واشنطن تؤكد القضاء على طموحات إيران النووية
واشنطن – قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث الأحد إن الضربات العسكرية الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية حققت نجاحا مذهلا وساحقا، إذ قضت على طموحات إيران النووية، بينما تؤكد طهران أن بإمكانها استئناف برنامجها النووي.
وشملت الضربات الأميركية 14 قنبلة خارقة للتحصينات وأكثر من 24 صاروخ توماهوك ومشاركة أكثر من 125 طائرة عسكرية، في عملية وصفها الجنرال دان كين رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية بأنها "عملية منتصف الليل".
وتدفع هذه العملية الشرق الأوسط إلى شفا حرب جديدة في منطقة مشتعلة بالفعل منذ أكثر من 20 شهرا، مع حروب في غزة ولبنان والإطاحة بحكم بشار الأسد في سوريا.
وقال هيغسيث للصحافيين في إفادة "تم القضاء على طموحات إيران النووية" مضيفا أن القصف لم يستهدف قوات أو مواطنين إيرانيين.
وأضاف "العملية التي خطط لها الرئيس ترامب جريئة ورائعة، إذ أظهرت للعالم أن الردع الأميركي قد عاد. عندما يتحدث هذا الرئيس، يجب على العالم أن ينصت".
محللون يرون أن إيران ستسعى إلى ردّ مدروس واسع النطاق بما يكفي ليُسمع، لكنه محسوب لتجنب التصعيد
وينتشر نحو 40 ألف جندي أميركي حاليا في أنحاء المنطقة. واستهدفت الغارات الجوية الأميركية الليلية التي أمر بها الرئيس دونالد ترامب منشآت نووية في ثلاث مناطق داخل إيران، من بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم شديدة التحصين.
وقال جيه.دي فانس نائب الرئيس الأميركي إن الولايات المتحدة نجحت في عرقلة برنامج إيران النووي، مضيفا أن الرئيس دونالد ترامب يأمل الآن في السعي إلى حل دبلوماسي.
وأضاف في حديثه لبرنامج "ميت ذا برس مع كريستين ويلكر" على شبكة (إن.بي.سي) "لا نريد إطالة أمد هذا الأمر أو توسيعه. نريد إنهاء برنامجهم النووي". وتابع "نريد التحدث مع الإيرانيين بشأن تسوية طويلة الأمد هنا".
ومع غياب تأكيد رسمي لحجم الأضرار، سرت تكهنات بأن المواد النووية الحساسة نُقلت مسبقا إلى مواقع أخرى.
وقالت الخبيرة النووية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية إيلواز فاييت إن صور الأقمار الاصطناعية التي تُظهر نشاطا في محيط فوردو "تشير إلى احتمال نقل مخزون اليورانيوم المخصّب إلى مواقع غير خاضعة لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأضافت لفرانس برس "كنا نملك معرفة، وإن غير كاملة، عن البرنامج النووي بفضل عمليات تفتيش (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)، أما الآن فلا عمليات تفتيش ممكنة".
وتابعت "أما بالنسبة للخبرات التقنية الإيرانية فلا يمكن تدميرها، إذ إن آلاف الأشخاص شاركوا في برنامج إيران النووي".
من جهته، وصف الخبير في شؤون الشرق الأوسط أندرياس كريغ الضربة بأنها "عملية عالية المخاطر ذات نتائج غير متوقعة"، بالنظر إلى تحصين المنشآت المستهدفة.
وأضاف أن "ترامب استند إلى معلومات استخبارية مفتوحة المصدر ليؤكد تدمير فوردو، في حين يؤكد الإيرانيون أن الأضرار سطحية فقط".
أما مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية علي فايز، فقال إن تدمير فوردو "لن ينهي بالضرورة البرنامج النووي الإيراني"، مشيرا إلى أن طهران أنتجت "مئات أجهزة الطرد المركزي المتطورة خلال السنوات القليلة الماضية والتي تم تخزينها في أماكن غير معروفة".
ورأى كريغ أن إيران ستسعى إلى "ردّ مدروس – واسع النطاق بما يكفي ليُسمع، لكنه محسوب لتجنب التصعيد".
ووجه الحرس الثوري الإيراني، القوة العسكرية النافذة في البلاد، تحذيرا إلى القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، الأحد.
ووفقا لوكالة أنباء فارس الإيرانية ، أكد الحرس الثوري الإيراني إن "القوات الأميركية بمهاجمتها المنشآت النووية السلمية تعني عمليا أنها قد وضعت نفسها في دائرة الخطر المباشر".
ويذكر أن لدى واشنطن العديد من القواعد العسكرية في منطقة الخليج، مثل البحرين وقطر. وتقع بعض هذه القواعد على مسافة قريبة نسبيا من إيران، ما قد يجعلها أهدافا محتملة لأي رد انتقامي من جانب طهران.
من جهته، أكد المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي الأحد، أنّ المعرفة التي اكتسبتها طهران في المجال النووي لا يمكن تدميرها.
ونقلت وكالة تسنيم عن كمالوندي قوله إنّ "على الجميع أن يعلم أن هذه الصناعة (النووية) متجذّرة في إيران، ولا يمكن اقتلاع جذور هذه الصناعة الوطنية"، مضيفا "صحيح أن أضرارا لحقت بنا، لكنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها هذه الصناعة لأذى".