واشنطن تبدأ من الهند حملة لقطع شرايين إيرادات النفط الإيراني

نيكي هايلي تحث الهند ثالث أكبر مستورد للنفط الإيراني على إعادة النظر في علاقاتها مع إيران مذّكرة بأن الولايات المتحدة لن تستثني أي شريك تجاري من العقوبات الاقتصادية التي يبدأ تنفيذها اعتبارا من نوفمبر.

واشنطن تصعد ضغوطها على كبار مشتري النفط الإيراني
هايلي تخيّر الهند بين التعامل مع إيران أو الولايات المتحدة
مصير غامض لصفقات السلاح الأميركية للهند إذا تمسكت بالشراكة مع إيران
الهند تعتبر من أكبر مستورد للنفط الإيراني

نيودلهي - دعت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي الهند الخميس إلى إعادة التفكير في علاقاتها مع إيران، أحد مورديها الرئيسيين بالنفط، مع اقتراب فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على المشترين للنفط الإيراني.

وصعدت واشنطن ضغوطها على كبار مشتري النفط الإيراني، محذرة من أنه لن يتم استثناء أي شريك تجاري من العقوبات الاقتصادية الجديدة عندما تبدأ في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني.

وتستورد الهند الغالبية العظمى من احتياجاتها النفطية وتُعتبر إيران ثالث أكبر مورد بالطاقة للبلد البالغ عدد سكانه 1.25 مليار نسمة.

وقالت هايلي إنها تفهم أن الهند "لا يمكنها أن تغير علاقتها مع إيران خلال يوم" إلا أنها أوضحت أنها استغلت لقاءها مع رئيس الوزراء نارندرا مودي في نيودلهي لحثه على إعادة دراسة الوضع.

وصرحت لتلفزيون "ان دي تي في" بعد كلمة في نيودلهي "أعتقد كذلك أنه من أجل مستقبل الهند ولكي تكون قادرة على الحصول على موارد، فإنني أشجعهم على إعادة التفكير في علاقاتهم مع إيران".

وأضافت "أعتقد أن على الهند كصديقة أن تقرر هل إيران بلد ترغب في استمرار التعامل معه".

والشهر الماضي انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني وأعاد فرض العقوبات التي تم تعليقها مقابل خفض إيران لنشاطاتها النووية.

وقال مسؤولون أميركيون إن واشنطن ستطلب من كبار مشتري النفط الإيراني خفض وارداتهم إلى الصفر، محذرين من أنه لن يتم استثناء أحد من العقوبات عند فرضها.

وقبل الاتفاق النووي في 2015 بين إيران والقوى الست الكبرى، حصل العديد من مشتري النفط الإيراني من بينهم الهند على إعفاءات من العقوبات الأميركية.

رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني
إيران شريك تجاري تقليدي بالنسبة للهند

إلا أن وزارة الخارجية الهندية قالت الخميس إن إيران "شريك تقليدي جدا يتمتع بعلاقات تاريخية وحضارية" مع الهند.

وقال المتحدث باسم الوزارة رافيش كومال إن هايلي "لها آراؤها، وآراؤنا نحن بشأن إيران واضحة جدا".

وأكد "سنتخذ جميع الخطوات الضرورية بما فيها الحوار مع الجهات المعنية لضمان أمننا للطاقة".

وتزامنت زيارة هايلي التي تستمر يومين إلى الهند مع الإعلان أن الاجتماع الذي طال انتظاره بين وزراء الدفاع والخارجية في البلدين تأجل للمرة الثانية.

ونفت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، الشائعات عن وجود خلاف. وقالت إنه سيتم تحديد موعد جديد للاجتماع "قريبا جدا".

ورغم أن واشنطن أكدت علاقاتها العسكرية مع الهند ودورها في مواجهة صعود الصين، إلا أن نيودلهي قد تتأثر بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة في اغسطس/اب 2017 على أي بلد يتعامل مع قطاعات الدفاع والاستخبارات الروسية.

وكانت الهند، أكبر مستورد للأسلحة في العالم، تجري محادثات مع روسيا لشراء أنظمة صواريخ عندما تم الإعلان عن تلك العقوبات. وقالت نيودلهي إنها لن تؤثر على علاقاتها مع موسكو.

وقالت هايلي الخميس إن "هناك عقوبات على أي شخص أو أي بلد يتعامل مع روسيا".