واشنطن تحث على إيقاف استهداف المحتجين في العراق

المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تؤكد على حق العراقيين في تقرير مصيرهم مؤكدة استعداد بلادها لتحشيد الرأي العام الدولي لمواجهة عمليات القتل الممنهجة.

واشنطن - دعت وزارة الخارجية الأميركية، الخميس، إلى ضرورة إيقاف استهداف المحتجين في العراق، فيما أكدت حق العراقيين في تقرير مصيرهم.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة مورغان أوتاغوس، في تصريح لقناة "الحرة" الأميركية، إنه "عندما يحتج الناس بطريقة سلمية فنحن مقتنعون بحرية تقرير المصير لهم، بمن فيهم العراقيون".
وأضافت أنه "يجدر بالدول السماح للمحتجين بالتعبير عن رأيهم، فهم يطالبون بحكومة جيدة وبشفافية، ونحن ندعم كل هؤلاء في دول العالم، بما فيها العراق، لأنهم يريدون محاسبة الحكومات".
وتابعت أوتاغوس: "ندعم المتظاهرين السلميين الذين يحاولون تحسين مستوى معيشتهم، نريد من الحكومات أن تقوم بعملية إصلاح، وأن تتصرف بطريقة مسؤولة، وأن تخضع للمساءلة في أي مكان بالعالم".
وحول استهداف الناشطين العراقيين من قبل المليشيات المسلحة، أبدت أوتاغوس استعداد بلادها لتحشيد الرأي العام الدولي إزاء ما يجري من عمليات قتل ممنهج.
وأردفت: "اتخذنا بعض الخطوات مؤخرا، ومستمرون بالدفع في هذا المجال دبلوماسيا".

اتخذنا بعض الخطوات مؤخرا، ومستمرون بالدفع في هذا المجال دبلوماسيا

واستطردت: "لا يمكن للولايات المتحدة دائما أن تضمن أمن الناس بشكل كامل، ولكن يمكننا العمل مع الأوروبيين والدول الديمقراطية الأخرى بالعالم، بأن نجمعهم في الأمم المتحدة والمحافل الدولية، وندعو إلى محاسبة هذه الأنظمة التي تقتل المتظاهرين السلميين".
والأربعاء، أشار تقرير عن "التظاهرات في العراق" أصدره مكتب حقوق الإنسان التابع لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي"، أن "انتهاكات حقوق الإنسان والإساءات مستمرة، بما في ذلك الاستخدام غير المشروع وغير المناسب للقوة، وسوء المعاملة وانتهاكات الحقوق الإجرائية للمتظاهرين المعتقلين".
وتستمر حالات الخطف والاغتيال في العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى التي تشهد تظاهرات احتجاجية منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بشكل لافت للنظر، وتطول ناشطين مدنيين ومسعفين ومسعفات وعاملين في مجال حقوق الإنسان.
وفي المقابل حذرت قيادات عسكرية اميركية من اصرار المجموعات المرتبطة بايران من استهداف القواعد العسكرية التي تستضيف جنودا اميركيين وذلك قبل يوم من سقوط صاروخي كاتيوشا "في المحيط الخارجي" لمطار بغداد الدولي دون وقوع خسائر.

المجموعات الموالية لايران في العراق
الجماعات المرتبطة بايران اتهمت باستهداف القواعد الاميركية خلال الاحتجاجات

وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في المنطقة بسبب العقوبات الاقتصادية الأميركية التي تلحق ضررا بالغا بإيران.
وتبادل الطرفان الاتهامات بخصوص هجمات على منشآت نفطية ومخازن أسلحة خاصة بفصائل مسلحة إضافة لقواعد عسكرية تستضيف قوات أميركية.
وفي المقابل اتهمت فصائل عراقية شبه عسكرية الولايات المتحدة وإسرائيل بقصف مخازن أسلحتها وقواعدها.
وتنضوي معظم الفصائل الشيعية العراقية المسلحة تحت لواء قوات الحشد الشعبي وهي مظلة لها حلفاء في البرلمان والحكومة.
ومع أن قوات الحشد الشعبي تتبع نظريا رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي  (المستقيل من منصبه) فإن لها هيكل قيادة خاص خارج الجيش.
وتخللت احتجاجات العراق أعمال عنف خلفت ما لا يقل عن 487 قتيلا وأكثر من 17 ألف جريح استنادا إلى أرقام مفوضية حقوق الإنسان (رسمية) ومصادر طبية وأمنية.
والغالبية العظمى من الضحايا هم محتجون سقطوا، وفق المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية، في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل "الحشد الشعبي" لهم صلات مع إيران، المرتبطة بعلاقات وثيقة مع الأحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد.
لكن "الحشد الشعبي" ينفي أي دور له في قتل المحتجين.
وأجبر المحتجون حكومة عادلعبد المهدي على الاستقالة، مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، ويصرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.