هدنة الحديدة تهتز على وقع معارك بالأسلحة الثقيلة

مقتل خمسة أطفال لم يتجاوزوا العاشرة وهم يلعبون بسقوط قذيفة على منزل في مدينة التحيتا الخاضعة للقوات الحكومية.

دبي – ذكر مصدر حكومي يمني ان اشتباكات عنيفة اندلعت مساء السبت بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين في أطراف مدينة الحديدة، في حين أعلنت الأمم المتحدة مقتل خمسة اطفال بسقوط قذيفة على منزل في جنوب المحافظة التي باتت تمثل محور الحرب الدائرة منذ اربع سنوات.
وقال المصدر مفضلا عدم ذكر اسمه ان "المواجهات اندلعت في بعض الأحياء الشرقية والجنوبية لمدينة الحديدة".
وأشار إلى أن الاشتباكات جاءت بعد قيام مسلحي الحوثي بخرق الهدنة وقصف مواقع للقوات الحكومية في عدة أحياء بينها حي 7 يوليو وحي منظر وقرب مدينة الصالح". ولفت إلى أن "الطرفين استخدما الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في المواجهات".
واتهم المصدر مسلحي الحوثي "بتكثيف خروقاتهم الميدانية خلال الأيام الخمسة الماضية في عدة أماكن بمدينة الحديدة وضواحيها".
من جهة ثانية، قتل خمسة أطفال يمنيين بسقوط قذيفة على منزل في مدينة التحيتا جنوب محافظة الحديدة. وقال مصدر طبي ان الأطفال تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 10 سنوات.
ومن جانبه، أعلن صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) في بيان أن الأطفال قتلوا بينما كانوا "يلعبون في المنزل" في الهجوم الذي وقع الخميس.

12 مدنيا بينهم طفلان سقطوا بين قتيل وجريح جراء قصف عشوائي بقذائف الهاون شنه الحوثيون على مدينة التحيتا

واتهمت قوات موالية للجيش اليمني الحوثيين بشن الهجوم في التحيتا. وقالت ألوية العمالقة "ان 12 مدنيا بينهم طفلان سقطوا بين قتيل وجريح جراء قصف عشوائي بقذائف الهاون شنه الحوثيون على مدينة التحيتا".
وأكدت مديرة صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) هنرييتا فوري في البيان أنه "في كل يوم، يقتل أو يصاب ثمانية أطفال في 31 منطقة نزاع في البلاد".
وقال مصدر طبي في التحيتا أنه تم نقل الأطفال القتلى إلى مستشفى في منطقة الخوخة القريبة التي تسيطر عليها القوات الموالية للحكومة اليمنية.
وكانت أطراف النزاع توصلت في كانون الاول/ديسمبر الماضي إلى اتفاق لوقف اطلاق النار في الحديدة، وانسحاب المتمردين من مينائها ومن ميناءين آخرين في المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، وانسحاب القوات الحكومية من شرق وجنوب المدينة.
لكن الاشتباكات المتقطعة لم تتوقّف منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في 18 كانون الاول/ديسمبر، بينما لم يطبّق اتفاق الانسحاب.
والحرب في اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربيّة، مستمرة منذ 2014 بين المتمرّدين الحوثيّين المدعومين من إيران، والقوّات الموالية الحكومية المدعومة منذ 2015 من التحالف العسكري العربي الذي تقوده السعودية.
وأوقعت الحرب حوالي 10 آلاف قتيل وأكثر من 56 ألف جريح منذ بدء عمليات التحالف، بحسب منظمة الصحة العالمية. ويعتبر مسؤولون في المجال الانساني أن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير.
وتسبب النزاع بأسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الامم المتحدة، التي قالت إن أكثر من 24 مليون شخص ما زالوا يحتاجون الى مساعدة إنسانية، أي أكثر من 80 بالمئة من السكان.