واشنطن تحث عون على تشكيل حكومة تلبي مطالب اللبنانيين

رئيس البرلمان نبيه بري يدعو لجلسة الأسبوع المقبل لدراسة مسودة تشريع يتعلق بسرية المصارف واسترداد أموال الدولة المنهوبة.

بيروت - حث الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره اللبناني ميشال عون اليوم الخميس، على تشكيل حكومة لبنانية جديدة تستجيب لحاجات المتظاهرين اللبنانيين، في وقت ينتظر فيه الشارع كلمة جديدة سيلقيها عون هذا المساء، بعد آخر خطاب له أثار جدلا واسعا وانتهى باشتباكات خلفت أول قتيل في الاحتجاجات التي دخلت شهرها الثاني.

وقالت رئاسة الجمهورية اللبنانية على صفحتها على تويتر إن "الرئيس عون تلقى برقية تهنئة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمناسبة الذكرى السادسة والسبعين للاستقلال، الذي أكّد فيها على استعداد الولايات المتحدة للعمل مع حكومة لبنانية جديدة تستجيب لحاجات اللبنانيين".

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية) عن ترامب في برقيته لعون أن علاقات الصداقة التي تربط الشعبين اللبناني والأميركي قوية.

ويعيش لبنان أزمة سياسية كبيرة وسط احتجاجات حاشدة دفعت رئيس الوزراء سعد الحريري للاستقالة يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وينتظر اللبنانيون الذين نزلوا للشوارع احتجاجا على الفساد وتردي الأوضاع الاقتصادية منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي، خطاب عون الذي سيتوجه فيه برسالة إلى المتظاهرين في وقت لاحق مساء الخميس، للحديث عن أبرز التطورات الراهنة والمستجدات على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

والأربعاء الماضي، شهدت الشوارع اللبنانية موجة احتقان كبيرة بسبب الخطاب الذي ألقاه عون والذي قال المتظاهرون إنه مستفز ولا يعكس خطورة الأزمة التي تعيشها البلاد. وأدت المظاهرات التي خرجت بعد كلمة عون إلى اشتباكات بين المحتجين وقوات الامن والجيش انتهت بمقتل الناشط علاء أبو فخر ما زاد الوضع تأزما.

وتوجه المتظاهرون نحو القصر الرئاسي ببعبدا تعبيرا عن رفض خطاب الرئيس الذي طالبوه بالاستقالة هو الآخر بعد مطالبتهم باستقالة صهر ووزير الخارجية جبران باسيل.

ومن المنتظر أن يعلن عون خلال الخطاب الذي يأتي بمناسبة احتفال لبنان بالذكرى 76 لاستقلال البلاد عن الاحتلال الفرنسي في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1943، عن قرارات تخص الحكومة الجديدة وسط استمرار الأزمة السياسية مع تأخر الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة الجديد.
وأعلنت الرئاسة إلغائها مراسم الاحتفال في قصر بعبدا وقالت "إنه نظرا إلى الأوضاع الراهنة في البلاد، لن يقام حفل الاستقبال التقليدي السنوي في القصر الجمهوري في بعبدا لمناسبة عيد الاستقلال".

hgg
المحتجون في بيروت منعوا النواب من مناقشة قوانين مثيرة للجدل في البرلمان 

واستقبل عون الخميس السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه وأطلعه على نتائج اجتماع باريس الثلاثي، الفرنسي-الأميركي-البريطاني الذي عقد الأربعاء، حول الأوضاع في لبنان، حسب بيان للرئاسة اللبنانية.
وفي سياق متصل، دعا رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، الخميس، لجان المال والموازنة والإدارة والعدل بالبرلمان، إلى جلسة مشتركة، قبل ظهر الأربعاء المقبل، لدراسة اقتراحات القوانين المتعلّقة بسريّة المصارف.
وستشهد الجلسة دراسة اقتراحات القانونين المتعلّقين باسترداد الأموال المنهوبة، وفق ما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام.

وقالت الوكالة إن بري دعا "لجنتي المال والموازنة والإدارة والعدل إلى جلسة مشتركة عند العاشرة من قبل ظهر الأربعاء 27 الحالي لدرس اقتراحات القوانين المتعلقة بسرية المصارف واقتراحي القانونين المتعلقين باسترداد الأموال المنهوبة".

ويعد هذا استجابة لجزء من مطالب المحتجين الذين يتهمون النخبة الحاكمة بالمسؤولية عن تفشي الفساد وإدخال البلاد في أزمة اقتصادية حادة.

والثلاثاء، أجّل البرلمان جلسة كانت مقررة لبحث مشاريع قوانين مثيرة للجدل، بعد أن منع المحتجون النواب من حضورها.

وكان من المقرر أن تعيد الجلسة انتخاب أعضاء اللجان ومناقشة قانون عفو قد يؤدي إلى إطلاق سراح مئات السجناء.

ويشعر المحتجون بالغضب لأن أعضاء البرلمان لا يلبون مطالبهم المتعلقة بالإصلاح.

وفي وقت لاحق الأربعاء، أحال الادعاء اللبناني وزيرا في حكومة تصريف الأعمال ووزيرين سابقين للاتصالات إلى المحاكمة في اتهامات بتبديد المال العام ضمن أول الدعاوى القضائية ضد مسؤولين كبار منذ بداية الاحتجاجات.