هل تعيد قمة بغداد دور العراق الإقليمي
بغداد - أكد أكثر من نصف القادة والزعماء العرب مشاركتهم في القمة العربية الـ34 التي ستحتضنها بغداد نهاية الأسبوع الجاري، فيما تحدث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن مفاجآت مرتقبة، بينما يرى مراقبون أن قمة بغداد لن تختلف كثيرا عن سابقاتها التي لم تغادر بياناتها الختامية مربع التنديد والدعوات إلى إيجاد حلول للتوترات والأزمات التي تشهدها المنطقة.
واقترح العراق تشكيل لجنة وزارية تتولى تسوية الخلافات بين البلدان العربية، فيما يبدو أن بغداد تسعى إلى استعادة دورها الإقليمي، لا سيما وأنها لعبت دورا بارزا في تسوية عدة أزمات في المنطقة، من بينها وساطتها التي أدت إلى تقريب وجهات النظر بين إيران والسعودية قبل الاتفاق الذي أعاد العلاقات بين القوتين المتنافستين في العام 2023، برعاية من الصين.
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال اجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية اليوم الخميس إن "اللجنة تتكون من العراق والبحرين والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط والدول الراغبة في الانضمام إليها"، موضحا أنها تهدف إلى "تقريب وجهات النظر بين الأشقاء لتسوية الخلافات وتهدئة الأجواء".
ونقلت وكالة شفق نيوز الكردية العراقية عن وكيل وزارة الخارجية العراقية هشام العلوي قوله إن "مستوى الحضور في قمة بغداد لا يقل عن مستوى المشاركة في القمة السابقة التي استضافتها البحرين".
وأشار إلى أن "من أبرز المشاركين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس الفلسطيني محمد عباس ورئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد محمد العليمي، إلى جانب رؤساء من دول عربية أخرى"، بينما سيقود الوفد السوري وزير الخارجية أسعد الشيباني بعد أن عدل الرئيس أحمد الشرع عن المشاركة، إثر تصاعد الانتقادات التي وجهت إلى السوداني من قبل قوى سياسية موالية لإيران.
وتوقع المصدر نفسه أن "تتوج القمة بالإعلان عن قرارات وتوصيات تخدم العالم العربي بالنظر إلى مستوى الحضور"، وفق المصدر نفسه.
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قال في وقت سابق إن "مستوى الحضور في القمة الـ34 حتى الآن مقبول ومتعارف عليه في القمم العربية"، معربا عن أمله في أن "تكون المشاركة على مستويات أعلى وعدد أكبر، بما يتناسب مع حجم الأحداث وتطلعات الشعب العربي".
وتجري حاليًا في بغداد اجتماعات تحضيرية على مستوى كبار المسؤولين والوزراء، حيث تسلم العراق رئاسة القمة من مملكة البحرين.
وتُعقد القمة في ظل ظروف إقليمية ودولية تتسم بالعديد من التحديات، وتُعلق عليها آمال كبيرة في تعزيز العمل العربي المشترك وتحقيق نتائج ملموسة تخدم مصالح الدول والشعوب العربية.
وتتصدر الحرب على غزة ورفض تهجير سكان القطاع الفلسطيني جدول أعمال القمة، بالإضافة إلى الصراع في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع وجهود دعم لبنان وتطورات الوضع في سوريا إلى جانب الأزمة في كل من ليبيا واليمن واحتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى.
وينتظر أن تُختتم أعمال القمة بإصدار وثيقة "إعلان بغداد" التي ستجسد الموقف العربي الموحد تجاه القضايا المطروحة.
وقد يؤثر غياب بعض القادة العرب البارزين على وزن القرارات الصادرة عن القمة وتأثيرها، فيما أشارت بعض التقارير إلى غياب قادة دول مثل تونس والمغرب والسعودية والكويت وسلطنة عمان والجزائر عن الحدث.
ويلقي استمرار الخلافات بين بعض الدول العربية، حول عدة ملفات من بينها الأزمة اليمنية والأوضاع في ليبيا والسودان وسوريا، بظلالها على أجواء القمة وتعيق التوصل إلى حلول مشتركة.
وأقر وزراء الخارجية العرب في وقت لاحق من اليوم الخميس بنود جدول أعمال قمة بغداد الـ34 المقبلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، بين 5 ملفات و5 مبادرات.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي إن "الوزراء ناقشوا في الجلسة المغلقة النظر في مشروع جدول أعمال القمة ومشروعات القرارات، وإقرارها لرفعها إلى القادة العرب للنظر في اعتمادها".
وأشار إلى أن "جدول الأعمال تضمن 8 بنود رئيسية تشمل مختلف ملفات العمل العربي المشترك وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب".
وأضاف أن "هذه المشروعات سترفع إلى القادة ورؤساء الدول والحكومات في مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته الرابعة والثلاثين".
ولفت إلى أن "التقارير المرفوعة إلى القمة العربية عددها 2، شملا تقرير القمة السابقة 33، والتزامات تنفيذها وتقرير الأمين العام للجامعة عن العمل العربي المشترك".
والملف الثاني هو "القضية الفلسطينية والصراع العربي مع الكيان الصهيوني ومستجداته، ويتضمن 5 بنود بتفاصيلها".
وبحسب العوادي، سيشمل الملف الثالث "الشؤون العربية والأمن القومي ويتضمن 11 قضية أو أزمة عربية بتفاصيلها"، فيما يبحث الرابع "التغيرات المناخية والأمن العربي المشترك، ومكان انعقاد القمة العربية 35 القادمة" أما الخامس، فيتعلق بـ"مبادرات وترشيحات عربية لمناصب في مؤسسات إقليمية ودولية".
وتابع أن "المبادرات العراقية، التي أقرها وصادق عليها المجلس الوزاري لوزراء الخارجية العرب، تضم 5 مبادرات".
والمبادرات هي "تأسيس المركز العربي لمكافحة الإرهاب وإنشاء مركز عربي لمكافحة المخدرات، وآخر لمكافحة الجريمة الوطنية وغرفة التنسيق الأمني العربي المشترك، والصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار من آثار الأزمات".