هل طلبت السعودية شراء طائرات مسيرة من تركيا

تركيا تبدي إشارات إيجابية حيال الرياض بعد سنوات من التوتر على أمل فتح متنفس لأزمتها الاقتصادية بعد أن انهارت التجارة تحت وقع مقاطعة سعودية غير رسمية.
أردوغان يعدل بوصلة تركيا نحو الخليج بعد سنوات من التوتر
اردوغان استفاد من المقاطعة الخليجية لقطر ويرغب في جني ثمار المصالحة
بوادر التقارب التركي مع السعودية تأتي في سياق مصالحة أوسع مع مصر والإمارات

أنقرة - قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء إن السعودية طلبت شراء طائرات مسيرة مسلحة من أنقرة، في تصريحات بعد سنوات من التوتر بين القوتين الإقليميتين.

وتأتي تصريحات أردوغان ضمن إشارات ايجابية تطلقها أنقرة من حين إلى آخر في سياق تصحيح مسار العلاقات مع دول عربية وغربية بعد سنوات من توترات فجرها الرئيس التركي على أكثر من جبهة.

واستغلت تركيا التي تبحث عن دور إقليمي في منافسة السعودية، قضية مقتل الصحفي جمال السعودي خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018 لتشن حملة مسعورة ضد المملكة وحاولت دون جدوى تدويل مقتل خاشقجي.

وانهارت التجارة تحت وطأة مقاطعة سعودية غير رسمية لكن الدولتين قالتا إنهما ستعملان على تحسين العلاقات.

وانتقد أردوغان خلال مؤتمر صحفي في أنقرة تدريبات سعودية مشتركة في الآونة الأخيرة مع اليونان التي يوجد بينها وبين تركيا نزاع حول الحقوق البحرية في شرق البحر المتوسط.

وقال دون الخوض في التفاصيل "لكن من الناحية الأخرى هناك الآن طلب من السعودية لشراء طائرات مسيرة مسلحة من تركيا. تلك هي أحدث التطورات".

وأبدت عدة دول اهتماما في الآونة الأخيرة بالطائرات المسيرة التركية التي أثبتت فعالية في صراعات بالمنطقة مثل سوريا وليبيا وناغورنو قرة باغ.

وآمال تركيا في تخفيف التوترات مع السعودية جزء من جهد إقليمي أوسع. وقالت أنقرة إنها ترى بوادر تحسن في العلاقات مع مصر والتي تدهورت منذ أطاح الجيش المصري بالرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي الذي كان مقربا من أنقرة في عام 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه.

وقال أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو في الأسبوع الماضي إن تركيا استأنفت الاتصالات الدبلوماسية مع مصر وتريد المزيد من التعاون. وقالت مصر إنها تنتظر من تركيا "أفعالا... وأهدافا تتسق مع الأهداف والسياسات المصرية".

وتدعم الدولتان طرفين متحاربين في ليبيا وطرفين متعارضين في شرق البحر المتوسط. ووقعت مصر اتفاقا بحريا مع اليونان أغضب تركيا.

وقال أردوغان إن الخطوات الأخيرة التي اتخذتها القاهرة في المنطقة كانت "دليلا على خطأ مؤقت" وإنه يؤمن بأن الشعب المصري لن يختلف مع موقف تركيا في شرق البحر المتوسط.

ومنذ المصالحة الخليجية عدلت تركيا بوصلتها تجاه الخليج أمل في فتح منافذ أوسع لتنفيس أزمتها الاقتصادية. ودعمت أنقرة الدوحة بعد قرار المقاطعة العربية والخليجية وحاولت تأجيج التوترات بين دول مجلس التعاون الخليجي لجهة استثمار أزمة الدوحة للتوسع التجاري والعسكري.

وتسعى الآن لاستثمار المصالحة لجهة تعزيز العلاقات مع دول الخليج وعلى  رأسها السعودية.

وقد تشكل صفقة طائرات مسيرة محتملة وفق ما أعلن أردوغان، منعطفا في العلاقات التركية السعودية، لكن المملكة التي اختبرت لسنوات سياسة الابتزاز السياسي والنهج الصدامي الذي يتبعه الرئيس التركي الداعم الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين، أصبحت أكثر حذرا في التعامل مع الشريك التركي.