واشنطن تتمسك بخيار الحوار لتثبيت الهدنة في ليبيا

الولايات المتحدة تدخل على خط الأزمة الليبية بعد تصعيد من الجانب التركي من خلال تهديد علني باستهداف الجيش الليبي في حال هاجم وحداتها العسكرية المنتشرة في طرابلس.
البعثة الأممية لليبيا تدعو أعضاء ملتقى الحوار الليبي لاجتماع طارئ من أجل بحث آخر المستجدات

طرابلس - على إثر التصعيد الأخير في ليبيا خصوصا بعد تهديد تركيا باستهداف قوات الجيش الليبي إذا حاولت مهاجمة وحداتها العسكرية المنتشرة في طرابلس، أكدت واشنطن مجددا حرصها على إنجاح مسار الحوار بين الليبيين ودعم جهود إرساء السلام بالأراضي الليبية وتثبيت الهدنة الموقعة بين طرفي الصراع.

وفي هذا الإطار أكد السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند خلال لقاء افتراضي مع رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري الإثنين، حرص بلاده على إنجاح مسار الحوار السياسي الليبي وتثبيت وقف إطلاق النار المتفق عليه بين لجنة 5+5 العسكرية.

وحسب بيان نشر على موقع المجلس الأعلى للدولة الليبي فإن اللقاء "ناقش التطورات الخاصة بالحوار السياسي وعدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك".

جاء ذلك بعد أن وجه وزير الدفاع التركي خلوصي أكار علنية خلال زيارة مفاجئة السبت إلى العاصمة طرابلس، تهديدا مباشرا لقوات القائد المشير خليفة حفتر الذي أعلن الجمعة ضرورة التحرك لطرد "الاحتلال التركي" من ليبيا.

وأكد السفير الأميركي على "تقارب وجهات النظر في معظم الملفات التي تطرق إليها اللقاء".

كما نقل البيان "حرص الطرفان على أن يؤدي مسار الحوار في النهاية إلى حالة استقرار دائمة وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وإنهاء حالة الانقسام".

في المقابل بدت تركيا من خلال تحركاتها الأخيرة متوجسة من اتفاق ليبي ليبي بدعم دولي يستثنيها خارجا ويفشل مخططاتها في بقاء أطول بالأراضي الليبية الغنية بالمحروقات وتوسيع نفوذها في العمق الإفريقي من بوابة ليبيا، حيث اعتادت أنقرة في السنوات الأخيرة على غرار ما حدث في وسوريا، تغذية الصراعات وشق جهود السلام للاستثمار في الفوضى.

وصادق البرلمان التركي هذا الشهر على قرار تمديد مهمة القوات العسكرية المنتشرة في ليبيا، في خطوة تشير إلى تجاهل أنقرة دعوات المجتمع الدولي والليبيين إلى انسحاب القوات الأجنبية وإفساح المجال لحوار ليبي ليبي بن الفرقاء.

ودعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في رسالة وجهتها البعثة الأممية إلى أعضاء الملتقى مساء الإثنين، إلى اجتماع جديد لملتقى الحوار الليبي الأربعاء، لبحث مستجدات العملية السياسية.

وحددت الرسالة موعد انطلاق الاجتماع في تمام الساعة 16:00 بتوقيت ليبيا (14:00 ت.غ).

وبينت أن الاجتماع سيبحث آخر مستجدات الحوار والخطوات القادمة وسيكون عبر تقنية الاتصال المرئي دون تقديم أية تفاصيل أخرى.

ويضم ملتقى الحوار السياسي 75 عضو، بينهم ممثلو مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة وممثلون عن قبائل وآخرون عن الشرق والغرب والجنوب وأحزاب.

ويعقد الملتقى اجتماعات على فترات متقاربة؛ بهدف التوصل إلى تسوية تنهي الانقسام السياسي والمؤسساتي القائم في ليبيا واختيار السلطة التنفيذية.

ومنتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اختتمت أعمال الجولة الأولى من الملتقى التي انعقدت بشكل مباشر في تونس وأعلنت خلالها البعثة الاتفاق على إجراء انتخابات عامة بالبلاد في ديسمبر/كانون الأول 2021.

ويسود ليبيا منذ 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وقف لإطلاق النار، لكن تحركات القوات والميليشيات التابعة لكل من تركيا وحكومة الوفاق في طرابلس تهدد بنسف الهدنة في ليبيا.

ويعاني هذا البلد منذ سنوات انقساما في الأجسام التشريعية والتنفيذية نتج عنه نزاع مسلح أودى بحياة مدنيين ونزوح كثير من السكان بجانب دمار مادي هائل.