هل تسلم فرنسا شقيق زوجة بن علي إلى تونس

وزارة الخارجية التونسية تراسل السلطات الفرنسية لتسليم الرجل الأكثر نفوذا بين عائلة ليلى الطرابلسي، زوجة الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي.
17 مذكرة بحث في تونس و43 مذكرة جلب دولي ضد بلحسن الطرابلسي
فرنسا توجه له تهمة "غسل الأموال في عصابة منظمة"
تونس تقوم باستكمال إجراءات جلب صهر بن علي
الإنتربول وجه إشعارا للسلطات التونسية بشأن إيقاف الطرابلسي بفرنسا

تونس - أعلنت السلطات التونسية أنها طلبت من فرنسا تسليم صهر الرئيس التونسي ورجل الأعمال بلحسن الطرابلسي الذي أوقف في مدينة نيس منذ أسبوع.

وقال وزير العدل التونسي محمد كريم الجاموسي اليوم الثلاثاء، إن السلطات التونسية بصدد استكمال ملف جلب بلحسن الطرابلسي الموقوف في فرنسا.

وأضاف الجاموسي إن وزارة العدل وجهت منذ يوم الجمعة الماضي، مراسلة إلى وزارة الخارجية لإبلاغ السلطات الفرنسية برغبة الجانب التونسي بتسلم الطرابلسي عملا بالاتفاقيات الثنائية بين البلدين في مجال التعاون القضائي في المادة الجزائية وتسليم المجرمين.

وكان مكتب الإنتربول بتونس وجه إشعارا للسلطات التونسية مساء يوم الخميس الماضي بشأن إيقاف الطرابلسي بفرنسا، في وقت يترقب فيه الشارع التونسي الرد الفرنسي وذلك بعد مرور ثماني سنوات على ثورة يناير 2011 التي أطاحت بنظام بن علي.

ووضع القضاء الفرنسي في مرسيليا الاثنين الماضي بلحسن الطرابلسي، وهو شقيق زوجة الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، قيد الاحتجاز ووجهت إليه تهمة "غسل الأموال في عصابة منظمة".

وأوضح الجاموسي أن "عمليات جلب الطرابلسي تتداخل فيها وزارات الداخلية والعدل والخارجية والدبلوماسية التونسية والإجراءات جارية لجلبه إلى تونس "، مشيرا إلى أن السلطات التونسية "تنتظر جوابا رسميا من فرنسا بشأن تداعيات الإيقاف".

ويعد بلحسن الأكثر نفوذا من بين أفراد عائلة الطرابلسي والمقربين من النظام السابق، إذ يملك شركات وأسهم في عدة قطاعات من بينها الطيران والبنوك والسياحة والإعلام والعقارات، وهو ملاحق في قضايا فساد وتبييض أموال والاستيلاء على المال العام.

وإبان الإطاحة بحكم بن علي فر مع عائلته على متن يخت وتقدم بطلب اللجوء السياسي في كندا عام 2012 لكن طلبه رفض وكان على وشك الترحيل إلى تونس لكنه اختفى من الأراضي الكندية عام 2016 إلى أن جرى القبض عليه في فرنسا.

وليس واضحا ما إذا كان إيقاف الطرابلسي يرتبط بوجود قضايا جديدة ضده أم بناء على بطاقات الجلب الصادرة ضده من الجانب التونسي والقضايا المرفوعة ضده في المحاكم التونسية.

بلحسن الطرابلسي كان "صاحب السمعة الأكثر سوءا بين أفراد عائلة بن علي وتدور شائعات حول تورطه في مخططات فساد واسعة"

وسبق للسلطات التونسية أن قدمت طلبات إلى السلطات الفرنسية بتسليم مطلوبين مقربين من النظام السابق، لكن قوبلت تلك الطلبات بالرفض في حالتين على الأقل تتعلقان بالمنصف الماطري والد صخر الماطري الصهر السابق لبن علي وسيدة العقربي القيادية السابقة بحزب التجمع الدستوري الديمقراطي.

