هيئة تحرير الشام تستلهم من نصر طالبان لـ'تحرير' سوريا

هيئة تحرير الشام الفرع السوري لتنظيم القاعدة يرحب بسيطرة حركة طالبان على أفغانستان بعد 20 عاما من العمل المسلح، معبرة عن تمنياتها بأن تحقق الثورة السورية نصرا مماثلا.
انتصار طالبان العسكري يحفزّ حلفائها من الجماعات 'الجهادية'
هيئة تحرير الشام غيرت ثوبها ولم تتخلى عن عقيدة تنظيم القاعدة وفكره
طالبان ترتبط بصلة وثيقة مع القاعدة وأفرعها في العالم

بيروت - رحبت هيئة تحرير الشام في سوريا الأربعاء بسيطرة حركة طالبان على أفغانستان، بعد 20 عاما من هزيمتها على يد القوات الأميركية، معتبرة ذلك درسا ملهما لها على طريق ما وصفته بـ"تحرير" سوريا.

وهيئة تحرير الشام هي جبهة النصرة سابقا الفرع السوري لتنظيم القاعدة وهي من أكبر الفصائل المسلحة بعد أن ضمت في صفوفها أفرعا أخرى وهي أيضا التنظيم الذي يهيمن على معظم محافظة ادلب آخر ابرز معقل للمعارضة السورية الموالية لتركيا.

وترتبط طالبان بصلات وثيقة مع تنظيم القاعدة الذي كان سببا في حرب قادتها الولايات المتحدة صدها وأسقطت حكمها في 2001 بعد أن تبنى هجمات 11 سبتمبر/ايلول على مركز برج التجارة العالمي في منهاتن السفلى بولاية نيويورك ومقر البنتاغون في واشنطن

وقالت هيئة تحرير الشام في بيان "إننا من شام الرباط، نبارك لإخواننا الطالبان وأهلنا في أفغانستان على هذا الفتح المبين، سائلين المولى أن يمن على الثورة السورية بنصر مؤزر، تحرر به الأرض ويسود العدل في ظل شريعة الرحمن".

وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن سيطرة طالبان على أفغانستان ستحفز الحركات الجهادية في العالم وأن الحركة المتشددة لم تقطع صلاتها بالقاعدة وربما ستلجأ إلى علاقات أوثق لكن أكثر سرية لتفادي الضغوط الدولية.

وتقول هذه التقارير إن طالبان تعلمت الدرس من التجربة السابقة ولن تقع في الخطأ نفسه الذي وقعت فيه قبل عقدين. وفي كل الحالات فإن أفرع القاعدة في العديد من المناطق بالشرق الأوسط وإفريقيا والمغرب العربي سترى في نصر الحركة الأفغانية المتشددة حافزا لصمود أطول وأن المراوحة بين العمل المسلح والتفاوض سيكون إستراتيجية مهمة وان اختلف وضع تلك الجماعات ومواطن تواجدها مع الوضع الأفغاني.   

وبعد 20 عاما على غزو تحالف بقيادة الولايات المتحدة أفغانستان وطرد حركة طالبان، التي كانت تربطها علاقة وطيدة بتنظيم القاعدة، من السلطة، سيطرت الحركة منذ الأحد إثر هجوم واسع النطاق أطلقته في مايو/ايار على أفغانستان. وانتشر مقاتلو الحركة في شوارع العاصمة كابول التي فرّ منها الرئيس الأفغاني أشرف غني.

في سوريا، تُعد هيئة تحرير الشام التي فكت قبل سنوات ارتباطها بتنظيم القاعدة، أبرز التنظيمات الجهادية إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية الذي تكبد هزائم متتالية.

وتسيطر الهيئة على نحو نصف مساحة محافظة إدلب التي تُعدّ معقلها في شمال غرب سوريا، رغم وجود فصائل إسلامية وجهادية أخرى أقلّ نفوذا في المنطقة، بينها تنظيم حراس الدين الذي يعد ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.

وظهرت جبهة النصرة في سوريا في العام 2012 وبايعت تنظيم القاعدة بعد رفضها الاندماج مع تنظيم الدولة الإسلامية. وفي 2013، أعلن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري أن النصرة هي الممثل الوحيد لتنظيم القاعدة في الأراضي السورية.

ونتيجة ضغوط داخلية، خصوصا من ناحية تأثيرها السلبي على الفصائل المعارضة كونها مصنفة "إرهابية"، أعلن زعيمها أبومحّمد الجولاني في يوليو/تموز في العام 2016 فك ارتباط جبهة النصرة بتنظيم القاعدة. وتغير اسمها بداية إلى جبهة فتح الشام ثم هيئة تحرير الشام بعد انضمام عدة فصائل صغيرة إليها.

وبرغم تغيير الاسم وإعلان فك الارتباط بالقاعدة، إلا أن نظرة دمشق والدول الغربية إلى الهيئة لم تتغير ولا تزال تُصنف مجموعة "إرهابية". وقد استهدفتها واشنطن عدة مرات. كما تشكل هدفا لمقاتلات قوات النظام السوري وحليفتها روسيا.