هوليوود تكشف أسرار عملية جريئة ومعقدة للموساد

فيلم "منتجع البحر الأحمر للغوص" يروي أحداثا حقيقية عن تهريب سبعة آلاف يهودي إثيوبي من السودان إلى إسرائيل.
من أكثر عمليات الموساد طولا في الوقت
مجازفة تلهم صناع السينما في هوليوود
عملية نفذها الموساد بين العامين 1981 و1985

عمان - ينتظر عشاق أفلام الجاسوسية في ابريل/نيسان القادم فيلم "منتجع البحر الأحمر للغوص" للمخرج الإسرائيلي جدعون راف الذي يروي تفاصيل "عملية الإخوة" التي نفذها الموساد بين العامين 1981 و1985.
 تدور أحداث الفيلم حول ضابط شرطة يعمل لدى الاستخبارات الإسرائيلية يحاول إنقاذ عدد من اليهود الإثيوبيين، والمحتجزين في السودان منذ أواخر السبعينيات وحتى أوائل الثمانينيات، ويقوم النجم كريس إيفانز بدور ضابط استخبارات يقود فريقا في السودان لتحرير الرهائن.
تم تصوير "منتجع البحر الأحمر للغوص" في ناميبيا وجنوب أفريقيا، ويحكي تفاصيل عن قرية عروس التي اتخذها الموساد قاعدة لعناصره؛ لتوكيلهم بالقيام بمهمات سرية خارجية، وقاموا بتهريب سبعة آلاف يهودي إثيوبي من السودان إلى إسرائيل.
 وأقام العناصر المكلفون بهذه العملية في هذا البلد المسلم المعادي للدولة العبرية بذريعة أنهم يديرون منتجعا لهواة الغطس على البحر الأحمر، ولم يكن يدور بذهن الحكومة السودانية أن "الموساد" قام في بداية الثمانينيات بإطلاق المنتجع وإدارته كغطاء لعملية غير عادية لإنقاذ آلاف اليهود الإثيوبيين العالقين في مخيمات اللاجئين في السودان، ونقلهم لإسرائيل.

وتعد "عملية الاخوة" واحدة من أكثر عمليات الموساد تعقيدا في الأحداث، وطولا في الوقت، حيث استمرت لأكثر من ثلاث سنوات. 
الفيلم من بطولة كل من مايكل هويسمان، كريس ايفانز، آلونا تال، هالي بينيت، جريج كينير، بن كينغسلي، مايكل كيه. ويليامز، وأليساندرو نيفولا.
ولطالما شكلت العمليات التي ينفذها الموساد والأجهزة الأمنية الإسرائيلية مصدر إلهام لصناع السينما في هوليوود خصوصا بفعل سيناريوهاتها المحبكة والدرجة الكبيرة من المجازفة التي تنطوي عليها.
ومن أشهر أفلام هذه العمليات "ذي انجل" (2018)، وفيه ينقل الإسرائيلي أرييل فرومن إلى الشاشة الكبيرة قصة أشرف مروان صهر الرئيس المصري السابق جمال عبدالناصر والمستشار الخاص لخلفه أنور السادات. 
وقد اتُهم بأنه عميل مزدوج للمخابرات الإسرائيلية والمصرية على السواء وبأنه أبلغ الموساد باقتراب ساعة الصفر لحرب أكتوبر في العام 1973. وتوفي أشرف مروان في 2007 في ظروف غامضة بعدما سقط من شرفة شقته في لندن.
واستلهمت أفلام عدة قصتها من عملية الملاحقة والخطف للمسؤول النازي أدولف آيشمان الذي عاش متخفيا في الأرجنتين إلى أن أمسك به الموساد ونقله إلى إسرائيل للمحاكمة على خلفية دوره في المعتقلات النازية. وآخر هذه الأفلام "أوبيريشن فيناله" خرج إلى الصالات الأميركية في 29 اغسطس/آب 2018 مع بن كينغزلي بدور آيشمان الذي قضى بالإعدام شنقا في 1962.

ويعد فيلم "ميونيخ" (2005): أشهر الأفلام عن عمليات الموساد. وقد صوّر ستيفن سبيلبرغ العملية التي أسمتها إسرائيل "غضب الله" وعمد خلالها الموساد إلى تصفية أحد عشر فلسطينيا ردا على عملية الاحتجاز الدامية لرياضيين إسرائيليين خلال الألعاب الأولمبية في ميونيخ العام 1972. ورُشح هذا الفيلم لنيل خمس جوائز أوسكار وحقق إيرادات فاقت 130 مليون دولار على شباك التذاكر.
ويروي فيلم "ذي ديبت" (2010) تفاصيل مهمة ثلاثة عملاء للموساد يحاولون الإمساك بمسؤول نازي سابق، وهو الاقتباس البريطاني الأميركي لفيلم إسرائيلي يحمل العنوان عينه خرج إلى الصالات في 2007.

وبعد "عملية الإخوة" جرى تهريب آلاف اليهود الإثيوبيين في 1984 من السودان الذي لجأوا إليه إلى إسرائيل خلال "عملية موسى" التي تعاونت في تنفيذها إسرائيل والولايات المتحدة بدعم مسؤولين سودانيين. وتدّعي لاجئة مسيحية بأن ابنها يهودي أملا في إنقاذه خلال العملية. ويروي الفيلم الفرنسي الاسرائيلي "ليف أند بيكام" (2005) مصير هذا الفتى الذي بات اسمه شلومو والمشكلات التي تعترضه في مواجهة ثقافة جديدة وحرب في الأراضي المحتلة.
ويحكي فيلم "ذي باتريوتس" (1994) للفرنسي إريك روشان قصة يهودي فرنسي تجنده أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. ويستلهم هذا العمل أحداثه من "عملية أوبرا" التي استهدف خلالها الطيران الحربي الإسرائيلي مفاعل أوزيراك (أو مفاعل تموز) النووي العراقي في 1981، وأيضا من قصة الجاسوس اليهودي الأميركي السابق جوناثان بولارد الذي سجن على مدى ثلاثين عاما لتزويده إسرائيل بآلاف الوثائق السرية بشأن أنشطة التجسس الأميركية خصوصا في البلدان العربية.