هل تنقذنا الأبقار من غزو البلاستيك؟

علماء يجدون أن البكتيريا الحية التي تحتوي عليها معدة الأبقار بوفرة لديها القدرة على تحليل البوليسترات الطبيعية.
البشرية أنتجت الى الان أكثر من 8 مليارات طن من البلاستيك

فيينا (ايطاليا) - قد يكون تكدس البلاستيك في عالمنا واختراقه لطعامنا وشرابنا واحد من اخطر عواقب التلوث على صحتنا وعلى الكوكب، لكن الأبقار تبشر بحل ايكولوجي لهذه المعضلة.

وانتجت البشرية الى الان أكثر من 8 مليارات طن من البلاستيك، أي ما يعادل وزن مليار فيل بسبب الإنتاج المفرط لصناديق التعبئة والحاويات ذات الاستخدام الواحد والتغليف والقوارير.

ورغم تصاعد الوعي بخطورة هذا النشاط المدمر للحياة على الكوكب لا تزال الأكياس البلاستيكية على سبيل المثال شائعة.

وتؤدي هذه الاكياس إلى اختناق الحيوانات والتلوث وانسداد القنوات والأنهار والجداول وتشوه المناظر الطبيعية.

وأصبح التلوث البلاستيكي ظاهرة خطيرة تحدث تداعيات لا يمكن الاستهانة بها تؤثر سلبا على الماء والهواء، إذ يستهلك الإنسان جزيئات البلاستيك الدقيقة جدا عبر التنفس عن غير قصد. ويتسبب ذلك في أمراض تؤدي في وفاة قرابة خمس مائة ألف شخص في السنة في دول الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال.

في السنوات الأخيرة لجأ الباحثون إلى طرق بديلة لتحطيم هذه القطع البلاستيكية وتحلل البوليستر الطبيعي من خلال تسخير الحشرات الدقيقة والميكروبات الموجودة في قشور الطماطم أو التفاح.

ومن بين الأبحاث التي أجريت في المختبرات وجد العلماء أن البكتيريا الحية التي تحتوي عليها معدة الأبقار بوفرة لديها القدرة على تحلل البوليسترات الطبيعية.

بقرة واحدة تنتج عادة حجم كرش يبلغ حوالي 100 لتر

وقامت الدكتورة دوريس ريبيتش، من جامعة الموارد الطبيعية وعلوم الحياة في فيينا وزملاؤها بشراء سائل من الكرش وهو جزء من معدة بقرة، من مسلخ في النمسا لاختبار هذه النظرية.

وأشارت ريبيتش إلى أن بقرة واحدة تنتج عادة حجم كرش يبلغ حوالي 100 لتر.

ولتنفيذ التجربة، تم دمج هذا السائل مع ثلاثة أنواع من البوليسترات، وهي: بوليمر اصطناعي يستخدم في المنسوجات والتغليف، والبلاستيك البيولوجي القابل للتحلل المستخدم في الأكياس البلاستيكية، ومادة حيوية مصنوعة من موارد متجددة.

وأظهرت النتائج أن جميع أنواع البلاستيك المشار إليها تحللت بواسطة البكتيريا الحية الموجودة في معدة البقرة.

وتوضح الدكتورة ريبيتش أن الخطوة القادمة تتمثل في تحديد الميكروبات المسؤولة عن تحلل البلاستيك من بين آلاف الميكروبات الموجودة في الكرش. وبمجرد تحديد الأنزيمات التي تنتجها، سيكون بالإمكان إنتاجها مجددا واستعمالها في محطات إعادة التدوير.