هدوء في بغداد بعد تمركز قوات من المارينز داخل السفارة الأميركية

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اتهم قادة الحشد الشعبي الذين شاركوا في الاحتجاج ووكلاء إيران بالتدبير للهجوم على سفارة بلاده في بغداد.

بغداد - عاد الهدوء إلى بغداد اليوم الخميس بعد ساعات من تنفيذ قوات من المشاة البحرية الأميركية "المارينز" انزالا جويا داخل مقر السفارة الأميركية في العاصمة العراقية، على إثر الهجوم الذي نفذه محتجون غاضبون تنديدا بالغارات الجوية التي استهدفت كتائب فصيل موالي لإيران.
وقالت وكالة الأنباء العراقية إن القوات الأمنية العراقية أعادت الخميس فتح طريقي ساحة النسور وشارع الزيتون والطرق المؤدية إلى مداخل ومخارج المنطقة الخضراء وسط بغداد.
وفي وقت سابق، قال ضابط بوزارة الدفاع العراقية إن "طائرات هليكوبتر حلقت في وقت مبكر من فجر الخميس، بشكل منخفض وكثيف فوق المنطقة الخضراء بالعاصمة متزامنا مع قطع التيار الكهربائي".
وأوضح المصدر أن "قوات المارينز نفذت انزالا جويا في السفارة الأمريكية وقامت بتمشيط المبنى".
ولم يصدر عن السلطات العراقية تعليق فوري حول ذلك.
وأعلنت سفارة واشنطن لدى بغداد، الأربعاء عن تعليق كافة العمليات القنصلية حتى إشعار آخر، على خلفية احتجاجات عنيفة أمام مجمع السفارة على مدى يومين، قبل انسحاب المتظاهرين استجابة لمناشدة من الحكومة.
والثلاثاء، اقتحم عشرات المحتجين من أنصار وعناصر ميليشيات موالية لإيران منها حزب الله العراقي ومنظمة بدر وعصائب أهل الحق، حرم السفارة الأميركية في بغداد وأضرموا النيران في بوابتين وأبراج للمراقبة، قبل أن تتمكن قوات مكافحة الشغب العراقية من إبعادهم إلى محيط السفارة.

ويأتي هذا التطور ردا على غارات جوية نفذتها القوات الأميركية الأحد استهدفت مواقع لكتائب حزب الله العراقي التابعة لفصائل الحشد الشعبي، بمحافظة الأنبار (غرب)، ما أسفر عن سقوط 28 قتيلا و48 جريحا بين مسلحي الكتائب.
وشنت الولايات المتحدة الضربات الجوية ردا على هجمات صاروخية شنتها الكتائب على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنودا ودبلوماسيين أميركيين، قتل خلال إحداها مقاولا مدنيا أميركيا قرب مدينة كركوك (شمال).
ويتهم مسؤولون أميركيون إيران عبر وكلائها من الفصائل الشيعية، بشن هجمات صاروخية ضد قواعد عسكرية تستضيف جنودا ودبلوماسيين أميركيين في العراق.

وأعلن البنتاغون في وقت سابق أن قوة من المختصين في "الاستجابة للأزمات" من مشاة البحرية "المارينز" اتجهت للعراق بلتعامل مع أي هجمات محتملة على السفارة أو الموظفين الأميركيين في البلاد وتعزيز أمنهم وحمايتهم.

وتمكن العشرات من عناصر الميليشيات الموالية لإيران من الوصول المنطقة الخضراء التي توجد فيها بعثات ومنظمات دولية وسفارات غربية ويفترض أنها من أكثر المناطق تحصينا في العراق، بحضور عدد من المسؤولين الرسميين الموالين لإيران الذين ظهروا في مقدمة احتجاجات الثلاثاء من بينهم فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي ومستشار الأمن الوطني العراقي.

يذكر أنه منذ بداية الاحتجاجت الشعبية في العراق في أكتوبر الماضي منع الامن العراقي المتظاهرين السلميين من الوصول إل المنطقة الخضراء شديدة التحصين، لكن عناصر الميليشيات والمتظاهرين المناصرين لها تمكنوا من ذلك بسهولة كبيرة.

ونشر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في تغريدة له على تويتر صور أربعة من قادة الحشد الشعبي الذين شاركوا في المظاهرة واصفًا إياهم بأنهم "إرهابيين أتباع لإيران"، واتهمهم بأنهم من "دبروا الاعتداء" على سفارة بلاده في بغداد.

وقال بومبيو "لقد تم تنظيم الهجوم من قبل الإرهابيين أبو مهدي المهندس وقيس الخزعلي، وحرض عليه الوكلاء الإيرانيون هادي العامري وفالح الفياض".

وأوضح بومبيو في تغريدة اخرى نشرها فجر الخميس، أنه تحدث مع رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال العراقية عادل عبد المهدي "الذي أبلغه أن العراق سيواصل التمسك بمسؤوليته في الحفاظ على سلامة أفراد الولايات المتحدة ونقل المهاجمين الذين تدعمهم إيران بعيداً عن السفارة الأميركية في بغداد، وسنستمر في التعاون لتحمل إيران ووكلائها المسؤولين".

من جهته قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة الثلاثاء إن إيران "ستتحمل المسؤولية الكاملة عن فقد الأرواح أو الأضرار التي لحقت بأي من منشآتنا. سيدفعون ثمنا باهظا جدا! هذا ليس تحذيرا، إنه تهديد".

وقال في وقت لاحق إنه لا يريد أو يتوقع حربا مع إيران.

فيما رد الميجر جنرال عبدالرحيم موسوي قائد الجيش الإيراني اليوم الخميس بأن قواته مستعدة لمواجهة "العدو".

ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عن موسوي قوله "قواتنا المسلحة... تراقب كل التحركات، وإذا ارتكب أي شخص أدنى خطأ فسيكون رد الفعل حاسما، وإذا تصاعد الموقف فسنظهر للعدو قدراتنا".

وندد الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الأربعاء بالهجمات الأميركية على حزب الله العراقي وألقى باللوم على واشنطن في أعمال العنف في العراق.

وحذرت واشنطن رعاياها من السفر إلى العراق، وأكدت أن "المواطنين الأميركيين في العراق عرضة بصورة كبيرة لأعمال عنف وخطف".

وقالت في نشرة حمراء نشرتها على موقعها الإلكتروني ليل الأربعاء إن "ميليشيا طائفية مناهضة للولايات المتحدة قد تهدد المواطنين الأميركيين والمصالح الغربية في أنحاء العراق".