هجوم عنيف يهدد بنسف جهود السلام في أفغانستان

كابول تتهم طالبان بالوقوف وراء العملية التي استهدفت ليل الخميس قاعدة عسكرية، ما أسفر عن مقتل 27 جنديا من القوات الأفغانية.

كابول - يبدو أن اتفاق السلام في أفغانستان بين واشنطن وحركة طالبان لم ينجح في خفض العنف بالبلد الذي يشهد نزاعا داميا منذ نحو عقدين من الزمن، وذلك بعد هجوم استهدف الخميس قاعدة عسكرية للقوات الأفغانية، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 27 جنديا أفغانيا.

وقُتل عدد من قوات الأمن الأفغانية في اقتحام قاعدة عسكرية في وقت متأخر من ليل الخميس في واحدة من أكبر الهجمات منذ توقيع اتفاق خفض العنف بين الولايات المتحدة وطالبان في الشهر الماضي.

وقالت الحكومة الأفغانية إن مسؤولية الهجوم تقع على طالبان التي وقعت الولايات المتحدة معها اتفاق السلام الذي يقضي بانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان في نهاية المطاف في مقابل التزام طالبان بخفض العنف.

ويدعو الاتفاق طالبان أيضا إلى بدء محادثات سلام مع وفد يمثل الأطراف الأفغانية الأخرى لتحقيق السلام في أفغانستان، لكن المحادثات لم تنطلق بسبب خلاف حول الإفراج عن المسجونين.

وقال عضو المجلس الإقليمي الأفغاني حاج عطا جان حق بيان إن "مقاتلين مسلحين من طالبان اقتحموا قاعدة عسكرية مشتركة لقوات الدفاع الوطني الأفغانية في إقليم زابل الذي يقع في جنوب البلاد في وقت متأخر من ليل الخميس".

وأضاف حق بيان إن "الاشتباك استمر حتى الساعات الأولى من صباح الجمعة، مما أسفر عن مقتل 27 من أفراد قوات الأمن"، مضيفا أن "مقاتلي طالبان غادروا المنطقة بعد أن استولوا على أسلحة وذخائر"، فيما لم ترد طالبان على الاتهامات.

وقال متحدث باسم حاكم إقليم زابل "وقع الهجوم بالمساعدة من متواطئين". كما قالت وزارة الدفاع الأفغانية إن "متواطئين من داخل قوات الأمن ساعدوا في تنفيذ الهجوم". مضيفا أن التحقيق جار في الحادث.

وذكرت الحكومة في وقت مبكر من الخميس أنها أمرت قواتها بالتحول إلى "وضع دفاع نشط" بسبب استمرار هجمات طالبان.

وقال صديق صديقي المتحدث باسم الرئيس الأفغاني على تويتر "هذا العمل المروع من جانب طالبان مثال واضح على إصرارها على استمرار العنف والتحرك ضد عملية السلام الأفغانية".

هذا العمل المروع من جانب طالبان مثال واضح على إصرارها على استمرار العنف والتحرك ضد عملية السلام الأفغانية

ويأتي هذا الهجوم بعد عشرة أيام من عملية مماثلة استهدفت حفلي تنصيب الرئيس الأفغاني أشرف غني وخصمه الأبرز عبدالله عبدالله نفسيهما كرئيسيين للبلاد، دون تسجيل وفيات، فيما أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤليته عن ذلك.

وتتالت الهجمات بعد أيام قليلة من جهود التسوية السلمية التي أثمرت في أفغانستان عن اتفاق تاريخي بين طالبان وواشنطن، يقضي بانسحاب القوات الأميركية مقابل تعهد الحركة (طالبان) بالسيطرة على الجماعات الجهادية على غرار تنظيم داعش.

والسبت الماضي أعلنت الحكومة الأفغانية تأجيل الإفراج عن سجناء طالبان الذي يعد أبرز بنود الاتفاق بين الحركة وواشنطن، في خطوة أنذرت بتعثر مفاوضات السلام في أفغانستان ورجحت عودة العنف إليه.

ويمثل الإفراج عن خمسة آلاف سجين من طالبان مقابل ألف عنصر من القوات الأفغانية محتجزين لديها، نقطة محورية في الاتفاق الموقع بين واشنطن والمتمردين في الدوحة يوم 29 فبراير/شباط، رغم أن الحكومة الأفغانية لم توقعه.

ويشمل نص الاتفاق الذي أقره مجلس الأمن الدولي، وعدا من واشنطن التي تسعى لوضع حد لأطول حرب في تاريخها، بانسحاب القوات الأجنبية بشكل كلي من أفغانستان خلال 14 شهرا، شرط أن يفي المتمردون بالتزامات أمنية ويجروا حوارا أفغانيا أفغانيا.