واشنطن تتوعد بالردّ المناسب على مهاجمي قواتها في العراق

أي هجوم أميركي على مواقع ميليشيات عراقية موالية لإيران في العراق سيأخذ في الاعتبار ضرورة إبقاء قنوات التواصل مفتوحة لتسوية أزمة الملف النووي الإيراني بما يعني ردا محدودا يشكل فقط رسالة لطهران.
أوستن: واشنطن ستقوم بما يلزم للدفاع عن نفسها بعد مهاجمة قواتها في العراق
بايدن أقل حماسة من ترامب في مواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة
إيران نجحت في جرّ بايدن إلى لعبة 'القط والفأر' في الساحة العراقية
بايدن لا يريد أن يقع في فخ الاستفزازات الإيرانية لفسح المجال للدبلوماسية

واشنطن - توعدت الولايات المتحدة اليوم الأحد بالردّ على من استهدفوا مصالحها وقواتها في العراق بهجمات صاروخية في الفترة الأخيرة، وذلك في الوقت والمكان المناسبين.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن بلاده ستفعل ما تراه ضروريا للدفاع عن مصالحها بعد هجوم صاروخي في الأسبوع الماضي على قاعدة عين الأسد الجوية العراقية التي تستضيف قوات أميركية وعراقية إلى جانب قوات تابعة للتحالف.

وقال "سنوجه ضربة، لو اعتقدنا أننا في حاجة لذلك في الوقت والمكان الذي نختاره. نطالب بحقنا في حماية قواتنا"، مضيفا في حديث لشبكة 'إيه.بي.سي' الإخبارية، أن الولايات المتحدة حثت العراق على التحقيق سريعا في الحادث الذي وقع بمحافظة الأنبار في غرب البلاد وتحديد المسؤول عنه. وقال مسؤولون أميركيون إن فصائل مدعومة من إيران هي التي نفذت الهجوم على ما يبدو.

وعندما سئل الوزير الأميركي هل وصلت رسالة لإيران بأن الرد الأميركي لن يمثل تصعيدا، قال الوزير إن طهران قادرة على تقييم الضربة والأنشطة الأميركية، مضيفا "ما ينبغي أن يستخلصوه من هذا، مرة أخرى، هو أننا سندافع عن جنودنا وأن ردنا سيكون محسوبا. سيكون ملائما ونأمل أن يختاروا القيام بالأمر الصائب".

ولم ترد تقارير عن إصابات بين العسكريين الأميركيين بعد الهجوم، لكن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قالت إن متعاقدا مدنيا أميركيا توفي بعد معاناته من "نوبة قلبية" خلال احتمائه من الصواريخ.

وقال مسؤولون عراقيون إن 10 صواريخ سقطت في القاعدة، لكن البنتاغون كان أكثر تحفظا وقال إن القاعدة شهدت 10 انفجارات.

وقالت الوزارة إن الصواريخ أطلقت من مواقع عدة على ما يبدو شرقي القاعدة التي كانت هدفا أيضا لهجوم بصواريخ باليستية من إيران مباشرة العام الماضي.

ووجهت القوات الأميركية ضربات جوية على منشآت بنقطة مراقبة حدودية في سوريا في فبراير/شباط تستخدمها فصائل مدعومة من إيران منها كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء.

وخلال حكم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، شنت الولايات المتحدة عدة ضربات جوية تسبب بعضها في مقتل عدد من عناصر حزب الله وكان ذلك ردا على هجمات صاروخية شنتها ميليشيات عراقية موالية لإيران.

ويبدو الرئيس الحالي جو بايدن أكثر ميلا للتهدئة وقد أبدى رغبته في العودة للاتفاق النووي الذي انسحب منه سلفه (ترامب) في مايو/ايار 2018 وأعاد بموجب الانسحاب فرض عقوبات مشددة على إيران.

ويسود التوتر في الساحة العراقية منذ تصفية واشنطن في يناير/كانون الأول 2020 قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراق أبومهدي المهندس في غارة بطائرة مسيرة على موكبهما على طريق مطار بغداد الدولي.

وتوعدت إيران كما الفصائل الشيعية المسلحة التابعة لها في العراق بالانتقام لمقتل سليماني والمهندس.

وفي الوقت الراهن ثمة شدّ وجذب بين الطرفين، بسبب الرغبة في تسوية أزمة الملف النووي ورفع العقوبات. وتسعى طهران للاحتفاظ بورقة الضغط في الساحة العراقية وتحرك من حين إلى آخر ميليشياتها لتذكر الإدارة الأميركية الجديدة أنها قادرة على إلحاق الأذى بقواتها ومصالحها في المنطقة.

وتتحرك طهران على أكثر من جبهة خارجية لزيادة الضغط على واشنطن من أجل تحسين موقفها التفاوضي، بينما ترخي إدارة بايدن الحبل لجرّ الجمهورية الإسلامية للتفاوض ولحل دبلوماسي لا يظهرها بمظهر من قدم تنازلات.

وأي تنازل تقدمه الإدارة الديمقراطية قد يحسب عليها ويجعلها عرضة لانتقادات داخلية وضغوط شديدة خاصة أن الجمهوريين يعارضون بشدّة إنهاء سياسة الضغوط القصوى التي اتبعها ترامب لكبح أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.