وقال الوزير "الوضعيات مختلفة الماطري يتمتع بالجنسية الفرنسية والعقربي لم تصدر ضدها أحكام بتونس، والطرابلسي وضعيته غير قانونية وهناك حظوظ وافرة لتسليمه".

وقالت وزارة العدل التونسية الأحد أن بلحسن الطرابلسي صدرت بحقه "17 مذكرة بحث وتحر في تونس و43 مذكرة جلب دولي".

ويتهم التونسيون الشقيق الأكبر لليلى بن علي بأنه كون ثروته ووضع يده على أهم ركائز الاقتصاد التونسي بالتقرب من دوائر السلطة حتى انهيار النظام عام 2011 اثر انتفاضة شعبية.

وأسس الطرابلسي في 2001 مجموع "كرتاغو" التي ضمت شركة طيران ومساهمات في بنوك وفنادق سياحية وعرف بكونه رجل الأعمال المهم والأقوى في البلاد.

وأفادت برقية دبلوماسية أميركية مسرّبة في يونيو/حزيران 2008 أن بلحسن الطرابلسي كان "صاحب السمعة الأكثر سوءا بين أفراد عائلة بن علي وتدور شائعات حول تورطه في مخططات فساد واسعة".

وحكم القضاء التونسي عليه غيابيا في قضايا تتعلق بالتجارة بالعملة الصعبة والمعادن الثمينة وامتلاك قطع أثرية. كما لا يزال ملاحقا من قبل المحاكم التونسية في العديد من قضايا الفساد.

وأكد الطرابلسي في حوار أجرته معه قناة التاسعة الخاصة عبر سكايب دون أن يظهر وجهه، في 2017 أنه كوّن ثروته طيلة ثلاثين عاما من "العمل" في مجال السياحة والفنادق وبيع وشراء الأراضي وإنشاء معمل لصناعات السكر ومعمل إسمنت بالإضافة إلى إنشاء شركة إنتاج سمعي بصري بالشراكة مع رجال أعمال.

وقال الطرابلسي في أوّل تصريحات صحافية له منذ 2011 رافضا الإفصاح عن مكان تواجده "لم أشتر أي قطعة أرض في إطار الخوصصة التي انتهجتها الدولة".

وكشفت الكاتبة الفرنسية بياتريس هيبو في كتابها "قوة الإخضاع، الاقتصاد السياسي للاستعباد في تونس" والذي نشر في 2006 آليات "الاقتناص" لدى جماعة الطرابلسي.

وشرحت في كتابها ان أفراد عائلة الطرابلسي "يشترون بسعر رمزي في إطار خصخصة الشركات الحكومية ويبيعون لصناعيين ورجال أعمال بعد ذلك. ويفرضون أنفسهم في رأس المال في الشركات الناجحة".

وأكدت بياتريس انهم "يطلبون عمولات ونصيبهم في الاستثمارات الأجنبية ويلعبون دور الوسطاء في الصفقات العمومية. شبكة الطرابلسية سيطرت على الجمارك والتجارة الموازية".

وعرفت حياة بلحسن الطرابلسي منذ هروبه من تونس عام 2011 مسارات لا تصدق، حيث اختفى عام 2016 بعد فراره من كندا التي لجأ إليها قبل ساعات قليلة من سقوط بن علي في 14 يناير/كانون الثاني 2011 بعد مغادرته تونس مع عائلته على متن يخته.

وفي مايو/أيار 2012، فقد وضعه كمقيم دائم في كندا لكنه تقدم بطلب للجوء السياسي، قائلاً إنه يخشى على حياته في تونس الأمر الذي منع أي إمكانية لتسليمه.

وقد رفض طلب اللجوء هذا مرتين عامي 2015 و 2016 وكان على وشك الترحيل عندما فقدت أوتاوا أثره. وقال مصدر قضائي "لم يتم العثور عليه".

وظل الطرابلسي مختفيا عن الأنظار حتى القبض عليه من قبل السلطات الفرنسية في نيس.