
هجوم فلسطيني مسلح في تل أبيب ردا على اقتحام جنين
القدس - قتل فلسطيني اليوم الجمعة برصاص مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي ووزارة الصحة الفلسطينية، وذلك غداة يوم جديد في دوامة العنف شهد مقتل أربعة فلسطينيين أحدهم منفذ هجوم مسلح في تل أبيب أسفر عن ثلاثة جرحى.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان "في وقت سابق من صباح اليوم الجمعة وصل مسلح فلسطيني يحمل سكاكين وعبوات ناسفة إلى محيط مستوطنة معاليه شمرون" القريبة من مدينة قلقيلية بشمال الضفة الغربية، مضيفا أن مستوطنا رصده "وأطلق النار عليه وتمكّن من شلّ حركته".
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية "استشهاد عبدالكريم بديع الشيخ (21 عاماً)، عقب إطلاق مستوطن النار عليه قرب قلقيلية" وأفادت في وقت لاحق بإصابة حرجة برصاص الاحتلال الحي في الصدر وصلت إلى مستشفى قلقيلية الحكومي.
وجرح ثلاثة أشخاص في هجوم بإطلاق النار مساء الخميس في تلّ أبيب قَتلت الشرطة مُنفّذه الذي أعلنت حركة حماس انتماءه إليها معتبرةً أنّ العملية "جاءت ردًّا على جرائم الاحتلال" في إشارة للهجمات الإسرائيلية في جنين فيما قام مستوطن بقتل فلسطيني رميا بالرصاص فيما يبدو انها عملية انتقامية وسط مخاوف اقليمية ودولية من تداعيات التصعيد على السلام في الشرق الأوسط.
ووقع إطلاق النار في شارع ديزنغوف في وسط تل أبيب حيث أسفر هجوم نفّذه فلسطيني عن مقتل ثلاثة أشخاص في نيسان/أبريل 2022.
وتزامن الهجوم مع تظاهر معارضين لخطة الإصلاح القضائيّ الحكومية في أماكن أخرى من المدينة.
ونشرت حركة حماس بيانًا قالت فيه "تزفّ حماس الشهيد القسامي البطل المعتزّ بالله صلاح الخواجا" الذي أكّدت أنّه "أسير محرر".
وأضافت حماس أنّ العمليّة "جاءت ردًّا على جرائم الاحتلال التي اعتقد أنّها تردع شعبنا وتضعف إرادته".
وكانت اسرائيل قتلت عددا من الفلسطينيين وجرحت اخرين خلال اقتحام قوة أمنية خاصة مخيم جنين في الضفة الغربية.
وقبيل ذلك، قال صلاح الخواجا عبر الهاتف من قرية نعلين قرب رام الله بالضفة الغربية المحتلة، إنه علم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أن نجله المعتز بالله الخواجا (23 عاما) هو منفذ الهجوم. وقال أحد الجيران إن مراسم عزاء بدأت في منزل الخواجا.
ولدى سؤاله عن رأيه في ما وقع، قال صلاح خواجا "هذا رد طبيعي من الشبّان الذين يرون الظلم كل يوم من قبل الاحتلال"، مؤكّدًا أنّ ابنه أعزب ويعمل مديرًا لمحلّ للأدوات المنزلية في نعلين.
هذا رد طبيعي من الشبّان الذين يرون الظلم كل يوم من قبل الاحتلال
بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية على لسان المتحدث باسمها طارق عزالدين "نُبارك العمليّة الفدائيّة في تل أبيب"، مضيفة أنها "حطمت... المنظومة الأمنية الإسرائيلية".
وقال مدير "نجمة داود الحمراء" إيلي بين في تصريح لتلفزيون "كان" العام "قمنا بإجلاء ثلاثة مصابين بأعيرة نارية أحدهم في حالة حرجة وآخر في حالة خطرة وواحد إصابته طفيفة".
ثم أشار مستشفى إيخيلوف إلى أن حالة الجريح التي أُعلن في البداية أنها حرجة، قد تحسنت.
وبحسب المتحدث باسم الشرطة دين إلسدون "بدأ الإرهابي بإطلاق النار على مدنيين (في) مقهى" قبل أن يطارده عناصر الشرطة ويردونه بالرصاص وبالتالي "نجحوا في منع وقوع هجوم أكبر خطير".
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير في بيان صادر عن مكتبه "هجوم خطير في تل أبيب... أهنّئ الشرطي الذي قام في عملٍ شجاع بالقضاء على الإرهابي الخسيس وأنقذ العديد من الأرواح".
