واشنطن تحذر رعاياها في إسرائيل من تصعيد في الضفة وغزة

الحكومة الإسرائيلية تعتزم بدء إجراءات ضم المستوطنات بالضفة الغربية في الأول من يوليو المقبل وتوقعات بتصعيد خطير مع استعدادات جيش الإحتلال لمواجهة مع الفلسطينيين.

تل أبيب - حثت السفارة الأميركية في إسرائيل اليوم الخميس الأميركيين الذين يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة أو يفكرون في السفر إليهما على توخي المزيد من الحذر.

وحذرت السفارة من احتمال وقوع أعمال عنف في الوجهات السياحية أو عند نقاط التفتيش أو الأسواق، دون إنذار مسبق. ونصحت حاليا بعدم السفر إلى قطاع غزة والتحلي بـ"درجة عالية من اليقظة".

وجاء في بيان السفارة الأميركية "يجب على مواطني الولايات المتحدة النظر بعناية إلى المخاطر التي تهدد السلامة الشخصية عند التفكير في زيارة المواقع التي قد تكون وجهات محتملة" للعنف.

وتٌخطط الحكومة الإسرائيلية لضم المستوطنات اليهودية ومنطقة غور الأردن ذات الأهمية الاستراتيجية في الضفة الغربية، وذلك وفقا لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط.

وتثير الخطط الإسرائيلية جدلا واسعا على المستويين الإقليمي والعالمي.

وهناك مخاوف من اندلاع أعمال عنف جديدة في المنطقة إذا مضت الحكومة الإسرائيلية قدما في خططها. وتعتزم الحكومة تقديم التشريع الخاص بالضم إلى الكنيست بداية من تموز/يوليو.

والأسبوع الماضي، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس حل القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية الاتفاقيات الموقعة، بما فيها الأمنيّة، مع إسرائيل والولايات المتحدة، بسبب قرار إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية. 

وفي هذا السياق حذر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات من لجوء تل أبيب إلى العنف، قائلا في تصريحات للإذاعة الفلسطينية الرسمية إنه "بعد قرار القيادة الفلسطينية بوقف العمل بالاتفاقيات مع إسرائيل فإن إسرائيل تخطط للتصعيد الميداني ومحاولة نشر الفوضى". وطلب عريقات تدخلاً دولياً للجم إسرائيل.

ومن المتوقع أن تشكل عملية ضم المستوطنات إذا أقدمت إسرائيل عليها، تحولا تاريخيا فاصلا في عملية السلام في المنطقة، سينجر عنه تحرك فعلي من السلطة الفلسطينية التي تتوقع إمكانية انهيارها مع التصعيد.

وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية، اليوم الخميس "في غضون أسبوعين، بينما لا تزال إسرائيل في خضم جائحة فيروس كورونا وتداعياته الاقتصادية، سيتم وضع القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى، استعدادا للنزاع المسلح مع السلطة الفلسطينية وقوات الأمن الفلسطينية والخلايا المحلية، وأعداد كبيرة من المتظاهرين".
وأضافت "كل شيء ممكن بالنظر إلى الإعلان المتوقع من الحكومة الإسرائيلية عن ضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن".
وتابعت الصحيفة "تتم دراسة جميع السيناريوهات المحتملة، حيث يخطط الجيش لدرجات متفاوتة من العنف، بدءًا من الانتفاضة الشعبية إلى المواجهة الشاملة".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أعلن إن عملية الضم ستبدأ في الأول من يوليو/تموز المقبل.
وأضافت الصحيفة "تأخذ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، المخاطر على محمل الجد، يراقب جهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش الإسرائيلي السلطة الفلسطينية وسكانها ويجهزون أنفسهم للأيام الصعبة المقبلة".
وتابعت "أكمل الجيش للتو، سلسلة من التدريبات التي شملت نشر قوات كبيرة، وقد تم إطلاع القادة، ويجري إعداد عشرات الآلاف من الجنود في الوحدات النظامية والاحتياطية للانتشار في أول علامة على العنف".
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قد أكد في مقابلة مع صحيفة "إسرائيل اليوم" نشرتها الخميس، عزم حكومته ضم أراضي بالضفة الغربية المحتلة، ولكنه أشار إلى أن سكانها من الفلسطينيين سيبقون في جيوب، تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية.
وقال نتنياهو "إذا وافق الفلسطينيون على السيطرة الأمنية الإسرائيلية على جميع أنحاء الأراضي، فسيكون لديهم كيانهم الخاص الذي حدده ترامب كدولة".

وتتضمن خطة ترامب للتسوية في الشرق الأوسط، المعروفة ب"صفقة القرن" إقامة دويلة فلسطينية في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وعدم تفكيك المستوطنات، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل، والأغوار تحت سيطرة تل أبيب.

كما ألغت الخطة عودة اللاجئين الفلسطينيين، إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948، رغم وجود قرارات دولية تطالب بعودتهم.