واشنطن تحذر طهران من خطر التبعية لموسكو

مسؤول أميركي يقول إن السبب الأساسي للتقارب الراهن بين روسيا وإيران هو أن كليهما يخضع لعقوبات ويسعى لكسر عزلته السياسية.
واشنطن

حذرت الولايات المتحدة إيران من مغبة "المخاطرة بالتبعية لروسيا" داعية إياها إلى نسج "علاقات اقتصادية جديدة مع دول أخرى في العالم".
وشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا في قمة روسية-إيرانية-تركية في طهران التي بحثت بالأساس الوضع في سوريا والحرب في أوكرانيا.
والتقى بوتين خلال القمة نظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني إبراهيم رئيسي، إلى جانب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي.
ودعا خامنئي الرئيس الروسي إلى تعزيز "التعاون على المدى الطويل" بين إيران وروسيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن "إيران وحّدت الآن مصيرها مع عدد صغير من الدول التي لبست في البدء لبوس الحياد لتدعم في نهاية المطاف الرئيس بوتين في حربه ضد أوكرانيا والشعب الأوكراني.
وامتنعت إيران في آذار/ مارس المنقضي عن التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة "يدين موسكو لغزوها أوكرانيا".
وعلق ممثل إيران لدى الأمم المتحدة على امتناع إيران عن التصويت وقتها بأن "القرار الذي تم تقديمه يفتقر لعناصر الحياد والآليات الواقعية لحل القضية بالوسائل السلمية".
وصوتت روسيا وبيلاروس وسوريا وكوريا الشمالية وإريتريا ضد القرار، فيما وامتنعت 35 دولة عن التصويت بينها وإيران والعراق وباكستان الصين والهند وجنوب إفريقيا وكازاخستان وكوبا وإفريقيا الوسطى.

روسيا وإيران لا تثقان فعليا ببعضهما البعض وتتنافسان في مجال الطاقة 

وأضاف برايس أن السلوك الإيراني يجعل الجمهورية الإسلامية في "تبعية نسبية لدولة مثل روسيا".
واقترح أن تعود طهران إلى اتفاق فيينا الذي أبرمته إيران والدول الست الكبرى في 2015 بشأن برنامجها النووي، والذي أتاح رفع عقوبات كانت مفروضة على طهران مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
وتعثرت المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق عام 2018.
وتصر طهران على أن ترفع واشنطن العقوبات المفروضة على الحرس الثوري الإيراني، بينما ترفض إدارة الرئيس جو بايدن المطلب الإيراني.
وكشفت الولايات المتحدة مؤخرا معلومات استخبارية مفادها أن طهران تعتزم تزويد الجيش الروسي بطائرات مسيّرة قتالية لتمكينه من التصدي للعتاد الغربي الذي يتدفق على أوكرانيا.
وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" وليام بيرنز، الأربعاء، إن السبب الأساسي للتقارب الراهن بين روسيا وإيران هو أن كليهما يخضع لعقوبات "ويسعى لكسر عزلته السياسية".
وأضاف بيرنز الذي ساهم في إبرام اتفاق فيينا، أنه "إذا كانت روسيا وإيران بحاجة إلى بعضهما البعض، فإنهما لا تثقان فعليا ببعضهما البعض، إذ إنهما تتنافسان في مجال الطاقة وهما متنافستان عبر التاريخ".
وفي حزيران/ يونيو الماضي نقلت صحيفة فاينانشال تايمز عن مسؤول إيراني قوله "حرب أوكرانيا هدية من الله لإيران".
وأفادت الصحيفة أن "خبرة طهران في الوصول إلى الأسواق السوداء في العالم، رغم العقوبات الطويلة المفروضة عليها، مطلوبة حاليا لروسيا لأن الحرب في أوكرانيا تقدم  لإيران فوائد غير متوقعة".