هيئة تحرير الشام تُعقد مهمة تركيا في المنطقة منزوعة السلاح

اتفاق بين هيئة تحرير الشام وفصائل مسلحة ينهي اقتتالا دمويا متيحا لها أيضا بسط سيطرتها على 75 بالمئة من محافظة ادلب.
هيئة تحرير الشام تهدد بتقويض اتفاق ادلب
اتفاق ادلب لم يطبّق حتى الآن بسبب رفض فصائل جهادية الانسحاب

بيروت - أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هيئة تحرير الشام عقدت الأربعاء اتفاقا أتاح لها السيطرة على المزيد من الأراضي الواقعة تحت سيطرة فصائل معارضة مسلحة في محافظة إدلب السورية وجوارها، ما جعلها تسيطر على 75 بالمئة من هذه المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.

ومن شأن هذه التطورات أن تحول دون تمكن تركيا من حماية اتفاق ادلب من الانهيار وهو الاتفاق الذي توصلت له أنقرة وموسكو في السابع عشر من سبتمبر/ايلول 2018  يقضي بإقامة "منطقة منزوعة السلاح" في المحافظة وجوارها.

وجنّب هذا الاتفاق ادلب هجوما طالما لوّحت قوات النظام السوري بشنّه.

ولم يطبق هذا الاتفاق سوى جزئيا، إذ أن الجهاديين يرفضون الانسحاب من منطقة الفصل بين الفصائل وقوات النظام.

ومن مصلحة تركيا الحفاظ على الاتفاق وتقول إن ذلك يساعد في حماية أمنها القومي، لكنها لم تنجح حتى الآن في إقناع فصائل جهادية بالانسحاب من المنطقة وسحب سلاحها الثقيل.

وقالت موسكو إن الحفاظ على الاتفاق يقع على عاتق أنقرة التي لها نقاط مراقبة في المنطقة.

وتقع هذه المناطق في شمال غرب سوريا وهي تضم محافظة ادلب إضافة إلى أجزاء من محافظات حلب وحماه واللاذقية وتقع تحت سيطرة فصائل معارضة مسلحة وأخرى جهادية.

وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان "سيطرت هيئة تحرير الشام على مناطق سهل الغاب وجبل شحشبو، الممتدة من الريف الجنوبي لمحافظة إدلب إلى الريف الشمالي لمحافظة حماه، بعد إبرام اتفاق بهذا الخصوص مع مجموعات منضوية تحت حركة أحرار الشام".

وأوضح عبدالرحمن أن هذه المنطقة الجبلية المجاورة لسهل زراعي تضم عشرات القرى والبلدات.

وبموجب هذا الاتفاق باتت هيئة تحرير الشام وهي الفرع السوري لتنظيم القاعدة، تسيطر على 75 بالمئة من نحو تسعة آلاف كيلومتر مربع، هي مساحة هذه المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.

كما أوضح أن فصائل جهادية أخرى تسيطر على 5 بالمئة من هذه المساحة، ليبقى نحو 20 بالمئة بأيدي الجبهة الوطنية للتحرير التي تضم مجموعة من الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا.

وأعلنت هيئة تحرير الشام على تطبيق تلغرام أن الاتفاق ينص على أن تحل حركة أحرار الشام نفسها في منطقة سهل الغاب غرب حماه وجبل شحشبو جنوب ادلب وأن تتبع المنطقة لحكومة الإنقاذ السورية إداريا وخدميا.

وحكومة الإنقاذ هذه هي عبارة عن إدارة محلية أقامتها هيئة تحرير الشام.

وكان الجهاديون شنوا خلال الأيام الماضية هجوما على الفصائل المعارضة أوقع أكثر من 130 قتيلا وأتاح للهيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) السيطرة على نحو 50 بلدة وقرية، خصوصا في غرب محافظة حلب.