هل وصف كورونا بالوباء العالمي سينقذ مريضا واحدا!

منظمة الصحة العالمية تعرّف الوباء العالمي على انه وضع يكون فيه العالم بأكمله معرضا للمرض وربما يتسبب في اصابة نسبة كبيرة من السكان.
كورونا يكتسح العالم فهل هو مهم وصفه بالوباء!
منظمة الصحة لا تزال ترى كورونا حالة طوارئ للصحة العامة ذات بعد عالمي
كلمة وباء عالمي ربما تتسبب بنشر الخوف والوقت غير مناسب للتركيز على الكلمات

باريس - متى يصبح انتشار المرض وباء عالميا؟ مع استمرار انتشار فيروس كورونا المستجد في انحاء العالم، ما الذي يعنيه الوباء العالمي بالنسبة لأنظمة الرعاية الصحية العالمية التي تحاول احتواء المرض القاتل؟
لم تعلن منظمة الصحة العالمية الانتشار الحالي للفيروس الذي نشأ في وسط الصين الشهر الماضي، وباء عالميا.
إلا أنها قالت ان علينا ان نستعد لذلك.
تعرف منظمة الصحة العالمية الوباء العالمي على انه وضع "يكون فيه العالم بأكمله معرضا على الارجح لهذا المرض وربما يتسبب في اصابة نسبة من السكان بالمرض"، بحسب ما قال مدير الطوارئ في المنظمة مايكل ريان.
وحذّر مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أن العالم لا يزال مهدداً بوباء عالمي. وقال "علينا أن نركّز على احتواء (الوباء)، مع القيام بكل ما هو ممكن للاستعداد لوباء عالمي محتمل".
وصرح الاثنين "في الوقت الحالي نشهد انتشارا عالميا لا يمكن احتواءه لهذا الفيروس، ولا نشهد عدد وفيات واسع النطاق".
ورغم الانخفاض الطفيف في عدد الاصابات في الصين في الأسابيع الأخيرة، تزايدت الاصابات في العديد من الدول الأخرى ومن بينها كوريا الجنوبية التي زاد عدد المصابين فيها عن 1100 شخص، وايطاليا التي سجلت اكثر من 300 اصابة مؤكدة.
والخميس اعلنت ايران عن وفيات جديدة ما رفع عددها الاجمالي الى 22 وعدد الاصابات المؤكدة الى 141 اصابة.

التسرع في وصف المرض بأنه وباء عالمي يمكن ان يضر أكثر مما ينفع

وقال تيدروس "ما نشهده هو انتشار للمرض في انحاء مختلفة من العالم تؤثر على دول بطرق مختلفة وتتطلب استجابة محددة في كل منها".
ولم تحدّث منظمة الصحة العالمية تعريفها لانتشار المرض منذ 30 يناير/كانون الثاني عندما صنفته على انه "حالة طوارئ للصحة العامة ذات بعد عالمي".
وبموجب نظام الانذار القديم الذي تعتمده المنظمة المؤلف من ست مراحل اندار، فيمكن ان تبدأ المنظمة في الاشارة الى انتشار فيروس كورونا على انه انتشار عالمي.
وصرح طارق يسارفيتش المتحدث باسم المنظمة ان "بغض النظر عن التعريفات والمصطلحات فإن نصيحتنا هي نفسها".
وبالنسبة لبهارات بانخانيا من كلية الطب في جامعة اكسيتر في انكلترا، فقد تحول فيروس كورونا الى وباء عالمي "رغم عدم تسميته بذلك".
واوضح "ستبدأ المنظمة في استخدام هذا المصطلح في مراسلاتها، المسألة مسألة وقت".
وقال ديفيد هايمان استاذ علم الامراض المعدية في كلية الصحة والطب الاستوائي ان التسميات يمكن ان تشكل عامل تشتيت للانتباه.
وقال "من الضروري فهم الوضع الراهن في كل بلد".
والمح تيدروس الى ان التسرع في وصف المرض بأنه وباء عالمي يمكن ان يضر أكثر مما ينفع.
واوضح "استخدام كلمة وباء عالمي الان لا تتناسب مع الحقائق، ولكن ربما تتسبب بنشر الخوف بالتأكيد. الوقت غير مناسب الان للتركيز على الكلمات التي نستخدمها".
واضاف انه حتى اذا تم الاعلان بأن المرض هو وباء عالمي، فإن الكلمة لوحدها "لن تمنع اصابة واحدة او تنقذ حياة واحدة اليوم".