هل انت مستعد لتسليم بطاقتك البنكية للذكاء الاصطناعي؟

عملاق بطاقات الائتمان تعلن عن مبادرة لتمكين وكلاء الذكاء الاصطناعي من إدارة مشتريات المستخدمين تلقائيًا عبر بطاقات دفع رقمية آمنة، بالتعاون مع شركات كبرى مثل 'أوبن أي آي' و'مايكروسوفت'.

واشنطن – اعلنت عملاق بطاقات الائتمان متعددة الجنسيات فيزا الاربعاء دخولها عالم الوكلاء الذكاء الاصطناعي، في خطوة قد تغير تماما طريقة تعاملنا مع بطاقاتنا البنكية.

وأعلنت هذه المؤسسة المالية العملاقة عن تعاونها مع بعض من أبرز مطوري الذكاء الاصطناعي، بهدف ربط شبكتها الضخمة للمدفوعات بأنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم.

والهدف النهائي تمكين نموذج ذكاء اصطناعي مستقل، أو "وكيل" كما يُطلق عليه، من التحكم في بطاقة ائتمانك وإجراء عمليات شراء، تتراوح بين البقالة والملابس، بشكل تلقائي بناءً على ميزانيتك وتفضيلاتك.

وقال جاك فورستيل، رئيس قسم المنتجات والاستراتيجية في فيزا، في بيان صحفي: "قريبًا، سيكون لدى الناس وكلاء ذكاء اصطناعي يتصفحون ويختارون ويشترون ويديرون بالنيابة عنهم". وأضاف: "تمامًا كما انتقلنا من التسوق المادي إلى الإنترنت، ومن الإنترنت إلى المحمول، تضع فيزا معيارًا جديدًا لعصر جديد من التجارة".

وتطلق فيزا على هذه المبادرة، التي تعمل عليها منذ ستة أشهر، اسم "التجارة الذكية من فيزا" (Visa Intelligent Commerce). وتشمل قائمة مطوري الذكاء الاصطناعي المشاركين: "أوبن أي آي" و"مايكروسوفت" و"أنثروبيك" و"بيربلكسيتي" و"ميسترال"، إلى جانب شركات تقنية كبرى مثل "آي بي إم" و"سامسونج" وشركة المدفوعات "سترايب".

قريبًا، سيكون لدى الناس وكلاء ذكاء اصطناعي يتصفحون ويختارون ويشترون

وفي تصورها للمستقبل القريب، حيث "سيعتمد الملايين قريبًا على الذكاء الاصطناعي للعثور على السترة المثالية، أو البحث عن وجهة سفر جديدة، أو إكمال قائمة مشترياتهم"، تقول فيزا إنها ستوفر بطاقات مجهزة للتعامل مع الذكاء الاصطناعي، تتخلى عن تفاصيل البطاقات التقليدية لصالح "بيانات رقمية مرمزة" تقول إنها ستكون أكثر أمانًا.

وأكدت الشركة في بيانها: "فقط المستهلك هو من يمكنه إعطاء التعليمات للوكيل وتحديد متى يتم تفعيل بيانات الدفع".

وبحسب وكالة أسوشيتد برس، يتصور فورستيل أن العملاء سيستخدمون وكلاء الذكاء الاصطناعي لأداء المهام الروتينية مثل شراء البقالة، أو للقيام بعمليات شراء معقدة مثل حجز رحلات السفر. لكنه لا يعتقد أن هذه التقنية ستحل محل تجارب التسوق التي نستمتع بها، كشراء السلع الفاخرة، بل ستأخذ دورًا ثانويًا كمستشار.

ومع ذلك، فإن استخدام هذه الوكلاء يعتمد على ثقة العملاء في تقنية معروفة بأخطائها ومخاطرها الأمنية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسجلات المالية الحساسة. ناهيك عن مطوري الذكاء الاصطناعي أنفسهم؛ فالوصول إلى معلومات بطاقتك الائتمانية القيمة، مثل سجل مشترياتك — بموافقتك — هو ما جذب هذه الشركات للتعاون مع فيزا.

وقال ديمتري شيفلينكو، المدير التنفيذي للأعمال في "بيربلكسيتي"، للوكالة: "فيزا لديها القدرة على تمكين المستخدم من مشاركة سجل معاملاته معنا، بموافقته. وعندما نقدم توصية — مثلًا عندما تسأل: ما هي أفضل الحواسيب المحمولة؟ — سنكون على دراية بالمشتريات الأخرى التي قمت بها وتفضيلاتك المستخلصة من ذلك".

ويبدو أن المنافسة اشتدت. فقد أعلنت "ماستركارد" يوم الثلاثاء عن مبادرتها الخاصة في هذا المجال تحت اسم "الوكيل للدفع" (Agent Pay)، بمشاركة بعض نفس الشركاء مثل "مايكروسوفت" و"أوبن أي آي" و"آي بي إم". وعلى غرار مبادرة فيزا، سيستطيع وكيل ماستركارد الذكي تقديم توصيات من خلال محادثات تفاعلية، بل وتنفيذ عمليات الشراء.

ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح كيف ستعمل هذه الوكالات فعليًا على أرض الواقع. إذ أن التجارب الأولية مع وكلاء التسوق الذكاء الاصطناعي لم تكن مبشرة؛ فقد اشتكى مستخدمو وكيل "أوبن أي آي" المسمى "أوبريتر" من بطئه الشديد أثناء تنفيذ مهام مثل شراء البقالة أو طلب الطعام، فضلًا عن حاجته المستمرة لمتابعة البشر، حيث يتطلب منهم إدخال كلمات المرور ومعلومات البطاقة الائتمانية والموافقة النهائية على الشراء.

لكن كل هذا كان قبل دخول فيزا على الخط. إذ تأمل الشركة أن يؤدي تعاونها مع شركات التكنولوجيا إلى تمكين الوكلاء من تنفيذ عمليات الشراء بأنفسهم، دون الحاجة لتدخل الإنسان.

وقال فورستيل لوكالة أسوشيتد برس: "مشكلة المدفوعات ليست شيئًا يمكن لمنصات الذكاء الاصطناعي حله بمفردها، ولهذا بدأنا العمل معهم".