هل أطلق كريستوفر كولومبوس العصر الجليدي الصغير؟

دراسة تربط بين وفاة عشرات الملايين من السكان الأصليين مع صول الإنسان الأوروبي للأميركيتين وتوسع الغابات بشكل خفض نسب ثاني أوكسيد الكربون وأفضى لموجة برد في القرن السابع عشر.

لندن - ربط علماء بريطانيون في دراسة حديثة بين وصول الأوروبيين إلى الأميركيتين (الشمالية والجنوبية)، وحدوث تغير مناخي طرأ على الكرة الأرضية يشار إليه بأنه "العصر الجليدي الصغير".
وبحسب البحث الذي أجراه علماء من كلية لندن الجامعية، تبين لهم أنّ وصول الإنسان الأوروبي إلى الأميركيتين، تسبب بوفاة نحو 56 مليون من السكان المحليين في غضون 100 عام، بسبب القتل أو الأمراض.
وحمل المستوطنون والجنود أمراضا أوروبية مثل الجدري والحصبة والتيفوئيد والإنفلونزا، التي عصفت بالمجتمعات الأميركية الاصلية.

وأشار التقرير الذي نشره العلماء، إلى أنّ وفاة هذا العدد الهائل من البشر، الأمر الذي نجم عنه انتشار الأشجار في مساحات زراعية شاسعة كانت تعود للسكان الأصليين.
ولفت التقرير إلى أنّ الأشجار والمساحات الخضراء غطت في الأميركيتين مساحة تقدر بمساحة فرنسا اليوم، ما أدى لانخفاض نسب غاز ثاني أوكسيد الكربون داخل الغلاف الجوي للأرض بشكل كبير، ما تسبب بحدوث موجة برد في الكرة الأرضية بالقرن السابع عشر. 

العصر الجليدي الصغير
تغييرنسب الغازات الدفينة يطلق موجة برد

ويقول الباحثون إن نصف الكرة الأرضية الشمالي شهد انخفاضا ملحوظا في درجات الحرارة في ذلك الوقت (بين عام 1500 وعام 1600).

وذكر مارك ماسلين، البروفسور في كلية لندن الجامعية وأحد المشاركين في البحث، أنّ مؤشرات الأحوال الجوية في 1492، العام الذي وصول فيه كريستوفر كولومبوس إلى اميركا، كانت اعتيادية ومستقرة، ليطرأ بعدها تغيير على نسب الغازات الدفينة.
ولجأ العلماء البريطانيون في دراستهم لتحليل نسب غاز ثاني أكسيد الكربون، الموجودة داخل طبقات الجليد في القارة القطبية الجنوبية، إلى جانب الدلائل الأثرية والمعطيات التاريخية.
وقال ماسلين في التقرير: "حدوث هذا العصر الجليدي القصير والمكثف، كان ناجما عن التطهير العرقي لملايين البشر".
تجدر الإشارة إلى أنّ بعض العلماء يرجعون أسباب العصر الجليدي القصير في القرن السابع عشر إلى أسباب طبيعية أخرى.