واشنطن تبرئ المعارضة السورية من امتلاك أسلحة كيماوية

وزير الدفاع الأميركي يرد على اتهامات روسية تشير إلى أن واشنطن يمكن أن تسهل للمعارضة السورية تنفيذ سيناريو مضلل في ادلب يحاكي هجوما كيماويا مفتعلا تحمل بعده دمشق وموسكو المسؤولية على غرار هجمات سابقة.

سجال متواصل بين واشنطن وموسكو حول هجوم ادلب المحتمل
ماتيس يتجنب اتهام الأسد صراحة بامكانية شن هجوم كيماوي في ادلب
لا أدلة أميركية على امتلاك المعارضة السورية أسلحة كيماوية

نيودلهي - أعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الأربعاء أن البنتاغون لا يملك أي أدلة تدفعه للاعتقاد بأن فصائل المعارضة في محافظة ادلب السورية يمكن أن تلجأ إلى استخدام أسلحة كيميائية، رغم أن روسيا أعلنت خلاف ذلك.

ورفض ماتيس خلال حديثه الأربعاء إلى صحافيين أثناء توجهه إلى نيودلهي الادعاءات بأن الولايات المتحدة يمكن أن تسهَل هجوما كيميائيا ثم تحمل روسيا والنظام السوري مسؤوليته من أجل استخدام ذلك ذريعة لشن ضربات جوية.

وسبق للجيش الأميركي أن قام بعدة ضربات جوية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد هجومين مفترضين بالأسلحة الكيميائية، آخرها كان في منتصف أبريل/نيسان بمشاركة فرنسية وبريطانية.

وقال ماتيس "لدينا صفر معلومات استخباراتية تظهر أن المعارضة تملك أي قدرات كيميائية".

وأضاف "لقد أوضحنا عبر إبراز تلميحات بأن أي استخدام للأسلحة الكيميائية بطريقة ما في المستقبل قد ينسب إلى المعارضة، حسنا، لا نرى أي شيء يؤشر إلى أن المعارضة تملك هذه القدرة".

ومن بين التقارير الروسية، نقلت خدمة سبوتنيك الإخبارية الرسمية عن وزارة الدفاع الروسية أن مقاتلين من "جبهة تحرير الشام" يستعدون لاختلاق "استفزاز" وقد عمدوا إلى خطف 44 طفلا تحضيرا لاستخدامهم في عملية "خداع مضللة".

وتجنب ماتيس الحديث عما إذا كان البنتاغون يرى أي إشارات عن عزم النظام السوري استخدام أسلحة كيميائية في ادلب.

وقال "أفضل عدم الإجابة عن هذا السؤال الآن"، مضيفا "نحن متيقظون جدا".

وقالت وزارة الخارجية الروسية اليوم الأربعاء إن من واجب روسيا قتال الإرهابيين في مدينة إدلب السورية لحين "القضاء عليهم بشكل كامل ونهائي". ودعت الدول الأخرى إلى دعم ذلك الجهد.

وأضافت الوزارة في بيان أن إجراءاتها في محافظة إدلب تتماشى مع الاتفاقيات متعددة الأطراف التي تستهدف القضاء على الجماعات المتشددة.

وقالت الوزارة في البيان "ترى روسيا أن من واجبها أن تتابع عن كثب هذه الاتفاقيات وسوف تواصل تدمير الإرهابيين لحين القضاء عليهم بشكل نهائي وكامل".

والاثنين حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسد من أي هجوم "متهور" على ادلب، آخر معقل يسيطر عليه المسلحون المعارضون للنظام.

والثلاثاء حذّر البيت الأبيض من أن واشنطن وحلفاءها سيردون بشكل سريع ومتناسب على أي هجوم كيماوي جديد قد يشنه النظام السوري في ادلب لحسم المعركة التي يتوقع أن تكون الأعنف منذ تفجر الصراع السوري في 2011، في ظل إصرار موسكو ودمشق على انهاء آخر فصل من فصول الحرب.

ومنذ أكثر من شهر يحشد الجيش السوري قواته هناك وقد استقدم تعزيزات إلى هذه المنطقة، في الوقت الذي شنت فيه روسيا الثلاثاء غارات على المنطقة وصعّدت خطابها الحربي قبل هجوم متوقع للقوات الروسية.

وفي الوقت ذاته دفعت تركيا التي تدعم قوات المعارضة السورية بالمزيد من التعزيزات العسكرية الى الحدود مع سوريا بالقرب من ادلب، في تحرك اعتبر تحضيرا لتدخل عسكري مساند للفصائل الموالية لأنقرة.

وتجري محادثات على أكثر من صعيد بين الجهات الدولية المتدخلة في الصراع السوري لتجنيب ادلب هجوما دمويا ماساويا وسط مخاوف من كارثة انسانية.

كما يتردد حديث عن مساع لاخراج مقاتلي الفصائل الإسلامية المتشددة التي تعتبر فروعا لتنظيم القاعدة من ادلب لسحب الذرائع من موسكو ودمشق.

وسيجتمع ماتيس ووزير الخارجية مايك بومبيو في نيودلهي مع نظيريهما الهنديين لإجراء محادثات حول سلسلة قضايا تجارية وعسكرية.