هدنة صامدة في غزة وقتلى برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة
رام الله - تشهد الضفة الغربية توترا عسكريا متصاعدا حيث ارتفع عدد ضحايا الاقتحامات الاسرائيلية وقصف جنين بطائرة مسيرة إلى 7 قتلى، بينما الهدنة صامدة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزة ودخلت يومها الثالث.
وقال مسعفون ومصادر محلية إن القوات الإسرائيلية قتلت سبعة فلسطينيين بينهم اثنان من القصر ومسلح واحد على الأقل في الضفة الغربية المحتلة في وقت متأخر من مساء السبت ووقت مبكر من صباح الأحد.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن القوات الإسرائيلية اقتحمت جنين من عدة محاور وقتل شاب فلسطيني وأصيب ثلاثة آخرون فجر الأحد إثر قصف بطائرة مسيرة إسرائيلية استهدف منزلا في مخيم جنين، ونقلت "وفا" عن شهود عيان أن صاروخا واحدا على الأقل أطلق على المنزل الواقع في محيط مستشفى خليل سليمان الحكومي. ومنعت القوات الإسرائيلية سيارات الإسعاف من الوصول إلى المكان لنقل المصابين.
وأفادت أن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي ترافقها جرافة عسكرية اقتحمت مدينة جنين من عدة محاور وسط إطلاق أعيرة نارية وحاصرت المستشفى الحكومي ومقر جمعية الهلال الأحمر ومستشفى ابن سينا، ونشرت قناصتها على أسطح بعض البنايات المرتفعة.
وأضافت أن القوات جرّفت عدة شوارع في أحياء المدينة وأطراف مخيم جنين وداهمت عدداً من المنازل في منطقة الجابريات والهدف وطلعة الغبز وأطراف المخيم. وأشارت إلى مقتل أربعة مواطنين آخرين بينهم طفل وإصابة ستة آخرين بالرصاص الحي الليلة خلال اقتحام القوات جنين.
وكان المركز الفلسطيني للإعلام أفاد بوقوع انفجار وصفه بالضخم في المخيم واندلاع اشتباكات عنيفة مع القوات الإسرائيلية، ونشر عبر حسابه على تليغرام لقطات تظهر تصاعد دخان.
وشهدت سماء المدينة تحليقا مكثفا لطائرات الاستطلاع، إضافة إلى انتشار مكثف للقوات في أحياء جنين ومنطقة شارع حيفا غربا. وأفادت وسائل إعلام فلسطينية رسمية الأحد، بأن إضرابا شاملا عم مدينة جنين حدادا على أرواح قتلى المدينة ومخيمها في هجمات إسرائيلية.
وكانت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ذكرت في وقت سابق أن عناصرها يخوضون اشتباكات عنيفة مع قوات وآليات إسرائيلية متوغلة بمحيط مخيم جنين بالضفة الغربية.
وتحدثت "وفا" أيضا عن مقتل فلسطيني يبلغ من العمر 16 عاما، متأثرا بإصابته برصاص القوات الإسرائيلية بمنطقة جبل الطويل في مدينة البيرة. وأفاد المركز الفلسطيني للإعلام بأن قوات إسرائيلية اقتحمت مدينة طولكرم.
وأفاد نشطاء فلسطينيون في الضفة الغربية إنهم أعدموا رجلَيْن متهمَيْن بالتعاون مع السلطات الإسرائيلية وعلقا جثتيهما كتحذير.
وقال بيان صادر عن كتيبة طولكرم، وهي جماعة مقرها في مدينة طولكرم بالضفة الغربية مرتبطة بحركة فتح، "لا حصانة لأي متخابر وأي خائن". وأضاف كل مَن يتعاون مع إسرائيل "سنكون له بالمرصاد وسنحاسبه.. وقد أعذر مَن أنذر".
وأظهرت لقطاتٌ منشورة على حساب كتيبة طولكرم على تيليجرام رجلاً يعترف بالعمل مع أجهزة الأمن الإسرائيلية، ويقدّم تفاصيل عن أنشطته. كما أظهرت لقطات أخرى، جثتَيْن معلقتَيْن على جدار وعمود كهرباء أمام حشود غاضبة.
وتصاعد التوتر في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة منذ هجوم "طوفان الأقصى" المباغت، والذي نفذته حماس في السابع من أكتوبر.
ومنذ ذلك التاريخ، قتل أكثر من 230 فلسطينياً بنيران الجيش الإسرائيلي ومستوطنين في مناطق مختلفة من الضفة، وأصيب أكثر من 2950 وفق إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية.
وقال آدم بولوكوس، مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في الضفة الغربية، إنه "لا يوجد أي مكان من الضفة الغربية لم تمسّه إسرائيل وتسيطر عليه".
وأضاف بولوكوس، في تصريحات لقناة "تي.آر.تي.ورلد" الإخبارية التركية، إنه "مع تزايد عنف المستوطنين والتوغلات العسكرية الإسرائيلية بشكل كبير خلال أكتوبر/ تشرين أول الماضي، كان هناك "إغلاق شبه كامل" في الضفة". وتابع أن "الاحتلال يعني أن أي حركة يومية لكل شخص مقيدة".
وعلى مدى 50 يوما الماضية، شن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلفت 14 ألفا و854 شهيدا فلسطينيا، بينهم 6 آلاف و150 طفلا، وما يزيد على 4 آلاف امرأة، فيما تجاوز عدد المصابين 36 ألفا، بينهم أكثر من 75 بالمئة أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.