هل تسترت تركيا على وزير حرب داعش قبل أن تعتقله أوكرانيا

نائب أبوعمر الشيشاني لم يكن شخصية مجهولة بالنسبة لاستخبارات القوى المتدخلة في الحرب السورية بما فيها الاستخبارات التركية لكنه عبر حدود تركيا بيسر فارا لأوكرانيا.

وزير حرب داعش في قبضة أوكرانيا
هل ساعدت تركيا وزير حرب داعش في الفرار من سوريا؟
أوكرانيا تعتقل وزير حرب داعش بعد عبروه الحدود التركية
أبوالبراء الشيشاني انضم إلى الدولة الإسلامية في عام 2015

كييف - قال جهاز أمن الدولة في أوكرانيا اليوم الجمعة إنه اعتقل نائب أبوعمر الشيشاني الذي وصفته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بأنه "وزير الحرب" في تنظيم الدولة الإسلامية وذلك بعد أن دخل البلاد بجواز سفر مزور العام الماضي، عابرا الحدود التركية بلا رقيب ولا حسيب.

ويسلط اعتقال وزير حرب داعش في أوكرانيا الضوء على دور تركي محتمل في التغطية على تنظيمات إرهابية بما فيها تنظيم الدولة الإسلامية.

ومع أن وزير الحرب في تنظيم داعش لم يكن شخصية مجهولة بالنسبة لاستخبارات القوى المتدخلة في الحرب السورية بما فيها الاستخبارات التركية التي واجهت في السابق اتهامات بإيصال أسلحة لتنظيمات إرهابية في سوريا، إلا أنه تمكن من اجتياز حدود تركيا بكل يسر.

وذكر جهاز أمن الدولة الأوكراني أنه اعتقل أبوالبراء الشيشاني وهو من جورجيا، في عملية مشتركة مع وزارة الداخلية الجورجية ووكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه).

وتابع في بيان أن فحصا لصورة للبراء بحوزة الوكالة "أثبت أن الأجنبي المعتقل هو بالفعل أحد قادة الدولة الإسلامية المطلوبين".

وأكد جهاز أمن الدولة في جورجيا اعتقال أبوالبراء في أوكرانيا. وقالت فيكا كليمتشيفا المتحدثة باسم الجهاز "نستطيع تأكيد هذه الحقيقة... اسمه في شهادة الميلاد سيزار توخوساشفيلي"، مضيفا أنه اعتقل في منطقة كييف قرب منزل كان يقيم فيه، لكنه لم يذكر تاريخ اعتقاله.

وانضم أبوالبراء إلى تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2015 وكان نائبا لأبوعمر الشيشاني الذي قتل في معارك في عام 2016 وكان من أبرز المتشددين المطلوبين لدى الولايات المتحدة حيث كان مدرجا ضمن برنامج يعرض مكافأة تصل إلى خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد في إزاحته عن ساحة المعارك.

وولد الاثنان في منطقة وادي بانكيسي الجبلية في جورجيا. وقال جهاز أمن الدولة الأوكراني إنه بعد مقتل أبوعمر الشيشاني، عبر البراء الحدود إلى تركيا ثم إلى أوكرانيا حيث واصل تنسيق أنشطة تنظيم الدولة الإسلامية.

ويأتي اعتقال وزير الحرب في داعش بعد أسابيع قليلة من مقتل زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي في عملية أميركية قالت تركيا إنها ساهمت فيها.

كما أعلنت أنقرة اعتقال عدد من قيادات التنظيم المقربة من البغدادي، في إعلانات دعائية حاولت من خلالها تلميع سجلها في دعم وتمويل الإرهاب، وفق تقديرات مصادر غربية كانت قد أشارت إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى لإظهار جهود بلاده في مكافحة الإرهاب.

وأضافت أنه أراد الردّ على الاتهامات الغربية لأنقرة بالتورط في دعم وتمويل تنظيمات إرهابية وبالتردد في مكافحة التطرف.

وكان مسؤول تركي قد أعلن الأسبوع الماضي أن أرملة زعيم تنظيم الدولة الإسلامية (أبوبكر البغدادي) كشفت عن "الكثير من المعلومات" عن عمل التنظيم بعد القبض عليها العام الماضي.

وذكر المسؤول أن الأرملة قالت إن اسمها رانية محمود، لكن اسمها الحقيقي هو أسماء فوزي محمد القبيسي. وتردد أنها الزوجة الأولى للبغدادي الذي قتل في عملية نفذتها القوات الأميركية الخاصة في سوريا الشهر الماضي.

اعتقال وزير حرب داعش في أوكرانيا يسلط الضوء على دور تركي محتمل في التغطية على تنظيمات إرهابية بما فيها تنظيم الدولة الإسلامية

واعتقلت هذه المرأة في الثاني من يونيو/حزيران 2018 في محافظة هاتاي قرب الحدود السورية إضافة إلى عشرة أشخاص آخرين، من بينهم ابنته التي قيل إن اسمها ليلى جبير.

وذكر المسؤول أن علاقة المرأتين بالبغدادي تأكدت باستخدام عينات حمض نووي ريبي (دي ان ايه) للبغدادي قدمتها السلطات العراقية، مضيفا "لقد اكتشفنا هوية زوجته الحقيقية بسرعة كبيرة. وقد تبرعت بالكثير من المعلومات عن البغدادي وطريقة عمل تنظيم داعش".

وكشف أردوغان لأول مرة الأسبوع الماضي عن اعتقال أرملة البغدادي لكنه لم يقدم تفاصيل كثيرة عنها لحسابات سياسية واستثمار هذه الورقة في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، حيث يلتقي الأسبوع القادم نظيره الأميركي دونالد ترامب في زيارة مقررة لواشنطن وتأتي على وقع توتر لم يفارق العلاقات الأميركية التركية.

وقال أردوغان أمام مجموعة من الطلاب في أنقرة "أسرنا زوجته. أُعلن ذلك للمرة الأولى لم نثر ضجة كبيرة حول الأمر"، مؤكدا أن تركيا اعتقلت كذلك شقيقة البغدادي وصهره، وهو ما أعلنته وسائل إعلام تركية رسمية الثلاثاء.

وتكتمت أنقرة على اعتقال أرملة البغدادي لنحو عام أو أدنى ما يثير شكوكا حول جهودها المعلنة في مكافحة الإرهاب. وكان يمكن أن تنسق مع حلفائها في اعتقال أو تصفية زعيم داعش استنادا لما حصلت عليه من معلومات من أرملته.

ويحاول الرئيس التركي توظيف اعتقال المقربين من زعيم أخطر تنظيم إرهابي في العالم للتغطية على صلات محتملة مع تنظيمات متطرفة في سوريا وعلاقة سرية مع تنظيم الدولة الاسلامية.

وانتقد أردوغان الولايات المتحدة لإثارة ضجّة كبيرة بشأن عملية قتل البغدادي قائلا "أطلقوا عملية علاقات عامة كبيرة للغاية".

وقُتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في عملية نفّذتها قوات أميركية خاصة بمساعدة مقاتلين من فصائل كردية في محافظة إدلب (شمال غرب سوريا)، قرب الحدود مع تركيا.

وجاء قتله غداة العملية العسكرية التي نفّذتها تركيا ضد الفصائل الكردية التي كانت حليفا أساسيا للغرب في إطار الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، لكن أنقرة تعتبر القوات الكردية "إرهابية".