واشنطن تبحث مع بغداد نشر منظومة 'باتريوت' لشل حركة إيران

الولايات المتحدة تفتقر لصواريخ باتريوت في قاعدة عين الأسد الجوية التي سقط فيها ما لا يقل عن 11 صاروخا باليستيا إيرانيا أسفر عن إصابة 50 جنديا أميركيا.

واشنطن - قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر اليوم الخميس إن الولايات المتحدة تحاول الحصول على موافقة العراق لإدخال أنظمة صواريخ باتريوت الدفاعية للبلاد للدفاع عن القوات الأميركية عقب الهجوم الإيراني على قواعدها مطلع يناير/ كانون الثاني الجاري.

وقال رئيس أركان الجيوش الأمير كية مارك ميلي خلال مؤتمر عقده مع إسبر الخميس "نحتاج نشر بطاريات صواريخ دفاعية في العراق، هي ليست موجودة هناك لأننا ما زلنا نحتاج إلى موافقة الحكومة العراقية بهذا الشأن".

ولا يوجد لدى الولايات المتحدة صواريخ باتريوت في قاعدة عين الأسد الجوية حيث سقط ما لا يقل عن 11 صاروخا باليستيا إيرانيا أسفر عن إصابة 50 جنديا أميركيا.

من جهته، أعرب إسبر عن تطلعه "لتعزيز دور حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العراق"، مشددا على أن واشنطن "تراجع باستمرار مسألة خفض عدد القوات بالعراق".
وردا على مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد في الثالث من يناير، شنت إيران ضربات بصواريخ باليستية على قاعدتي عين الأسد في الأنبار وحرير في إقليم كردستان العراق اللتين تضمان قوات أميركية.

وإثر مقتل سليماني الذي قتل معه أيضا القيادي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، تصاعدت نبرة العداء للوجود الأميركي في العراق بين القوى الشيعية العراقية وخاصة بين فصائل مقربة من إيران.

وعقب الهجوم بيومين، صوت البرلمان العراقي على قرار يطالب فيه الحكومة بإنهاء التواجد العسكري الأجنبي في البلاد.
ولاحقاً، طلبت بغداد من واشنطن إرسال وفد لمناقشة آلية الانسحاب، إلا أن الأخيرة رفضت الطلب وهددت بفرض عقوبات فيما إذا تم إخراج قواتها بصورة "غير ودية".
وينتشر نحو 5 آلاف جنود أميركيين في عدة قواعد عسكرية بأرجاء العراق، في إطار التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي الذي استأنف اليوم الخميس عملياته بالتعاون مع الحكومة العراقية بعد أسابيع من إجلاء غالبية القوات الأجنبية المتمركزة في معسكرات منتشرة بأرجاء العراق إلى أماكن أكثر أمنا داخل البلاد وخارجها، خشية تعرضها لهجمات من قبل إيران وأذرعها من الفصائل العراقية.

وقال بيان صادر عن مكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبدالمهدي الخميس إن استئناف العمليات المشتركة يأتي إلى "حين الاتفاق على شكل التعاون القادم (بين بغداد والتحالف) بما يحقق سيادة العراق على أرضه وأجوائه".

ويرفض السُنة والأكراد إخراج القوات الأجنبية وخاصة الأميركية من العراق، خشية أن تتغلغل إيران أكثر في البلد عبر فصائل مسلحة موالية لها وأحزاب شيعية مقربة منها، وفق مراقبين.