هل يرفع بادين العصا الأميركية عن هواوي ويمد الجزرة؟

عملاقة التكنولوجيا الصينية المتهمة بتورط محتمل في أنشطة تجسس تقودها بكين تقدم طلب استئناف في محكمة أميركية للنظر في قرار الحظر المفروض عليها في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

بكين - ترى هواوي في نهاية عهدة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وبداية عصر خلفه المنتخب جو بايدن فرصة لطي صفحة عقوبات فرملت النمو المطرد للشركة الصينية العملاقة ووضعتها في الزاوية.

وترجمت هواوي تفاؤلها عبر رفع طلب استئناف في محكمة أميركية للنظر في قرار الحظر المفروض عليها من هيئة الاتصالات الفيدرالية الأميركية.

ووضعت هيئة الاتصالات الفيدرالية الأميركية هواوي وعدد من الشركات الصينية ضمن قائمة المحظورين وفرضت عليها عقوبات تمنعها من التعامل مع الشركات الأميركية والعكس بالعكس لمنعها من حيازة تقنيات أميركية ضرورية لصناعة الهواتف الذكية بتعلة تهديدها للأمن القومي.

وترغب هواوي في استغلال انتخاب بايدن في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، لاسيما وأن التوتر مع الرئيس السابق ترامب كان السبب الرئيسي للحظر في البداية من خلال إصدار أمر رئاسي طارئ لذلك قبل تأكيد هيئة الاتصالات الفيدرالية على ذلك بشكل نهائي بعد جولة من التحريات.

من جهتها تبدو الحكومة الأميركية الجديدة مؤيدة لقرار الحظر، لكن ربما تعاود النظر في ذلك بالأشهر القادمة خاصة إذا نظرت المحكمة للقرار بأنه باطل.

وهواوي ليست وحدها المتضرر من الحظر، اذ ان منع الشركات الأميركية من بيع تكنولوجياتها لشركة بحجم العملاقة الصينية يشكل ضربة قوية لعائداتها.

ومن غير المستبعد، ان يقدم الرئيس الأميركي اعفاءات مقابل تنازلات تقوم بها مصنعة الهواتف التي كانت يوما ما صاحبة المركز الاول في السوق الاجهزة المحمولة.

هواوي
هواوي تلتقط فرصة لانهاء أكبر حصار تتعرض له منذ انشائها

والثلاثاء دعا هواوي إدارة الرئيس الأميركي الجديد إلى اعتماد "سياسة انفتاح" تجاه شركته، خلال مقابلة صحافية.

وقال رين جينغفي الذي أسس الشركة في العام 1987 "نأمل أن تعتمد الإدارة الجديدة سياسة انفتاح (تجاه هواوي) ستكون مفيدة" للولايات المتحدة.

وأصبحت هواوي الآن شركة عملاقة تمتد في العالم أجمع، فهي موجودة في 170 بلداً وتوظف 194 ألف شخص، لكنها في صلب صراع أميركي صيني خلفيته حرب تجارية وتقنية وشبهات في التجسس.

ويعود عدم ثقة بالشركة جزئياً إلى الماضي العسكري لمؤسسها وانتمائه إلى الحزب الشيوعي الصيني، ما يزيد من الشكوك في مدى نفوذ النظام الحاكم في الصين على المجموعة.

وعلى الرغم من العقوبات الأميركية، قال مؤسس المجموعة الثلاثاء إنه "يأمل التمكن من شراء عدد كبير من المعدات والمكونات والمواد الأميركية".

واعتبر أن "قدرة هواوي على الاستمرارية ازدادت" رغم الضغوطات الأميركية.

وساهم الحظر الأميركي في تراجع العملاقة الصينية بشكل كبير ونزولها للمركز الرابع في قائمة كبرى شركات الهواتف من حيث المبيعات، بجانب اجبارها على بيع العلامة التجارية للفئة المتوسطة، هونر، والتي كانت سببًا رئيسيًا في رفع مبيعاتها خلال السنوات الماضية.

كما أن تقارير جديدة ظهرت حول نية الشركة بيع خط إنتاج سلسلتي "بي" و"مايت" الرائدتين بسبب تراجع المبيعات.

وفرضت واشنطن عقوبات مشددة على هواوي تمنع مصنّعي أشباه الموصلات الأجانب من بيع رقائق مصنوعة بتكنولوجيا أميركية، إلى الشركة.

والعديد من دول الغرب حظرت معدات هواوي أو تفكر في سحبها من شبكات الجيل الخامس لمخاوف مرتبطة بتجسس صيني.

وقال مسؤولو هواوي إن الهجمات نابعة عن رغبة أميركية لإسقاط منافس تجاري ناجح.