واشنطن تبقي العقوبات على روسيا حتى تغيّر سلوكها

الولايات المتحدة تعلن استعدادها لمساعدة أوكرانيا في احتواء أي تدخل روسي في انتخاباتها الرئاسية المقررة في 2019 وبحث كل التدابير الكفيلة بالتصدي لاي تدخل روسي محتمل.

جون بولتون يهاجم مشروع نورد ستريم 2 لنقل الغاز بين روسيا وألمانيا
بوروشنكو يعتزم الترشح لولاية رئاسية ثانية
رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو تبدو أوفر حظ للفوز برئاسة أوكرانيا

كييف - قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون اليوم الجمعة إن العقوبات الأميركية على روسيا ستبقى إلى أن تغيّر موسكو من سلوكها.

ومن شأن تصريحات بولتون أن تفاقم التوتر بين موسكو وواشنطن.

وأضاف بولتون خلال مؤتمر صحفي في كييف أنه أخبر الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو بضرورة عدم تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأوكرانية العام القادم.

وفرضت واشنطن عقوبات اقتصادية على روسيا متهمة موسكو بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، لكن موسكو نفت مرارا تلك الاتهامات.

وأكد بولتون الذي يقوم بزيارة إلى كييف الجمعة أن الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة أوكرانيا في احتواء أي "تدخل" روسي في انتخاباتها الرئاسية المقررة في 2019.

وقال بولتون في ختام لقاء مع الرئيس الأوكراني "اتفقنا أنا والرئيس (الاوكراني) بترو بوروشنكو على البحث في تدابير يمكن أن تقرّها الولايات المتحدة وأوكرانيا" للتصدي لتدخل روسي محتمل.

وأضاف "يمكن أن نفعل ذلك عبر القنوات العادية لتطبيق القانون أو عبر آليات أخرى"، موضحا "نحن مستعدون للعمل مع الحكومة الأوكرانية لمنع هذا التدخل".

وينوي بوروشنكو الذي يتولى منصبه منذ 2014 أن يترشح لولاية ثانية في الربيع المقبل، لكن رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو التي سجنت خلال ولاية الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتس هي الأوفر حظا في استطلاعات الرأي الأخيرة.

وكان بولتون أكد الخميس بعد لقاء استمر خمس ساعات في جنيف مع الأمين العام لمجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي بارتوشيف أن الولايات المتحدة لن تتساهل مع أي "تدخل" روسي في انتخابات منتصف الولاية في أميركا في نوفمبر/تشرين الثاني.

وتتهم الاستخبارات الأميركية روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية في 2016 التي أوصلت دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وهذا التدخل المفترض هو موضوع تحقيق في الولايات المتحدة وانتقده ترامب شخصيا. ودائما ما نفت السلطات الروسية هذه الاتهامات.

كما انتقد بولتون الجمعة في كييف مشروع "نورد ستريم 2" لنقل الغاز بين روسيا وألمانيا عبر بحر البلطيق من دون المرور بأوكرانيا، مركزا على البعد "الاستراتيجي" لمدى الارتهان الأوروبي للغاز الروسي.

وقال بولتون في مؤتمر صحافي اثر لقائه الرئيس الأوكراني "لماذا تجعل أوروبا نفسها أكثر ارتهانا لموارد الطاقة الروسية؟".

وأعرب عن قلقه خصوصا حيال الأهمية الإستراتيجية التي يتخذها "الارتهان الشديد لروسيا للحصول على الغاز الطبيعي".

وأضاف "هناك مصادر أخرى ممكنة للغاز الطبيعي من حقول الغاز الرئيسية الموجودة في شرق المتوسط، في إسرائيل"، لافتا أيضا إلى "قدرة الولايات المتحدة على تصدير الغاز الطبيعي المسال فضلا عن مصادر أخرى ممكنة".

وهاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب مشروع "نورد ستريم 2" مرارا وتأمل مجموعة غازبروم الروسية بأن يدخل حيز الخدمة بحلول نهاية 2019.

ومن شأن المشروع أن يضاعف القدرة على نقل الغاز بين روسيا وألمانيا عبر بحر البلطيق من دون المرور بأوكرانيا.

وحتى الآن، تؤمن مجموعة غازبروم 35 بالمئة من استهلاك الاتحاد الأوروبي للغاز علما بأن نصف الشحنات تعبر أوكرانيا.

وخلال لقائها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت الماضي في برلين، اعتبرت المستشارة انغيلا ميركل أن على أوكرانيا "أن تؤدي دورا في نقل الغاز إلى أوروبا" حتى بعد بدء تشغيل خط "نورد ستريم 2".

ورأى بوتين أن المشروع "يلبي الحاجة المتنامية للاتحاد الأوروبي إلى موارد الطاقة".

وأكد الأربعاء أن الأوروبيين يبدون اهتماما بالغاز الروسي أكثر من اهتمامهم بالغاز الأميركي، مبديا استعداده لمنافسة الولايات المتحدة شرط أن تكون هذه المنافسة "عادلة".

وفي اغسطس/اب، أكد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن الولايات المتحدة يمكن أن تكون شريكا استراتيجيا للاتحاد الأوروبي في موضوع إمداده بالغاز، شرط أن تكون "الأسعار تنافسية".