واشنطن تبدأ سحب قواتها والقوات الأجنبية من أفغانستان

بدء الانسحاب الأميركي من أفغانستان تزامن مع هجوم دموي على القوات الأفغانية، فيما قالت كابول إن طالبان نفذت ست هجمات انتحارية و62 تفجيرا خلال الأيام العشرة السابقة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 60 مدنيا وإصابة 180.
واشنطن تستعد لإسدال الستار على أطول حرب أميركية خارج الحدود
الجنرال سكوت ميلر يعلن عن إجراءات لضمان أمن أفغانستان بعد الانسحاب
واشنطن ستسلم قواعد عسكرية عتادا لا تحتاجه للقوات الأفغانية

كابول - بدأت القوات الأجنبية في أفغانستان عملية انسحاب تدريجي منظم وتسليم القواعد العسكرية والمعدات للقوات الأفغانية، في أول إشارة على استجابة الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن لتنفيذ اتفاق سابق وقعته طالبان مع إدارة سلفه الرئيس السابق دونالد ترامب، فيما تزامن هذا التطور مع هجوم دموي على القوات الأفغانية نسبته مصادر رسمية للحركة المتشددة التي تعهدت في اتفاق الدوحة بعدم شن هجمات على القوات الأفغانية والأجنبية.

وأعلن قائد القوات الأجنبية في أفغانستان الجنرال الأميركي سكوت ميلر اليوم الأحد بدء الانسحاب. وقال إنه ينفذ قرار الرئيس بايدن بإنهاء أطول حرب أميركية استنادا إلى أن هذه الحرب الطويلة في أفغانستان لم تعد من الأولويات الأميركية.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري قال بايدن إنه سيسحب القوات من أفغانستان قبل الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الذي يوافق الذكرى العشرين لهجمات المتشددين على مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) التي كانت السبب في بدء الحرب الأفغانية.

وقال ميلر إن القوات الأجنبية ستظل تمتلك "الوسائل العسكرية والقدرة على حماية نفسها بشكل كامل خلال عملية الانسحاب وستدعم قوات الأمن الأفغانية".

ويقود ميلر منذ عام 2018 القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان في حربها مع طالبان والجماعات الإسلامية المتشددة الأخرى.

وقال الأحد، إن العمل بدأ لتسليم القواعد المتبقية للقوات الأفغانية وسحب الجنود الأميركيين والتابعين لحلف الناتو من البلاد.

وأضاف ميلر للصحافيين في كابول "مع بدء سحب جميع الجنود الأميركيين، سنسلم القواعد بشكل أساسي إلى وزارة الدفاع والقوات الأفغانية الأخرى"، دون أن يسمي هذه القواعد.

وتابع "جميع قواتنا تستعد الآن للتراجع. ورسميا، فإن موعد الإخطار سيكون في الأول من مايو، لكن في نفس الوقت شرعنا باتخاذ إجراءات محلية".

ولفت إلى أن الجيش سيسلم معداته التي لا يحتاج إلى سحبها، قائلا "نتطلع لضمان أن تمتلك قوات الأمن الأفغانية القواعد والمعدات اللازمة لعملها".

ويأتي إعلان بدء سحب القوات الأجنبية، بينما أفاد مسؤولون أفغان بأن كمينا نصبه مقاتلون لحركة طالبان أسفر عن مقتل سبعة من عناصر الشرطة الأفغانية على الأقل كانوا في عداد قوة أمنية لحراسة مناجم نحاس في ولاية لوغار.

وقال ديدار لاوانغ المتحدث باسم حاكم ولاية لوغار إن "سبعة من رجال الشرطة قتلوا وجرح ثلاثة عندما نصب مقاتلو طالبان كمينا لسياراتهم في منطقة محمد اغا". كما أكدت شرطة الولاية الواقعة جنوب العاصمة كابول وقوع الهجوم.

وتملك أفغانستان التي تأثر اقتصادها بشدة بسبب عقود من الصراع والفساد المستشري، احتياطات من النحاس والحديد والكوبالت والليثيوم.

وقالت وزارة الداخلية الأفغانية الأحد إن طالبان نفذت ست هجمات انتحارية و62 تفجيرا خلال الأيام العشرة السابقة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 60 مدنيا وإصابة 180.

وأعلن بايدن في وقت سابق من هذا الشهر أنه سيتم سحب جميع القوات الأميركية المتبقية في أفغانستان بحلول الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر/أيلول، ما يسدل الستار على أطول حرب أميركية خارج الحدود.

وتأخر الانسحاب نحو خمسة أشهر منذ الاتفاق بين طالبان والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لسحب جميع القوات الأجنبية.

وقبل نحو عقد كان للولايات المتحدة ما يقارب 100 ألف جندي في أفغانستان، لكن هذا العدد انخفض إلى 2500 خلال رئاسة ترامب.