هل يفتح كورونا طريقا في الدماغ للخرف؟

دراسة هولندية على القرود تجد ان مرض كوفيد-19 قد يخلف التهابا حادا في الدماغ وأثارا على علاقة بمرض باركنسون والخرف.

أمستردام - ترتفع كل يوم فاتورة الاصابة بكورونا، وبعد الرئتين والقلب والبنكرياس وجدت دراسة هولندية حديثة ان مرض كوفيد-19 قد يخلف التهابا حادا في الدماغ وأثارا على علاقة بمرض باركنسون والخرف.

ومن المعروف ان كورونا يسبب اضطرابات خطيرة في عمل الدماغ، بما في ذلك الهذيان، الذي يتجلى في الارتباك وهذيان الحمى، وضعف مؤقت في الذاكرة والقدرات العقلية.

وفي تجارب على القرود، حاول علماء الأعصاب من مركز البحوث الطبية الحيوية للقرود في ريسفيك بهولندا تفسير سبب هذه المشاكل حيث رصدوا تطور العدوى لدى أربعة قرود مكاك و4 قرود من أكلة السرطانات البحرية.

وحاول العلماء معرفة ما إذا كان بمقدور الفيروس اختراق خلايا دماغ القرود مباشرة أو التسبب أية اضطرابات واضحة في عملها.

وتعتبر الإجابة عن هذا السؤال مهمة للعلماء، إذ انهم لا يستطيعون إلى حد الآن  تحديد أسباب بعض الاضطرابات في عمل وعي وذاكرة المصابين بالفيروس التاجي. فهل يكمن السبب في تغلغل العدوى إلى الدماغ أو في حدوث خلل في وظيفة الدورة الدموية.

ورصد الفريق طيلة أسبوعين تغيرات طرأت على عمل الدماغ بعد إصابة القرود بـ"كوفيد – 19".

وقام العلماء بإطعام الحيوانات بسكر يحتوي على نظير مشع للفوسفور، الأمر الذي سمح  للباحثين بتتبع مناطق الدماغ التي تعاطت هذا السكر.

الفيروس دخل خلايا الدماغ في مختلف أقسامه

وأظهرت الأرصاد أن الفيروس دخل خلايا الدماغ في مختلف أقسامه، وعلى سبيل المثال، في المخيخ،  والقشرة الحركية والحُصين.

وعندما اخترق الفيروس دماغ قرود المكاك تطور الالتهاب وتكوّن ما يسمى بأجسام ليوي - وهي تراكمات من البروتينات التي تحدث عادة في ناقلات مرض باركنسون وبعض أشكال الخرف. وظهرت هذه المركبات حتى لدى قرود المكاك التي لم تظهر عندها أعراض واضحة للمرض.

مع ذلك، فإن العلماء لم يتمكنوا بعد من معرفة آلية دقيقة يؤثرعبرها الفيروس على خلايا الدماغ.

يذكر ان دراسات سابقة وجدتأن فيروس كورونا المستجد يمكن أن يسبب تلفا شديدا في الدماغ بسبب استجابة الجسم الالتهابية للعدوى، ويؤدي الى حدوث سكتة دماغية.

وأظهرت دراسة أميركية أخرى أن أوجاع الرأس والشعور بالتشوش وحتى الهذيان التي يعاني منها بعض مرضى كوفيد-19 قد تكون نتيجة مهاجمة فيروس كورونا المستجد الدماغ بشكل مباشر.

ووفقًا للدراسة التي قادها عالم المناعة في جامعة ييل الأميركية أكيكو إيواساكي، فإن الفيروس قادر على التكاثر داخل الدماغ، كما أن وجوده يحرم خلايا الدماغ القريبة من الأكسجين، إلا أن مدى انتشاره لم يتضح بعد.

كما حذرت دراسة بريطانية من تأثير فيروس كورونا المستجد على وظائف المخ وتدهور الحالة العقلية للمصاب بما يعادل شيخوخة الدماغ لمدة 10 سنوات.