثا خاصا لطهران يناشدها التدخل لوقف الهجمات على المصالح والقوات الأجنبية في العراق.

وفي 3 مارس/اذار، قضى متعاقد أميركي مدني في هجوم استهدف قاعدة عين الأسد في غرب العراق.

ولم يسفر هجوم الاثنين عن ضحايا أو أضرار داخل القاعدة، بحسب المصدر الذي أوضح أن صاروخين سقطا داخلها، بينما سقط خمسة صواريخ في قرية البو حسان القريبة.

وأطلقت الصواريخ وهي من نوع كاتيوشا، من قرية مجاورة في محافظة ديالى وهي نقطة حددت في الماضي كموقع أطلقت منه صواريخ، وفق ما أكّد المصدر.

وأفادت خلية الإعلام الأمني التابعة لمكتب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في تغريدة مساء الاثنين عن "سقوط صاروخين خارج قاعدة بلد الجوية دون خسائر تذكر"، مضيفة أن "انطلاقهما كان من منطقة سعدية الشط قاطع عمليات ديالى".

ولم يتبن أي طرف بعد هذا الهجوم، لكن واشنطن تنسب عادة الهجمات المماثلة لفصائل مسلحة تمولها وتدربها إيران.

واستأنفت منذ منتصف فبراير/شباط الهجمات الصاروخية ضد القوات الأميركية والسفارة الأميركية في بغداد بعد فترة هدوء استمرت نحو شهرين.

وسقطت منذ ذلك الحين صواريخ قرب السفارة الأميركية فيما استهدفت أخرى قاعدة بلد الجوية أيضا في 20 فبراير/شباط، ما أدى إلى إصابة موظف عراقي في شركة أميركية مكلفة بصيانة طائرات اف-16.

واستهدفت صواريخ كذلك قاعدة جوية تضم قوات من التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية في مطار أربيل شمالا في هجوم قتل إثره شخصان، أحدهما متعاقد مدني يعمل مع التحالف.

وتملك كلّ من الولايات المتحدة وإيران حضورا عسكريا في العراق، إذ تقود الولايات المتحدة التحالف الدولي الذي يساعد العراق في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية منذ 2014، وتنشر نحو 2500 عسكري في البلاد.

من جهتها تدعم إيران قوات الحشد الشعبي المنضوية في إطار الدولة العراقية والمؤلفة من تحالف فصائل عسكرية يضم العديد من المجموعات الموالية لطهران. ومع كل هجوم مماثل، تهدّد واشنطن بالرد، متوعدة بجعل إيران تدفع الثمن.

وفي 26 فبراير/شباط، استهدف قصف أميركي كتائب حزب الله وهو فصيل عراقي موال لإيران على الحدود السورية العراقية، ردا على استهداف الأميركيين في العراق. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن حينها إن الضربات الجوية الأميركية في شرق سوريا يجب أن تنظر إليها إيران على أنها تحذير.