هندة العبيدي تختار ألوانها وفي قلبها شيء من الكلمات

"عندي حلم" معرض يأتي بعد سلسلة من المعارض السابقة بفضاءات مختلفة منها "سالادان" الذي صار من تقاليد العرض بالنسبة للفنانة العبيدي.
المعرض بشهد إقبالا من قبل رواد الرواق الشهير وكذلك من خلال أحباء الفن التشكيلي وعدد من الفنانين التونسيين وغيرهم إلى جانب النقاد والإعلاميين
الفنانة كبرت مع علبة التلوين وكانت القماشة واللوحة مجالا شاسعا لرؤية العالم والآخرين وفق لون من التجريد

ضمن العمل المتواصل في سياق تجربتها الفنية التشكيلية تستعد الفنانة التشكيلية هندة العبيدي لاقانة معرضها الفني الجديد برواق "سالادان" بعنوان "عندي حلم" وذلك في الفترة من 9 إلى 23 من شهر/شباط الجاري. 
هذا المعرض يأتي بعد سلسلة من المعارض السابقة بفضاءات مختلفة منها "سالادان" الذي صار من تقاليد العرض بالنسبة للفنانة العبيدي.
وقد مثّل المعرض الفني السابق الخاص بالفنانة التشكيلية برواق "سالادان" بضاحية سيدي بوسعيد وتجربة أخرى في رصيد الفنانة العبيدي ضمن معارضها الفردية والجماعية وخاصة عبر دأبها الفني الذي تعمل ضمنه لتنجز أعمالها الفنية. المعرض شهد إقبالا من قبل رواد الرواق الشهير وكذلك من خلال أحباء الفن التشكيلي وعدد من الفنانين التونسيين وغيرهم إلى جانب النقاد والإعلاميين.
الفنانة هندة تعمل للمضي بتجربتها من خلال البحث عن ذاتها الفنية عبر السعي للتجدد، للإبداع الفني مجالات شاسعة للقول بالذهاب عميقا ضمن مسيرة ما في الحياة التي تتعدد تلويناتها وتختلف عطورها وتتعدد عباراتها وفق هذا الحيز المفتوح من الكينونة حيث الذات في حلها وترحالها ولا مجال لغير النظر والتأويل والإصداح بالأبجدية في روافدها المتعددة. والألوان كالأصوات فهي تعلو وتخفت بحسب الحالة وهنا نلمس حالات الفنان من خلال القراءات البصرية والفنية ليظل التأويل مجالا للقول بثراء الأثر الفني وممكناته الجمالية والوجدانية والإنسانية.

الرسامة هندة العبيدي تحضن طفولتها وتكتفي باللوحة المعلقة في الجدار حيث القماشة الطافحة بالشجن والممتلئة أحيانا بالبهجة العارمة

وضمن هذه الفكرة الإبداعية يظل الرسم عنوانا لافتا ضمن تجوال العين والقلب والدواخل في هذه الدروب حيث النظر بعين القلب لا بعين الوجه لتبرز الكلمات وهي تحاور العناصر وتحاولها بحثا عن ممكنات اللون والشكل والإطار في ضرب من المغامرة والذهاب بعيدا وعاليا في التراب الذي فوقه سماء.
هكذا نلج تجربة الرسامة هندة العبيدي التي نهلت منذ الطفولة الأولى من عوالم التلوين في علاقتها البريئة بعلبة التلوين لتكبر الطفلة بعد ذلك وتصبح أسيرة عوالم الرسم الجميلة طوعا وكرها فهي التي اعتبرت فن الرسم أرضها الأولى وراحت تحضن الألوان وتنظر مليا تجاه القماشة بحثا عن ذاتها التي وجدتها حالمة بالكلمات وبالغناء العالي فغدت عوالمها ملونة بالتذكر وبالنسيان.
التذكر والنسيان حالتان لألوان شتى، كون من تجريدية الحال والأحوال. هكذا تخيرت الرسامة هندة العبيدي ألوانها الملائمة وفي قلبها شيء من الكلمات والذكرى حيث كبرت مع علبة التلوين وكانت القماشة واللوحة مجالا شاسعا لرؤية العالم والآخرين وفق لون من التجريد.
التجريد يحيل على شاعرية أخاذة وهو مسافات للبوح والقول والكشف عن عذوبة أخرى في هذا السياق من جمالية العناصر والتفاصيل والأشياء.
الأكريليك فكرتها التشكيلية والتجريد مفرداتها التي أطلقتها لتقول بالحوار الجمالي مع الذات ومع الآخرين، فالفن هو هذه الكتابة المخصوصة باللون وبالأشكال الأخرى على غرار الخزف والنسيج والنحت وما إلى ذلك من الفنيات المعاصرة.

فن تشكيلي
حرقة اللون وعذاب الأسئلة وبهاء العبارة

نعم .. الرسامة هندة العبيدي تذهب في هذا السفر الملون تحضن طفولتها وتكتفي باللوحة المعلقة في الجدار حيث القماشة الطافحة بالشجن والممتلئة أحيانا بالبهجة العارمة. وبين الحالتين تغنم الطفلة الكامنة فيها شيئا من حرقة اللون وعذاب الأسئلة وبهاء العبارة.
وهكذا معرض آخر وتجربة متواصلة للفنانة هندة العبيدي ضمن السياق الفني التونسي. لقاء جديد بعنوان "عندي حلم" برواق "سالادان".