هل يؤثر كورونا على مداركنا العقلية؟

دراسة فريدة من نوعها تجد أن الفيروس الوبائي أدى إلى انخفاض بسيط، لكنه مستمر في الذاكرة والإدراك للمرضى الذين أصيبوا به.

واشنطن – يتبين يوما بعد يوم، رغم مرور عامين على اول تفشي لكورونا، ان الفيروس ليس مجرد فيروس تنفسي، ولكنه أيضا فيروس يمكن أن يؤثر على الأعضاء في جميع أنحاء الجسم بما في ذلك الدماغ. 

وجدت دراسة فريدة من نوعها أن كورونا أدى إلى انخفاض بسيط، لكنه مستمر في الذاكرة والإدراك للمرضى الذين أصيبوا به.

وبحسب وكالة "بلومبرغ" للأنباء، فقد أكمل 34 متطوعاً تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً، 11 مهمة عبر الكومبيوتر خلال يومين متتاليين قبل إصابتهم عمداً، عن طريق الأنف، بفيروس كورونا في أوائل عام 2021.

وعلى الرغم من أن المشاركين لم يبلغوا عن أي عجز إدراكي بعد تعرضهم الأولي لفيروس كورونا، فقد وجدت ست جولات من الاختبارات الإدراكية أن الإصابة بفيروس كورونا تسببت في انخفاضات صغيرة، لكنها مستمرة في الدرجات المعرفية.

ويضيف هذا الاكتشاف - الذي نُشر السبت في مجلة "eClinicalMedicine" إلى الأدلة على أن كوفيد - 19 ربما أدى إلى تغييرات إدراكية قابلة للقياس حتى لو لم يلاحظ المتعافون منه ذلك.

وكتب آدم هامبشاير وغريغوري سكوت، من قسم علوم الدماغ في إمبريال كوليدج لندن، واللذان شاركا في الدراسة: "ينبغي للأبحاث المستقبلية أن تدرس الآليات البيولوجية المسببة لهذه العلاقة بين الإصابة بـ(كورونا) والضعف الإدراكي، وتحديد كيفية اختلاف الأمر عما يحدث في حالات العدوى التنفسية الأخرى، واستكشاف ما إذا كانت هناك تدخلات صحية قادرة على إصلاح هذا الضعف".

ينبغي للأبحاث المستقبلية أن تدرس الآليات البيولوجية المسببة لهذه العلاقة

لكن على الرغم من ذلك، فقد أشار فريق الدراسة إلى أن المشاركين كانوا من الذكور البيض في الغالب، وهو ما قد يحدّ من إمكانية تعميم النتائج على مجموعات أخرى. إلا أنهم أكدوا على أهمية التطعيم ضد كورونا، مؤكدين أنه يخفض من خطر الإصابة بمشاكل إدراكية مستمرة إذا أصيب الشخص بالعدوى.

ويشكو العديد من الناس من إصابتهم بتشويش عقلي منذ أن تعافوا من فيروس كورونا، وتشير معطيات عديدة إلى آثار تركها وباء كوفيد-19 على عمل الدماغ لدى نسبة من المصابين.

ففي الولايات المتحدة وحدها، أفاد نحو مليون بالغ في سن العمل بمعاناتهم من صعوبة خطيرة في التذكر أو التركيز أو اتخاذ القرارات في عام 2023 مقارنة بما قبل الوباء، وفقا لتحليل صحيفة نيويورك تايمز لبيانات مكتب الإحصاء.

ولا يزال الباحثون يتعلمون عن سبب ذلك، لكن الفرضيات الرائدة تشير إلى أن فيروس كورونا المستجد قد يسبب التهابا مستمرا في الدماغ، أو تلفا في الأوعية الدموية في الدماغ، أو خللا مناعيا شديدا لدرجة أنه يؤثر على الدماغ، أو ربما مزيجا من كل ما سبق. وقد وجدت الدراسات أن أدمغة الناس يمكن أن تنكمش بعد الإصابة بكوفيد-19، وهو تغيير قد يرتبط بقضايا معرفية.

لكن الوباء ربما أثر أيضا على الإدراك بطرق أقل وضوحا. ربما تركت الأشهر أو السنوات التي قضاها الناس في المنزل، وعيش معظم حياتهم من خلال الشاشات، آثارا سلبية. على الرغم من أن المجتمع عاد الآن إلى طبيعته في الغالب، لكن صدمة العيش في أزمة صحية مرعبة وغير مسبوقة قد يكون من الصعب التخلص منها.

يذكر أن الأطباء قد حذروا من متحور جديد لفيروس كورونا يعرف بـ"إكس إي سي" XEC، وحددوا عددا من الأعراض للمرض والخطوات الاحترازية للتعامل معه.

وبحسب الأطباء، فإن المتحور الجديد تم اكتشافه لأول مرة في ألمانيا خلال الصيف، مؤكدين أنه ينتشر بسرعة، بحسب ما أفادت وسائل الإعلام البريطانية.

ونقلت صحيفة "ميرور" عن أطباء قولهم إن "أي شخص قد يعاني من سعال جديد ومستمر أو فقدان الشهية أو انسداد أو سيلان في الأنف في الأسابيع المقبلة يجب عليه البقاء في المنزل وتجنب الاتصال بالأصدقاء والعائلة".

وتتشابه أعراضه مع أعراض السلالات السابقة من كوفيد-19، بما في ذلك الحمى والتهاب الحلق والسعال وفقدان حاسة الشم وفقدان الشهية وآلام الجسم.