هذا ما جرى للدول العاجزة عن تسديد الديون

من المكسيك التي ظلت لعقود تعاني اثار التخلف عن السداد، الى روسيا التي اثقلتها الديون وكان عليها الانتظار 12 عاما لتستطيع الاقتراض من المؤسسات الدولية.

بيروت - أعلن رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب السبت أن لبنان لن يستطيع دفع السندات المستحقة عليه في مواعيدها مما يضع الدولة المثقلة بالدين على مسار التخلف عن سداد ديون سيادية في وقت تواجه فيه أزمة مالية كبرى.
وقال دياب في خطاب وجهه للبنانيين ونقله التلفزيون إن لبنان لن يدفع 1.2 مليار دولار من السندات الأجنبية المستحقة في التاسع من مارس/آذار، بعد أن بلغت احتياطات البلاد من العملة الصعبة مستويات حرجة وخطيرة مع الحاجة لتلبية احتياجات اللبنانيين الأساسية.
وأضاف أن الدين العام في لبنان وصل إلى أكثر من 170 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي مما يعني أن البلاد على وشك أن تكون الدولة الأكثر مديونية في العالم. وتابع "لقد أصبح الدين أكبر من قدرة لبنان على تحمله، وأكبر من قدرة اللبنانيين على تسديد فوائده".
وقبل اعلان دياب، سجّلت عدة حالات أخرى في العالم. أدناه الأمثلة الأشهر.
المكسيك 1982  
في 22 آب/اغسطس من ذلك العام، تلقت المراكز المالية العالمية ونحو ألف دائن برقية تبلغهم بأنّ المكسيك وصلت إلى واقع التخلّف عن سداد الدين. كان الدين قد وصل إلى 86 مليار دولار والفوائد الى 21 مليارا.
بعد ذلك، منحت الولايات المتحدة جارتها الجنوبية قروضا مرحلية بعدة مليارات دولار. وجاء صندوق النقد الدولي بدوره بمساعدات ولكن في مقابل إجراء إصلاحات قاسية.
في 1995، عاد صندوق النقد مجدداً لإنقاذ المكسيك، مانحاً إياها قروضا بـ18 مليار دولار من ضمن برنامج إنقاذ دولي، قدّرت قيمته ب50 مليارا.
روسيا 1998
في 17 آب/اغسطس، خفضت الحكومة قيمة العملة المحلية، وأعلنت وقفا أحاديا لسداد الديون الخارجية وتخلفت عن الوفاء بالتزامات تجاه دائنين محليين.
وتوجب على روسيا التي كان يبلغ دينها العام بالعملات الأجنبية 141 مليار دولار ودينها الداخلي 50,6 مليارا، الانتظار 12 عاما قبل التمكن من الاقتراض مجدداً في الأسواق الدولية.
الأرجنتين 2001
بعد ثلاث سنوات من الركود الاقتصادي، بدأت الأرجنتين باعتماد خطط تقشفية وفقدت السيطرة على دينها الخارجي.
وفي بداية كانون الأول/ديسمبر، أقرت الحكومة سقوفا على عمليات سحب النقود من المصارف.
في 23 منه، أقرّ الرئيس الانتقالي ادولفو رودريغيز سا إرجاء دفع ديون داخلية ما أنتج تخلفا عن سداد نحو 100 مليار دولار لدائني القطاع الخاص، وهذه أكبر عملية تخلف عن السداد في التاريخ. وافق بعض الدائنين على إعادة هيكلة للدين في 2005 و2010.
وفي بداية 2016، عادت الأرجنتين إلى الأسواق المالية الدولية.
الاكوادور 2008
في 12 كانون الأول/ديسمبر، علّقت الاكوادور سداد نحو 40% من دينها الخارجي، البالغ نحو 9,9 مليارات دولار، أي ما يعني نحو 19% من الناتج المحلي الإجمالي.
وكان الرئيس رافايل كوريا اعتبر أنّ جزءا من الديون غير قانوني إذ إنّها تضخمت خلال آخر مفاوضات بشأنها جرت في عام 2000. وكانت المرة الثالثة في 14 عاما التي تعلن خلالها الاكوادور وقفا احاديا للسداد.
اليونان 2015
في نهاية حزيران/يونيو ومنتصف تموز/يوليو، تخلّفت اليونان عن السداد مرتين لصندوق النقد الدولي. وكان المبلغ الإجمالي ملياري يورو.
غير أنّ قرضا عاجلا من الأوروبيين أتاح لأثينا التطلع مجددا إلى دعم مالي من صندوق النقد.
وفي آب/اغسطس، أبعد اتفاق بين اليونان التي كان دينها يناهز 180% من الناتج الإجمالي المحلي، والدائنين على خطة ثالثة تقدّر ب86 مليار يورو وتمتد لثلاث سنوات، خطر التخلف عن السداد الذي كان من شأنه هز تماسك منطقة اليورو.
فنزويلا 2017  و2018
في 14 و15 تشرين الثاني/نوفمبر، أعلنت وكالتا التصنيف الائتماني "اس بي غلوبل رايتينغ" و"فيتش" أن فنزويلا متخلفة جزئيا عن سداد الديون.
أثار هذا الإعلان المخاوف بشأن قدرة كراكاس على الاستمرار في سداد ديونها الخارجية المقدّرة بنحو 150 مليار دولار، في وقت كانت الدولة الفنزويلية تعاني من انخفاض أسعار النفط في الاسواق العالمية ويعيش السكان وسط نقص حاد في الغذاء والأدوية.
في 2 كانون الثاني/يناير، جرى إعلان فنزويلا مجدداً متخلفة عن سداد ديون سيادية.