هل خسر أردوغان ورقة الشباب في السباق الانتخابي؟

20 في المئة فقط من شريحة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما سيصوتون لأردوغان وحزبه في الانتخابات.
الناخبون الذين يصوّتون للمرة الأولى هم أكثر حداثة وأقل تدينا من الناخب العادي

أنقرة - تعتزم نسبة هامة من الشباب التركي التصويت لكمال كيليتشدار أوغلو منافس رجب طيب أردوغان في الاستحاق الرئاسي، بعد أن نجح في استقطابهم خلال حملته الانتخابية، إذ تكشف استطلاعات الرأي التي أنجزت المدة الماضية عن سأمهم وعدم رضاهم على أداء السلطة ويتطلّعون إلى أن تضع الانتخابات الجديدة نقطة النهاية لعهد الرئيس الحالي.

يبلغ عمر علي فرلي 18 عاما ولم يعرف سوى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السلطة، هذا الطالب سيصوت في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو/أيار لصالح مرشح المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو.

وقال "لقد سئمت من الاستيقاظ كل يوم وأنا أفكر في السياسة. حين يرحل الرئيس أردوغان، سيتمكن الشباب من التركيز على امتحاناتهم والتعبير عن آرائهم بحرية".

وعلى غرار عمر، هناك 5.2 مليون من الناخبين الشباب نشأوا في ظل حكم أردوغان أي حوالي 8 في المئة من المقترعين وهم مدعوون للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المرتقبة.

وقال كمال كيليتشدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري مرشح تحالف من ستة أحزاب معارضة أمام شبان في منتصف أبريل/نيسان في أنقرة "عبركم سيأتي هذا الربيع".

وبحسب استطلاع للرأي أجري حديثا فإن 20 في المئة فقط من شريحة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما سيصوتون للرئيس التركي وحزبه في الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 14 مايو/أيار والتي تعتبر مصيرية بالنسبة إلى أردوغان.

ومع اقتراب الانتخابات يتنافس أردوغان (69 عاما) وكيليتشدار أوغلو (74 عاما) على وعود لاستمالة جيل الشباب مثل إلغاء الضريبة على شراء الهواتف النقالة وحزمة إنترنت مجانية وبطاقة الشباب، إلى حد أن المرشح الثالث محرم إنجه يحاول الظهور كمرشح الشباب.

يقول ارمان باكيرجي الباحث في معهد الاستطلاع كوندا إن "التصويت لصالح أردوغان أقل لدى الشباب. الناخبون الذين يصوتون للمرة الأولى هم أكثر حداثة وأقل تدينا من الناخب العادي وأكثر من نصفهم غير راضين على الحياة التي يعيشونها".

"أردوغان يجب أن يرحل" 

في حي كاسيمباسا الشهير في إسطنبول، يعبر الشباب صراحة عن سأمهم ويقول غوكان جيليك (19 عاما) "أردوغان يجب أن يرحل! كل جيراني سيصوتون له لكن ليس أنا".

بدوره يقول فرات يورداييت عامل النسيج البالغ من العمر 21 عاما "إنه بنى مطارا ثالثا في إسطنبول بدلا من الاهتمام بالناس"، مضيفا "سأصوت لصالح محرم إنجه. لكن بغض النظر عمن سيتم انتخابه، سيكون دائما أفضل من أردوغان".

وسيصوت صديقه بلال بويوكلير (24 عاما) لأردوغان لكنه يقر في الوقت نفسه بأن الرئيس التركي "مسؤول جزئيا" عن نسبة التضخم التي تبلغ 50 في المئة وعن انهيار الليرة التركية.

وقال "لا يمكنني إيجاد وظيفة بسبب اللاجئين السوريين ولا يمكنني الزواج، إنه مكلف جدا. لكنني لا أرى أي بديل".

ويضيف هذا الشاب "لا يمكنني التصويت لصالح كيليتشدار أوغلو بسبب الدين. لقد داس بحذائه سجادة صلاة!" مشيرا إلى خطأ فادح قام به هذا المرشح واستغله كثيرا الرئيس المنتهية ولايته والصحافة المؤيدة للحكومة.

 "عقبة أمام أحلامي" 

لكن كمال كيليتشدار أوغلو حرص على محو الصورة العلمانية جدا لحزبه والتي لطالما شكلت نفورا للناخبين المحافظين.

ووصل المرشح إلى حد اقتراح قانون يضمن وضع الحجاب وهي وسيلة لاستمالة قاعدة النساء المحافظات اللواتي يصوتن تقليديا لأردوغان الذي سمح للطالبات المحجبات بالذهاب الى الجامعة.

ووعد في نهاية مارس/آذار  في نداء إلى الشابات المحافظات قائلا "السيد كمال لن يدعكن تفقدن مكتسباتكن".

وتحالف حزبه أيضا مع ثلاثة تنظيمات من التيار الإسلامي - المحافظ وهي "رسالة مصالحة موجهة إلى الناخبين المتدينين والتي يفترض أن تترك أثرا" في صناديق الاقتراع بحسب ما رأت سيدا ديميرالب المحاضرة في العلوم السياسية في جامعة إيشك في اسطنبول.

تقيم سيفجي (20 عاما) في حي أيوب، إحدى المناطق المحافظة جدا في إسطنبول وستصوت في 14 مايو/أيار لكنها لا تريد "خلط السياسة بالدين" وهي قلقة بشكل خاص على وضع الاقتصاد.

تقول هذه الشابة التي اضطرت إلى العمل لتمويل دراساتها المستقبلية "أردوغان هو العقبة الرئيسية أمام أحلامي"، في حين يقاطعها صديقها معددا النجاحات التي تنسب إلى أردوغان، لكنها تهز برأسها قائلة، "حتى لو كان رئيسا جيدا، يجب ألا يتمكن من الحكم لمثل هذه الفترة الطويلة".