هل وضع أمير قطر رئيس الوزراء المقال تحت الإقامة الجبرية

هالة الثناء التي رافقت الإعلان عن 'استقالة' رئيس الوزراء القطري تثير تكهنات حول أسباب إقالته أو دفعه للاستقالة وتقييد تحركاته.
نشطاء: أردوغان أصدر قرار إعفاء الشيخ عبدالله بن ناصر
غموض حول مصير الشيخ عبدالله بن ناصر بعد محاولة تصديه للنفوذ التركي في قطر
تناقض بين الثناء على أداء الشيخ عبدالله بن ناصر وقرار اقالته

الدوحة - رافقت استقالة أو إقالة رئيس الوزراء القطري الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني هالة من الشكر والثناء على جهوده وآدائه طيلة توليه منصبه حتى أن 'الأمير الوالد' الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني زاره في مقر إقامته بعد ساعات قليلة من قرار أمير البلاد تميم بن حمد تعيين الشيخ خالد بن خليفة آل ثاني خلفا له.

إلا أن هذه الهالة أثارت تكهنات بأنها محاولة للتغطية على أسباب إقالته أو دفعه للاستقالة ووضعه على الأرجح تحت الإقامة الجبرية بعد أن أفصح عن ضيقه من الضرر الذي أحدثه النفوذ التركي لقطر وأهلها ورفضه أيضا تمويل الدوحة لعمليات نقل تركيا مقاتلين مرتزقة عبر مطار غازى عنتاب إلى طرابلس دعما لحكومة الوفاق الليبية التي يهيمن عليها حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان.

وكان قرار الشيخ تميم بتعيين مقرب منه خلفا للشيخ عبدالله بن ناصر مفاجئا للجميع حيث جاء بعد 50 يوما فقط من تمثيله لقطر في القمة الخليجية الأخيرة التي احتضنتها الرياض وبعد بوادر على انفراج في الأزمة.

وتداول نشطاء قطريون وخليجيون على مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من فرضية حول أسباب إقالته وحول مصيره بعد أن أثار غضب الأمير تميم بمواقفه الميالة للمصالحة مع دول الجوار الخليجي ورفضه للنفوذ العسكري التركي في قطر.

وعبر بعض هؤلاء في تغريدات على تويتر موجهة لأمير قطر، عن استيائهم من الطريقة التي أعفي بها الشيخ عبدالله بن ناصر من منصبه ووضعه تحت الإقامة الجبرية، مشيرين إلى أنه رجل دولة يستحق التكريم لا "السجن".  

وقال فهد آل ثاني في تغريدة وجهها إلى أمير قطر وأكد فيها أنه قطري ويغرد من داخل الدوحة  "إلى سمو الأمير ماذا فعل الشيخ عبدالله بن ناصر لكلي تعفيه من منصبه بهذه الطريقة ؟؟ ولماذا وضعته تحت الإقامة الجبرية !! الشيخ عبدالله بن ناصر يستحق التكريم ولا يستحق السجن والإقامة الجبرية. اتق الله فينا وفِي شعبك الوفي وأبناء عمك الأبطال".

وكان قد تحدث في تغريدة سابقة عن أسباب الإقالة قال فيها الشيخ "عبدالله بن ناصر رجل دولة وما قاله في مجلس خاص بخصوص ضرر وتواجد القوات التركية التي أضرت قطر وأهلها لا يستحق الإعفاء بهذه الطريقة سـمـو الأمير".

ورجح آخرون أن قرار إقالة الشيخ عبدالله بن ناصر صدر عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فرئيس الوزراء المقال بات يمثل تهديدا للمطامع التركية ولأجندة التوسع في المنطقة ولجهود إنعاش المشروع الاخواني.

ولا يستبعد متابعون للشأن القطري أن يكون رئيس الوزراء المقال قد وضع فعلا تحت الإقامة الجبرية لما يمثله من ثقل سياسي ولتعارض مواقفه مع اتجاه القيادة القطرية للتصعيد حيال جيرانها الخليجيين والتمسك بسياسة التخندق في المحور التركي والتقارب مع إيران.

وتساءل هؤلاء أيضا عن التناقض بين ثناء أمير قطر على أداء وجهود الشيخ عبدالله بن ناصر واستبعاده من أي منصب بعد إقالته، فإذا كان بهذه الكفاءة والقدرة على التسيير والتعاطي مع مجمل الملفات الداخلية والإقليمية والدولية فلماذا تمت إقالته.

وكان الشيخ تميم قد نشر تغريدة على تويتر قال فيها "نشكر الأخ عبدالله بن ناصر على كل الجهود المخلصة التي بذلها في كل مواقعه على مدى السنوات الماضية والتي كان لها أثرا إيجابيا في مسيرة دولة قطر والمنجزات التي تحققت على كل الصعد برغم التحديات. الشيخ عبدالله كان جنديا من جنود قطر وسيبقى كذلك في خدمة هذا الوطن الغالي".

وفيما رأى نشطاء أن تعيين الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني رئيسا للوزراء يأتي تعزيز لمنظومة فساد قائمة، اعتبر الإعلامي القطري عبدالله العذبة في تصريح للتلفزيون الحكومي أن الخطوة تشكل ضخا لدماء جديدة في الحكومة القطرية وتعبيرا عن رؤية للتطوير والتنمية.

وأضاف أن التغيير الحكومي في توقيته يحمل رسالة، "في الوقت الذي كان البعض يستبعد بأن يحدث تطوير أو تغيير حكومي في دولة قطر" على ضوء استمرار المقاطعة.

وتابع "لكن الرسالة التي حملها تعيين سمو الأمير للشيخ خالد بن خليفة تعني بأن هناك رؤية وهذه الرؤية يتم تطبيقها وأن العمل لا يتوقف سواء أن طال الحصار أم قصر، كما قال سمو الأمير في إحدى خطاباته، فعملية التطوير والدفع بالدماء الشابة ودماء جديدة في العمل الحكومي، أمر مطلوب سواء كانت دولة قطر محاصرة من الأشقاء أو غير محاصرة ستمضي بلادنا بإذن الله بمسيرة التقدم والنماء".

وتصف الدوحة قرار المقاطعة بأنه حصار يستهدف سيادتها واقتصادها، بينما تؤكد دول المقاطعة بأنه قرار لحماية الأمن الخليجي والعربي وأنه جاء بعد أن استنفدت الدول الخليجية كل الجهود الدبلوماسية لإثناء الدوحة عن دعم وتمويل الإرهاب.

وأشار في تعليقه على تعيين الشيخ خالد بن خليفة إلى أن قطر غير متحمسة للمصالحة مع دول الجوار الخليجي وغير مستعجلة.