واشنطن تحذر من الاستغلال السياسي لاحداث عاليه في لبنان

الولايات المتحدة تتوقع أن تتعامل السلطات اللبنانية مع الأمر بطريقة تحقق العدالة دون تأجيج نعرات طائفية ومناطقية بخلفيات سياسية في اول رد من قبل جهة اجنبية على الاحداث.
واشنطن دعت الى المراجعة القضائية العادلة والشفافة من دون أي تدخل سياسي

بيروت - حذرت السفارة الأميركية في لبنان، الأربعاء، من أي محاولة لـ"الاستغلال السياسي" لأحداث منطقة "عاليه"، جنوب شرق العاصمة بيروت، التي وقعت في 30 يونيو/حزيران، وشهدت مواجهات مسلحة بين فريقين سياسيين.
جاء ذلك في بيان للسفارة، شددت فيه على دعم واشنطن لـ "المراجعة القضائية العادلة والشفافة من دون أي تدخل سياسي".
وقال البيان إن "أي محاولة لاستغلال الحادث المأسوي بهدف تعزيز أهداف سياسية، يجب أن يتم رفضها".
وأضاف البيان أن الولايات المتحدة تتوقع "أن تتعامل السلطات اللبنانية مع الأمر بطريقة تحقق العدالة، دون تأجيج نعرات طائفية ومناطقية بخلفيات سياسية".
ويعد هذا البيان أول تعقيب لجهة خارجية على أحداث "عاليه".
وفي 30 من يونيو/حزيران الماضي، قتل اثنان من مرافقي وزير الدولة لشؤون النازحين "صالح الغريب"، خلال اشتباك بين موكبه ومسلحين في بلدة قبرشمون بمنطقة "عاليه" جنوب شرقي بيروت، ما أثار أزمة في البلاد.
وينتمي الوزير "الغريب"، إلى "الحزب الديمقراطي"، بينما ينتمي المسلحون الآخرون إلى "الحزب التقدمي الاشتراكي"، وكلا الحزبان يمثلان الطائفة الدرزية في لبنان.
والثلاثاء، عقدت قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط مؤتمرًا صحفيًا، اتهم فيه وزير الصناعة وائل أبو فاعور، ووزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بـ"المسؤولية المعنوية والسياسية والقانونية" عن الحادثة.
ويتهم الحزب الاشتراكي فريق رئيس الجمهورية ميشال عون بالتدخل في القضاء لحرف التحقيق في حادثة عاليه.

الرئيس اللبناني ميشال عون
الحزب الاشتراكي يتهم فريق عون بالتدخل في القضاء لحرف التحقيق

وفي المقابل، رد تكتل لبنان القوي الذي يرأسه الوزير جبران باسيل خلال اجتماعه الأسبوعي الثلاثاء، بالقول: "المؤتمرات الصحفية والسجالات والتجاذبات لن تغيّر الوقائع الموجودة عند القضاء والتكتل متمسك بالعدالة والديموقراطية".
ويشهد لبنان أزمة سياسية حادة منذ وقوع حادثة عاليه، تجسدت بانقطاع جلسات الحكومة عن الانعقاد وذلك لانقسام الأطراف اللبنانية حول الجهة القضائية التي يجب أن تحقق في القضية.
وبينما يصرّ فريق حزب الله والتيار الوطني الحر وحلفاؤهم على تحويل القضية للمجلس العدلي الذي لا تخضع قراراته للطعن والاستئناف، يصرّ فريق رئيس الحكومة والحزب الاشتراكي وحزب القوات اللبنانية وحلفاؤهم على أن يتولى التحقيق القضاء العادي أو العسكري.

وعادت الخصومة التاريخية بين قطبي الدروز أرسلان وجنبلاط للظهور على عدة جبهات مؤخرا بما يشمل خلافات على المناصب التي يشغلها الدروز في حكومة وحدة وطنية بقيادة رئيس الوزراء سعد الحريري.

وشهدت منطقة الشوف سنوات من القتال بين جماعات مسلحة مسيحية ودرزية خلال الحرب الأهلية مما أدى لنزوح مسيحيين من المنطقة. وعاد بعضهم بعد ذلك بموجب اتفاقات للمصالحة دعمتها الحكومة.