واشنطن تجلي جنودها من ليبيا على متن فرقاطات

تطور الأوضاع الأمنية في ليبيا يجبر الولايات المتحدة على نقل رعاياها من القيادة العسكرية في أفريقيا تزامنا مع تقدم قوات حفتر نحو العاصمة طرابلس.
الأمم المتحدة تؤكد عقد المؤتمر الوطني رغم العمليات العسكرية
دخول مدينة الزاوية أخر قوات حفتر من الوصول إلى العاصمة

واشنطن - أكدت القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا "أفريكوم"، اليوم الأحد، إجلاء جنود أميركيين كانوا يتولون مهمة دعم مؤقتة للقيادة الأميركية الإفريقية، من ليبيا، استجابة للظروف الأمنية.

وقالت "أفريكوم"، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إن عملية نقل مجموعة من القوات الأميركية يأتي استجابة للظروف الأمنية في ليبيا.وجاء البيان بعد أن شهدت قرية البلم سيتي، والمعروفة بقرية النخيل بمنطقة جنزور، غرب العاصمة الليبية طرابلس، عملية إجلاء قيل إنها لموظفين أجانب بواسطة فرقاطة.
ونقل البيان عن توماس وولدهوسر، قائد القيادة الأميركية الإفريقية، قوله " الأوضاع الأمنية على الأرض في ليبيا تزداد تعقيدًا ولا يمكن التنبؤ بها".
غير أنه شدد على أنه رغم تعديل عدد القوات ـ بعد عملية الإجلاء ـ "سيستمرون في الحفاظ على دعمهم (لليبيا) في إطار الإستراتيجية الأميركية الحالية".

وتعتبر قرية النخيل، المقر الرئيسي لأغلب المنظمات الدولية ومن بينها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، التي يرأسها غسان سلامة، وكذلك مقرا لبعض السفراء الأجانب.
وتتضمن مهمة القيادة الأميركية الإفريقية في ليبيا، الدعم العسكري للبعثات الدبلوماسية وأنشطة مكافحة الإرهاب، وتعزيز الشراكات وتحسين الأمن في جميع أنحاء المنطقة. 
وشن طيران تابع لقوات المشير خليفة حفتر، الذي عينه مجلس النواب المنتخب قائدا عاما للجيش الليبي، اليوم الأحد غارة جوية على معسكر تابع لقوات حكومة الوفاق جنوب طرابلس، في خطوة جديدة لعملية استعادة العاصمة.

ونقلت "قناة الأحرار" الليبية الأحد عن مصدر عسكري قوله إن "طيران حفتر شن غارة جوية قرب معسكر النقلية جنوب طرابلس دون خسائر بشرية".

وكان المشير خليفة حفتر أمر قواته يوم الخميس الماضي بالزحف إلى طرابلس "لتطهيرها من الإرهابيين والمرتزقة" وسط تحفز من حكومة الوفاق لصد أي تهديد.

وقال مراقبون للشأن الليبي أن تأخر قوات حفتر في السيطرة على طرابلس كان سببه الرئيسي تراجع أحدى المجموعات المسلحة المحلية عن رأيها في آخر لحظة عن الاتفاق الذي عقدته مع قوات الجيش بالدخول إلى مدينة الزاوية الساحلية، دون إطلاق عيار ناري واحد.
وعوضا عن تمركز القوات غرب العاصمة ـ ضمن ما نص عليه الاتفاق ـ حاصرت مجموعة مسلحة تابعة لمدينة الزاوية قوات حفتر، وأسرت البعض منهم وصادرت أسلحتهم.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن تحالف المجموعات المسلحة المتصارعة أخر وصول قوات حفتر إلى طرابلس.

وأضافت أن ما حدث في مدينة الزاوية كان بمثابة تذكير واضح بعدم استقرار التحالفات بين الجماعات المسلحة التي اجتاحت ليبيا منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في عام 2011 - بما في ذلك تلك التي تصطف خلف حكومة الوفاق.

الجيش الوطني الليبي لم يكن يعلم بوجود جنود أميركيين في طرابلس لحماية البعثات الدبلوماسية
الجيش الوطني الليبي لم يكن يعلم بوجود جنود أميركيين في طرابلس لحماية البعثات الدبلوماسية


وكان التحول الأكثر أهمية في مجريات عملية السيطرة على طرابلس، إعلان الجيش الليبي أمس السبت توغلها داخل الضواحي الجنوبية للعاصمة وإعلانها السيطرة على المطار الدولي القديم الذي دمرته المعارك عام 2014.
ويأتي التصعيد العسكري في ليبيا مع تحضيرات الأمم المتحدة، لعقد مؤتمر للحوار في مدينة غدامس الليبية (جنوب غرب)، بين 14 و16 أبريل الجاري، ضمن خريطة طريق أممية لحل النزاع في البلد العربي الغني بالنفط. 

وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة السبت، أن هذا المؤتمر الوطني سينعقد رغم العمليات العسكرية المستمرة.

وقال خلال مؤتمر صحافي في طرابلس "نحن مصرّون على عقد" المؤتمر بين الأطراف الليبيين "في موعده المقرر إلا إذا أرغمتنا ظروف قاهرة" على عدم عقده.

ومنذ 2011، تشهد ليبيا صراعا على الشرعية والسلطة يتمركز حاليا بين حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، في طرابلس (غرب)، وقائد قوات الشرق خليفة حفتر، المدعومة من مجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق (شرق).