هدوء حذر يخيم على الباغوز مع اقتراب المعركة من نهايتها

قوات سوريا الديمقراطية تقوم بتمشيط منطقة سيطرت عليها يوم الثلاثاء في شرق سوريا بحثا عن متشددين من تنظيم الدولة الإسلامية مختبئين.

مصير مجهول لبقايا مقاتلي داعش في الباغوز
مقاتلو داعش تقهقروا إلى جيب صغير على جانب نهر الفرات
مصير البغدادي وعدد آخر من قادة داعش لايزال مجهولا

الباغوز (سوريا) - اقتربت معركة انتزاع آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا في ما يبدو من نهايتها اليوم الأربعاء مع توقف الاشتباكات في حين قالت قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة إنها تمشط المنطقة بحثا عن أي متشددين مختبئين.

وقال متابعون لتطورات المعركة في جيب الباغوز من تل على ضفة نهر الفرات على الحدود العراقية، إن الهدوء يسود المنطقة في حين قال مسؤول من قوات سوريا الديمقراطية إن القوات تقوم بعمليات تطهير في المنطقة بحثا عن أنفاق وألغام أرضية.

وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية يوم الثلاثاء على مخيم كان يمثل آخر خط دفاعي لمتشددي التنظيم في الجيب المحاصر ودفعت المقاتلين المتمرسين إلى بقعة من الأرض على جانب نهر الفرات.

ولم ترد أي معلومات حتى الآن من جانب قوات سوريا الديمقراطية عن مصير هؤلاء المتشددين الباقين. وشوهدت مجموعة من النساء والأطفال أثناء خروجها من منطقة الباغوز.

ومن شأن إلحاق الهزيمة بالدولة الإسلامية في الباغوز أن يقضي على أي هيمنة للتنظيم على أراض في البلاد بعدما سيطر على أكثر من ثلث أراضي سوريا والعراق عام 2014.

ولكن رغم أن السيطرة على الباغوز ستمثل نقطة مهمة في الحرب السورية التي دخلت عامها الثامن وفي الحرب على التنظيم المتشدد، لا تزال الدولة الإسلامية تمثل تهديدا.

وما زال مقاتلون من التنظيم متحصنين في الصحراء بوسط سوريا ولجأ آخرون إلى العمل السري في مدن عراقية لشن حملة لزعزعة استقرار الحكومة.

وبالنسبة لقوات سوريا الديمقراطية فإن معركة الباغوز تتوج حملة عسكرية استمرت أربع سنوات تمكن خلالها مقاتلوها من طرد تنظيم الدولة الإسلامية من مساحات واسعة من الأرض في شمال شرق سوريا بمساعدة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة حيث استعادت مدينة الرقة بعد معركة استمرت شهورا عام 2017.

كما اضطر التنظيم للتقهقر أمام مجموعات أخرى من القوات المحلية والأجنبية التي هبت للمشاركة في الهجوم عليه مدفوعة بالمشاهد الدامية لعمليات نفذها التنظيم وهجماته التي دبرها في الخارج.

وكانت الباغوز آخر جيب من الأراضي الشاسعة التي استولى عليها مسلحو التنظيم في هجوم مباغت عام 2014 والتي شملت مساحات من أراضي سوريا والعراق وأعلن عليها زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي خلافة جديدة.

وما زال مصير البغدادي مع عدد آخر من قادة التنظيم مجهولا على الرغم من اعتقاد الولايات المتحدة بأنه موجود في العراق.

وواجه أنصار التنظيم في الباغوز حصارا خانقا استمر عدة أشهر وحملة قصف جوي من جانب طائرات التحالف. وتدفق نحو 60 ألف شخص من الجيب على مدى الشهرين الماضيين.

وتقول قوات سوريا الديمقراطية إن نصف هؤلاء من المدنيين بينهم بعض ضحايا تنظيم الدولة الإسلامية مثل نساء من الأقلية اليزيدية العراقية تعرضن للسبي والاسترقاق.