هل سيزول تنظيم الإخوان المسلمين..؟

الجماعة بما لها من قدرة على التهييج الديني حتى تغلغلت سياسياً في 72 دولة وحزباً وظلت بأنشطتها السياسية تمثل أدوار المعارضة لتبلغ سدة الحكم في مصر سنة 2012 مستفيدة من حوادث الفوضى التي اجتاحتها بعد ثورة الربيع العربي.

بقلم: شاهر النهاري  

الإخوان جماعة انتثرت وتغلغلت على وقت غفلة من المسلمين، وأصبحت موجودة بتشددها وإرهابها وخبثها في نطاقات واسعة عالمياً، ما جعل الكثير من الشعوب العربية والمسلمة يتعاطف معهم ومع شعاراتهم الكاذبة.
شرخ عصري حدث في ثقافة ومجتمعات وسياسات العالم العربي والإسلامي، بعد أن نمت بذرة جماعة الإخوان الأولى على يد رمزهم المصري حسن البنا 1928م، من خلال توطين فكر شاذ قال عنه النقابي المصري والقيادي الإخواني السابق مختار نوح: إن فكرة الجماعة قائمة على مجتمع غير إسلامي، ويشبه «الخوارج».
انتشرت هذه الحركة بما لها من قدرة على التهييج الديني، حتى تغلغلت سياسياً في 72 دولة وحزباً، وظلت بأنشطتها السياسية تمثل أدوار المعارضة، لتبلغ سدة الحكم في مصر سنة 2012م، مستفيدة من حوادث الفوضى، التي اجتاحتها بعد ثورة الربيع العربي، فنصب محمد مرسي حاكماً بديمقراطية مصطنعة ما لبثت أن تكشفت بعد سنة نياتها بثورة الشعب المصري، وعزل مرسي، وإيداعه وأعوانه السجن، بتهم تتدرج من أحداث الفوضى والقتل إلى الخيانة والتخابر مع أنظمة عميلة، وإطلاق سراح السجناء الإرهابيين، وبيع الأرض المصرية.
وقد تم تصنيف هذه الجماعة بعد ذلك كمنظمة إرهابية في كل من مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة الأميركية، وتم التضييق على أعضائها وقياداتها وأموالها، لتتضح العلاقات المريبة بينها وبين منظمة حماس وأموال قطر، ودولة تركيا، التي أصبحت ملاذاً للهاربين منهم من وجه العدالة.
ما تزال هذه الجماعة موجودة في عدد كبير من الدول بأشكال سرية أو علنية، ولكنها تعاني من الضيق الأمني، والمراقبة المالية، ومن تحديد تحركاتها وصلاحياتها، ومن تساقط رموزها، خصوصاً بعد وفاة الرئيس المصري السابق السجين محمد مرسي أثناء محاكمته، كما أن بقية أعضائها الفاعلين يتقدمون في السن، ويمنعون من مزاولة السياسة كما في سابق عهدهم.
هذه الجماعة مبنية على شكل المنظمات السرية، التي تعتمد الطاعة الهرمية، والعنف، واستباحة كافة الوسائل للوصول والسيطرة، ولها تشكيل إداري أشبه بالعصابات، يتسيده مرشد أعلى يتمتع بالقداسة، ويرأس جهازي السلطة في مكتب الإرشاد العام ومجلس الشورى العام، والذي يقوم بانتخابه مجلس الشورى العام للجماعة، وبذلك فإنها تخضع جميع المراتب الإدارية الفاعلة للمرشد.
ويعمل أعضاء الجماعة على الاستقطاب والدعاية، وتجنيد السياسيين، ومديري الجامعات، وقيادات المدارس، ومختلف طبقات المتعلمين والشباب، وصولاً إلى الأثرياء المتعاطفين معهم، والمعارضين المتحمسين المتأملين في بلوغ المراتب الفاعلة بين قيادات الجماعة.
جماعة تسعى بكل وسيلة للتدخل في نوعية المناهج التعليمية، والعمل على تسخير قنوات الإعلام لنهجها، وتوطين مبادئها، بشكل يتلبس بالدين، ويدعي حصول المعجزات، وإضفاء القداسة على قياداتها، مما يجعلها ترسخ في مفاهيم المجتمعات الكادحة البسيطة أكثر، وهي تستبيح الحرام من أجل مصلحة الجماعة، والهيمنة بالتنظير في أدق ما يحيط بحياة البشر زيادة في الهيمنة والتسخير.
جماعة عنصرية، لنوع معين من المسلمين المحققين لمبادئهم، والمعادين للديانات الأخرى، إلا ما يحقق منها المكانة والسلطة والمال، كما فعلوا مع إسرائيل، وإيران، ومن خلال شطبهم لمعاني الوطن والوطنية، وتماهيهم بالأحزاب الديمقراطية في الدول العظمى، واستغلال الإسلام فوبيا لتمكين فاعليتهم بادعاء الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وحقوق المرأة، والأقليات.
الإخوان جماعة انتشرت وتغلغلت على وقت غفلة من المسلمين، وأصبحت موجودة بتشددها وإرهابها وخبثها في نطاقات واسعة عالمياً، ما جعل الكثير من الشعوب العربية والمسلمة يتعاطف معهم ومع شعاراتهم الكاذبة.
غير أنهم حالياً يعانون، ولم يعودوا يمتلكون فرصاً للعودة، بعد ما أصابهم من تهميش، ومن محاربة عالمية، وعلى الرغم من تباين مواقف بعض الدول، التي تحميهم وتؤيدهم لمصالحها الخاصة، ثم تبيعهم برخص التراب حين انتهاء مهامهم.
فكر يختبئ في الزوايا، وله الكثير من المريدين، حتى وإن ادعى بعضهم عكس ذلك، فكأنهم بذور شيطانية، تحتاج فقط إلى الظرف والمناخ والعقول المناسبة، لتنمو لهم شجرة جديدة، في أي مكان، وبأي شكل جديد، وعندها يعاودون الخروج بأطماعهم، بمنطق النهج الديني القادر على توطين الحجج، وغسيل الأمخاخ، وتوظيف المتعاطفين مع الدين، ليكونوا جنوداً لهم، ومصادر تمويل، وبالتجنيد الجسدي، أو بمجرد تولي الدفاع عنهم فكرياً، والالتفاف حولهم، بخديعة أنهم هم الدين، وأنه خلاصة ما يفعلون، مهما كان خارجياً متشدداً إرهابياً.

نُشر في الرياض السعودية