هكذا يشعر الابن عند مصافحة قاتل والده

رئيس الوزراء اللبناني: ذُبحت بشكل شخصي. من أصعب لحظات حياتي عندما صافحت الأسد لأنه من الصعب أن يُسلم الشخص بيده على قاتل أبيه.
قضية الحريري في 'عام العدالة'
الحريري: نحن حراس الطائف
الحريري ليس نادما على زيارة 2009 لدمشق
عون والحريري وبري يحولون مجلسي الوزراء والنواب الى 'خلية عمل'

بيروت -  قال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إن أصعب لحظات حياته هي عندما صافح الرئيس السوري بشار الأسد قبل عشر سنوات معتبرا أن تلك المصافحة "ذبحته"، ومشيرا الى ان 2019 سيكون "عام العدالة" بالنسبة لقضية اغتيال والده رئيس الوزراء الاسبق سعد الحريري.
ولفت الحريري في مقابلة أجراها الحريري مع صحيفة النهار اللبنانية أنه "من أصعب اللحظات التي مرت في حياتي عندما صافحت الأسد لأنه من الصعب أن يُسَلِّم الشخص على قاتل أبيه بيده".
وأضاف "ذُبحت بشكل شخصي لكن كل ما فعلته كان من أجل مصلحة لبنان". وتحدث عن الزيارة التي قال انها جاءت نتيجة "ضغوط دولية وعربية من أجل فتح صفحة جديدة مع الحكومة السورية".
وذكرت تقارير ومحللون آنذاك ان زيارة الحريري لدمشق جاءت بطلب من السعودية سعيا الى ابعاد سوريا عن ايران، وهو ما لم يتحقق.

علاقة بشار في تلك الفترة كانت أقوى بإيران مقارنة بعلاقته بالعرب

ولفت الحريري إلى أن "علاقة بشار في تلك الفترة كانت أقوى بإيران مقارنة بعلاقته بالعرب والدليل على ذلك الانقلاب الذي جرى فيما بعد على حكومة سعد الحريري وإقالتها عقب انسحاب 11 وزيرا كانوا تابعين للتيار الوطني الحر بزعامة ميشال عون، الرئيس الحالي، وحزب الله وحركة أمل".
واغتيل الحريري الأب في تفجير استهدف موكبه في 14 فبراير/ شباط 2005. ويُتهم نظام الأسد بالوقوف وراء الحادثة بالتعاون مع حزب الله اللبناني الموالي لايران.
لكن الحريري شدد على عدم شعوره بالندم بسبب الزيارة كونها شهدت الاتفاق على فتح السفارات بين سوريا ولبنان والاعتراف الدبلوماسي المتبادل لأول مرة بين الجانبين بعد سنوات.
وعن إمكانية مصافحة الأسد مجددا أجاب الحريري "لا. مستحيل".
ويتصارع على الحكم في لبنان تحالفان رئيسيان: تحالف 14 آذار الذي يتكون من أبرز الأحزاب والحركات السياسية المحلية التي ثارت ضد الوجود السوري في لبنان عقب اغتيال الحريري، والاخر باسم 8 آذار ويضم خصوصا حزب الله والتيار الحر.

الحريري: البلد ممسوك بالتعطيل والأزمات والمناكفات
الحريري: البلد ممسوك بالتعطيل والأزمات والمناكفات

من جهة ثانية، قال الحريري مهرجان جماهيري لأنصاره بالعاصمة بيروت لإحياء ذكرى الاغتيال إن 2019 هي "سنة العدالة" المنتظرة لمعرفة الحقيقة بشأن اغتيال والده.
واضاف الحريري "بعد أشهر ستعقد جلسة للحكم في قضية الرئيس الشهيد ورفاقه" من قبل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وأكد أن المطالبة بإصدار حكم في القضية ليس "طريقا للانتقام" أو ردة فعل بل استدعاءً للعدالة ورفضًا للتغطية على الحقيقة "مهما كانت قاسية".
واعتبر أن "استشهاد رفيق الحريري وحّد اللبنانيين ولن نسمح لأحد بإعادة تخريب البلاد بسبب قرار المحكمة. والبلد ممسوك بالتعطيل والأزمات والمناكفات وتراجع الخدمات والنمو وفرص العمل".
وقال الحريري ايضا "نقف اليوم عند مفترق طرق فإما نظل غارقين بالخلافات أو نبدأ ورشة عمل" مضيفا أن الوقت ليس لتصفية حسابات أو للمزايدات.

لن نسمح لأحد بإعادة تخريب البلاد بسبب قرار المحكمة

وأعلن الحريري أنه اتخذ قرارا مع رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري بتحويل مجلسي الوزراء والنواب إلى خلية عمل.
واضاف "لبنان دولة عربية مستقلة تؤكد التزام النأي بالنفس. لها دستور وقوانين ومؤسسات ولا تتبع أي محور وليست ساحة لسباق التسلح في المنطقة وأي أمر آخر يمثل رأي صاحبه فقط".
واستدرك "نحن حراس الطائف. وهو الدستور وصيغة الوفاق الوطني والقاعدة الأساس للعيش المشترك" معتبرًا أن الحديث عن اتفاق الطائف واضح ومباشر في البيان الوزاري وغير خاضع للتأويل والتفسير.
واتفاق الطائف هو وثيقة الوفاق الوطني اللبناني المبرمة بين الأطراف المتنازعة بالبلاد بوساطة سعودية في 1989 بعد حرب أهلية استمرت أكثر من 15 عاما.
وأكد رئيس الحكومة أنه لن يسكت عن أي محاولة لعرقلة العمل والتعطيل، متمنيا أن يكون مجلس الوزراء الجديد خاليا من المشاكل.
ومنذ اغتيال الحريري الأب في 2005 يتم إحياء الذكرى من قبل تيار المستقبل ويشارك فيها آلاف اللبنانيين من كافة المناطق.