وقال الشرطي ديفيد فريدمان الذي ساهم في مطاردة المهاجم "سمعت طلقات نارية ورأيت الناس يفرون. لقّمتُ سلاحي على الفور وركضت" إلى مكان الواقعة.
وأضاف "أطلقت عليه ثلاث رصاصات، كما أطلق (أحد الزملاء) ثلاث رصاصات، وعندما سقط تلقى رصاصة أخرى حتى لا يتمكن من النهوض مجددا".
وقتل مستوطن إسرائيلي اليوم الجمعة فلسطينيا بالرصاص قال عنه الجيش الإسرائيلي إنه كان مسلحا بسكاكين وعبوات ناسفة قرب مدينة في شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقال الجيش الإسرائيلي في إفادة منفصلة إن قواته داهمت بلدة قرب مدينة رام الله خلال الليل وفتحت النار على حشد رشقها أفراده بالحجارة والقنابل الحارقة مما أسفر عن سقوط شخص دون أن يحدد إن كان قد قتل أم أصيب.
وأكد مسؤولون فلسطينيون مقتل شاب يبلغ من العمر 21 عاما على يد مستوطن إسرائيلي قرب قلقيلية لكنهم لم يذكروا بعد سقوط أي ضحايا أثناء مداهمة نفذها الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة في بلدة نعلين قرب رام الله.
وقال أقارب للقتيل إنهم لا يعلمون بأن له أي صلة بأي جماعة فلسطينية مسلحة وأشاروا إلى أن الجيش لا يزال يحتجز جثمانه.
تفجير جسم مشبوه

من جهته، تمنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يقوم بزيارة رسمية إلى روما، "الشفاء العاجل للجرحى" في مداخلة تلفزيونية قصيرة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه أعطى الأمر "بالتحرك فورا لهدم منزل الإرهابي". وقال شهود عيان ان جنودا إسرائيليين اقتحموا منزل المعتز بالله خواجا حوالى منتصف الليل (العاشرة ليلا ت غ الخميس). وأكد الجيش أنه "ينفذ عملية" في نعلين.
وسارعت الولايات المتحدة إلى التنديد بالهجوم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس على تويتر "ندين بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع اليوم في تل أبيب وأسفر عن إصابة عدد من المدنيين الإسرائيليين". وأضاف "نتمنى الشفاء الكامل والسريع للمصابين ونكرر دعمنا الصارم لأمن إسرائيل".
من جهتها ندّدت باريس بـ"شدّة" بالهجوم الذي وقع مساء الخميس في وسط تلّ أبيب، حسبما جاء في بيان لوزارة الخارجيّة الفرنسيّة.
يأتي الهجوم في جوّ من التوتّر الشديد وتصاعد ملحوظ في العنف المرتبط بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني منذ تولّي واحدة من أكثر الحكومات يمينيّةً في تاريخ إسرائيل السلطة في نهاية كانون الأول/ديسمبر.
وقُتل ثلاثة فلسطينيّين مسلّحين بينهم اثنان من حركة الجهاد الإسلامي صباح الخميس خلال عملية عسكريّة إسرائيليّة في شمال الضفة الغربية المحتلة. وتعهّدت حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس الانتقام لمقتلهم.
والثلاثاء دعت فصائل فلسطينيّة مسلّحة عدّة إلى الانتقام لمقتل ستّة فلسطينيّين (من بينهم منفّذ هجوم أودى بإسرائيليَّين اثنين في نهاية شباط/فبراير، وثلاثة مقاتلين آخرين على الأقل) قتلوا خلال عملية للجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية.
وعلى صعيد متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن خبراء إزالة الألغام فجروا مساء الخميس جسما مشبوها عثر عليه على متن حافلة في مستوطنة بيتار عيليت في الضفة الغربية.
من جهته، دعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال زيارة قصيرة لتل أبيب الخميس إلى "وقف التصعيد" في وقتٍ تتكرر دعوات الأمم المتحدة إلى الهدوء.
ومنذ بداية العام، أودى النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بحياة 76 فلسطينيًّا (بينهم أعضاء في فصائل مسلّحة ومدنيّون بعضهم قُصَّر)، و12 مدنيًّا (بينهم ثلاثة قاصرين) وشرطي على الجانب الإسرائيلي، إضافة إلى امرأة أوكرانية، بحسب حصيلة تستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.