هجوم على معسكر للجيش جنوب ليبيا

الاشتباكات تخلف مقتل 8 جنود في حين تتهم القوات الليبية عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية والمعارضة المسلحة التشادية بالوقوف وراء الهجمات.
الجيش الليبي يتهم مجموعة مسلحة بقيادة حسن موسى بالوقوف وراء الهجوم
الهجوم ياتي بالتزامن مع اشتداد المعارك في العاصمة الليبية

طرابلس - قال رئيس بلدية سبها إن ثمانية جنود قتلوا السبت في هجوم على معسكر تدريب تابع لقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خلفية حفتر بالمدينة الواقعة في جنوب ليبيا، دون تحديد هوية المهاجمين.

وأفاد المركز الإعلامي للواء 73 مشاة التابع للجيش الليبي في بيان صحفي نشره عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك "إن "وحدات الجيش الوطني الليبي (بقيادة المشير خليفة حفتر) في مدينة سبها، تصدت لهجوم مسلح تعرضت له المنطقة العسكرية سبها".

وقال المركز "ما أن تحركت المجموعة المسلحة بقيادة حسن موسى، ومن يسانده برماية عشوائية واقتراب مجموعة أخرى من المطار، تم صد الهجوم".

 

واتهم مصدر بالجيش الليبي الدولة الإسلامية ومقاتلين من المعارضة التشادية بتنفيذ الهجوم على الجيش الوطني الليبي في سبها.

وكانت مجموعة مسلحة شنت فجر الإثنين هجوما على إحدى المحطات الرئيسية بحقل الشرارة النفطي جنوبي ليبيا.
وقال مصدر أمني إن مجموعة مسلحة مجهولة الهوية قامت فجر الإثنين بهجوم على محطة 186 إحدى المحطات الرئيسية بالحقل لكن مصادر رجحت وقوف متطرفين متحالفين مع المعارضة المسلحة التشادية في الهجوم.

وكانت جماعة مسلحة تشادية هاجمت في ديسمبر/كانون الأول معسكرا لقوات الجيش الوطني الليبي في ضواحي تراغن جنوب ليبيا وقتلت شخصا وأصابت 13 آخرين.

وبعد الإطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة مدعومة من حلف شمال الأطلسي في عام 2011، انخرط مقاتلون من تشاد والسودان في الفوضى التي عمّت البلاد.

وتتبادل الفصائل الليبية المسلحة على نحو متكرر اتهامات بنشر مرتزقة من منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.

مقاتلون افارقة جنوب ليبيا
مقاتلون من التشاد والسودان ينخرطون في الهجوم على معسكرات الجيش الليبي

وتأتي التطورات مع اشتداد المعارك في العاصمة الليبية طرابلس بين الجيش الليبي وقوات حكومة الوفاق.

وقال سكان إن قتالا ضاريا استعر مساء الخميس وحتى الساعات المبكرة من صباح الجمعة في منطقة المطار الدولي السابق لكن الوضع على جبهة القتال لم يشهد تغييرا يذكر.

وتحرك الجيش الوطني الليبي على جزء من خط المواجهة هذا الأسبوع لكن صدته القوات الموالية لحكومة طرابلس والتي أقامت حواجز، استخدمت في بعضها حاويات شحن، على الطرق الجنوبية حيث تتمركز دبابات وقطع مدفعية.

واستعادت قوات طرابلس بعض المواقع لكن محللين يقولون إن التهديد الذي يمثله الجيش الوطني الليبي سيستمر ما دام يحتفظ بقاعدته الأمامية في مدينة غريان على بعد 80 كيلومترا جنوبي طرابلس.

ومن الصعب انتزاع السيطرة على المدينة إذ تقع في منطقة الجبال المطلة على السهل الساحلي الذي يضم طرابلس

واستعر القتال في المعركة التي تستهدف السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس مع عدم تمكن أي طرف من تحقيق مكاسب ميدانية مع دخول هجوم قوات الجيش الوطني الليبي أسبوعه الخامس.

وأدت الاشتباكات حتى الآن إلى مقتل نحو 400 شخص فضلا عن نزوح 50 ألفا آخرين.

وخاضت القوات التي تدعم الحكومة الليبية المعترف بها دوليا معارك من منزل إلى آخر ضد الجيش الليبي في المناطق الجنوبية من العاصمة طرابلس الأحد.
ودمرت معركة طرابلس تقريبا الجهود التي تدعمها الأمم المتحدة لإعلان اتفاق سلام بين الفصائل المتناحرة وهددت بمزيد من تعطيل صناعة النفط الليبية.
وأعلنت وحدتان نفطيتان في الشرق تتبعان المؤسسة الوطنية للنفط الأحد وللمرة الأولى تأييدهما لهجوم الجيش. وكانت الوحدتان أصدرتا في السابق بيانات تؤيد حفتر، لكن المؤسسة الوطنية ككل سعت للنأي بنفسها عن الصراع.

وأنهت معركة طرابلس تقريبا الجهود التي كان يسعى المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة من خلالها إلى التوصل لاتفاق سلام بين قوات الجيش وحكومة الوفاق.

ويجد سلامة نفسه عاجزا أمام الملف الليبي بعد أن فشل في فهم تعقيداته، خصوصا بعد إلغاء الملتقى الوطني الذي ترعاه الأمم المتحدة والذي حالت معركة طرابلس دون انعقاده في مدينة غدامس.

وكان سلامة يسعى من خلال الملتقى إلى وضع "خارطة طريق" تمكن أطراف الأزمة الليبية الخروج من الفوضى ومن أزمة سياسية واقتصادية غير مسبوقة منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.

وتشهد ليبيا حالة فوضى منذ سقوط القذافي في عام 2011 بعد تدخل قوى غربية. وتهدد الاشتباكات الأخيرة بإحداث فراغ في السلطة قد يستغله المتشددون الإسلاميون.